المقال الثانى عشر: أؤمن بالحياة الأبدية

 

 الفصل الثالث: أؤمن بالروح القدس من 1020 – 1065

1020 ـ المسيحى الذى يضم موته الخاص إلى موت المسيح يرى فى الموت انطلاقاً إليه ودخولاً ففى الحياة الابدية. والكنيسة بعد ان تقول على المسيحى المنازع للمرة الأخيرة كلمات المغفرة التى بها يحله المسيح من خطاياه، وتختمه للمرة الأخيرة بالمسحة المشددة، وتهبه المسيح فى الزاد الأخير غذاء للسفر، تخاطبه بثقة هادئة.

“ايتها النفس المسيحية، غادرى هذا العالم، باسم الآب القدير الذى خلقك، وباسم يسوع المسيح، ابن الله الحى، الذى تألم لأجلك، وباسم الروح القدس الذى افيض فيك. خذى مكانك اليوم فى السلام، ولتستقر سكناك مع الله فى صهيون المقدسة، مع مريم العذراء والدة الإله، والقديس يوسف، والملائكة وجميع قديسى الله (…) عودى إلى خالقك الذى كونك من تراب الأرض، وفى ساعة خروج نفسك من جسدك، فلتسارع مريم العذراء والملائكة، وجميع القديسين لملاقاتك (…) وليتح لك أن تشاهدى فاديك وجهاً لوجه إلى دهر الداهرين”.

1ً. الدينونة الخاصة

1012 ـ الموت يضع حداً لحياة الإنسان كزمن منفتح كزمن على تقبل النعمة الإلهية التى تجلت فى المسيح أو رفضها. يتكلم العهد الجديد على الدينونة بنوع خاص فى إطار اللقاء الأخير مع المسيح فى مجيئه الثانى، ولكنه يؤكد ايضا مرات عديدة الجزاء المباشر بعد الموت لكل إنسان تبعاً لأعماله وإيمانه. فمثل لعازر المسكين، وكلام المسيح وهو على الصليب للص التائب، ونصوص أخرى من العهد الجديد، تتكلم على مصير أخير للنفس، يمكن أن يكون مختلفاً لهؤلاء ولأولئك.

1022 ـ كل إنسان ينال فى نفسه الخالدة جزاءه الابدى، منذ موته، فى دينونه خاصة تحال فيها حياته إلى المسيح، إما عبر تطهير، وإما للدخول مباشرة فى سعادة السماء، وأما للهلاك الفورى والدائم.

“فى مساء حياتنا، سوف ندان على المحبة”.

2ً. السماء

1023 ـ الذين يموتون فى نعمة الله وصداقته، وقد تطهورا كلياً، يحيون على الدوام مع المسيح. أنهم سيكونون على الدوام أمثاله، لأنهم سيعاينونه ” كما هو ”
(1 يو 23: 2)، وجها إلى وجه ” (1 كو 13: 12 ).

“بسلطاننا الرسولى نحدد أن نفوس جميع القديسين (..) وكل المؤمنين الآخرين الذين ماتوا بعد أن نالوا معمودية المسيح المقدسة، ولم يكن فيهم لدى موتهم ما يتطلب التطهير، (..) وكذلك الذين، وان بقى فيهم ما يتطلب التطهير، قد اتموا ذلك بعد موتهم، هؤلاء جميعاً، بحسب تدبير الله العام، (…) حتى قبل قيامة جسدهم والدينونة العامة، وذلك منذ صعود ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الى السماء، كانوا ويكونون وسيكونون فى السماوات وفى الفردوس السماوى مع المسيح ،مقبولين فى شركة الملائكة القديسين. أنهم، منذ آلام ربنا يسوع المسيح وموته، قد رأوا الجوهر الإلهى ويرونه رؤية مباشرة ذاتية وحتى وجهاً إلى وجه، دون وساطة أية خليقة”.

1024 ـ تلك الحياة الكاملة مع الثالوث القدوس، تلك الشركة فى الحياة والمحبة معه، ومع مريم العذراء والملائكة والطوباويين تدعى “السماء” المساء هى غاية الإنسان القصوى وتحقيق أعمقق رغباته، وحالة السعادة الفائقة والنهائية.

1025 ـ أن نحيا فى السماء يعنى “أن نكون مع المسيح” المختارون “فى المسيح” ولكنهم يحفظون، بل يجدون، فيه هويتهم الحقيقة، اسمهم الخاص:

“فالحياة هى أن نكون مع المسيح ، بموته وقيامته”، قد فتح لنا المساء. حياة الطوباويين تقوم فى الامتلاك الكامل لثمار الفداء الذى حققه المسيح، الذى يشرك فى تمجيده السماوى كل من آمن به وبقى أمينا لمشيئته. السماء هى الجماعة السعيدة المكونة من جميع الذين انضموا إليه انضماماً كاملاً

1027 ـ ان سر الشركة السعيدة هذا هو مع الله ومع جميع الذين هم للمسيح يفوق كل فهم وكل تصور. والكتاب المقدس يكلمنا عليه فى صور: الحياة، النور، وليمة العرس، خمر الملكوت، بيت الآب، أورشليم السماوية، الفردوس: “إن ما لم تره عين، ولا سمعت به أذن، ولا خطر على قلب بشر، ما اعده الله للذين يحبونه” (1 كو 2: 9 ).

1028 ـ الله، بسبب سموه، لا تمكن رؤيته كما هو إلا متى كشف هو نفسه سره لمشاهدة الإنسان المباشرة ومكّنه منها. هذه المشاهدة لله فى مجده السماوى تدعوها الكنيسة “الرؤية الطوباوية”:

“كم سيكون مجدك وسعادتك: ان تقبل لرؤية الله، ان تحظى بشرف الاشتراك فى افراح الخلاص والنور الابدى فى صحبة المسيح الرب إلهك (..) أن تنعم فى ملكوت السماوات فى صحبة الصديقين وأصدقاء الله، بافراح الخلود المعطى”.

1029 ـ فى مجد السماء لا ينى الطوباويون يتمون بفرح إرادة الله بالنسبة إلى سائر الناس والى الخليقة كلها. أنهم من الآن يملكون مع المسيح “وسيملكون معه إلى دهر الداهرين” (رؤ 22: 5 ).

3ً. التطهير النهائى او المطهر

1030 ـ الذين يموتون فى نعمة الله وصداقته ولم يتطهورا بعد تطهيرا كاملا وان كانوا علي ثقة من خلاصهم الابدي يخضعون من بعد موتهم لتطهير يحصلون به علي القداسة الضرورية لدخول فرح السماء.

1031 – تدعو الكنيسة مطهرا هذا التطهير النهائي للمختارين المتميز كليا عن قصاص الهالكين لقد صاغت الكنيسة عقيدة الايمان المتعلقة بالمطهر بنوع خاص في مجمع فلورنسا والمجمع التريدنتينى ويتكلم الكنيسة علي نار مطهرة مستندا الي بعض نصوص الكتاب المقدس بالنسبة الي بعض الذنوب الخفيفة يجب الاعتقاد بوجود نار مطهرة قبل الدينونة وفق ما يؤكدة من هو الحق بقوله ان جدف احد علي الروح القدس فهذا من هو الحق بقوله ان جدف احد علي الروح القدس فهذا لن يغفر له لا في هذا الدهر ولا في الدهر الاتي
(متى 12: 32) في هذا الحكم يمكننا ان نفهم ان بعض الذنوب تمكن مسامحتهافي هذا الدهر والبعض الاخر في الدهر الاتي.

1032 – يرتكز هذا التعليم ايضا علي ممارسة الصلاة لاجل الراقدين التي يتكلم عليها الكتاب المقدس ولهذا قدم يهوذا المكابي ذبيحة التكفير عن الاموات ليحلوا من الخطيئة (2 مك 12: 46) وقد كرمت الكنيسة منذ القرون الاولي ذكري الاموات وقدمت لاجلهمصلوات وبنوع خاص الذبيحة الافخارستية حتى يتطهروا فيبلغوا الرؤية السعيدة وتوصي الكنيسة ايضا بالصداقات والغفرانات واعمال التوبة لاجل الراقدين لنمد لهم العون ونذكرهم ان كان ابناء ايوب قد تطهروا بذبيحة ابيهم لم تشك بان تقادمنا لاجل الراقدين تجلب لهم بعض التعزية فلا نتردد اذن في مساعدة الذين رحلوا وتقدمه صلوات لاجلهم.

4ً. جهنم

1033 – لا نستطيع ان نتحد بالله ما لم نختر بحرية ان نحبة ولكننا لا نستطيع ان نحب الله ونحن نرتكب خطايا ثقيلة ضد قريبنا او ضد انفسنا من لا يحب يثبت في الموت كل من يبغض اخاه فهو قاتل وتعلمون ان كل قاتل ليست له الحياة الابدية ثابتة فيه (1 يو 3: 14 – 15) ويحذرنا الرب اننا سنفصل عنه ان اهملنا لقاء الاحتياجات الخطيرة لدى الفقراء والاصاغر الذين هم اخوته الموت في الخطيئة المميتة دون التوبة عنها ودون تقبل محبة الله الرحيمة يعنى البقاء منفصلا عنه علي الدوام باختيارنا الحر وتلك الحالة من الاقصاء الذاتي عن الشركة مع الله ومع الطوبايين هي ما يدل علية بلفظة جهنم.

1034 – يتكلم يسوع مرارا علي جهنم النار التي لا تطفا المعدة للذين يرفضون حتي نهاية حياتهم ان يؤمنوا ويرتدوا وحيث يمكن ان يهلك النفس والجسد معا وينبئ يسوع بالفاظ خطيرة انه سوف يرسل ملائكته فيجمعون كل فاعلي الاثم ويلقونهم في اتون النار (متى 13: 41 – 42) وانه سيعلن الحكم اذهبوا عني يا ملاعين الي النار الابدية (متى 25: 41) .

1035 – يؤكد تعليم الكنيسة وجود جهنم وابديتها ان نفوس الذين يموتون في حالة الخطيئة المميتة تهبط علي الفور بعد موتها الي الجحيم حيث تقاسي عذابات جهنم النارب الابدية ويقوم عذاب جهنم الرئيسي في الانفصال الابدي عن الله الذي فية وحدة يستطيع الانسان الحصول علي الحياة والسعادة اللذين خلق لاجلهما واليهما يتوق.

1036 – ان تاكيدات الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة في موضوع جهنم هي دعوة الي المسؤولية التي يتوجب علي الانسان ان يستخدم فيها حريته في سبيل مصيرة الابدي وهي في الوقت عينه دعوة الي التوبة ادخلوا من الباب الضيق فانه واسع الباب ورحبه الطريق التي تؤدي الي الهلاك وكثيرون هم الذين ينتهجونها ما اضيق الباب وما احرج الطريق التي تؤدي الي الحياة وقليلون هم الذين يجدونها. ( متى 7: 13 – 14) اذ نجهل اليوم والساعة ينبغي عملا بوصية الرب ان نظل دوما متيقظين لكى يتاح لنا اذا ما انسلخ مجري حياتنا الارضية علي غير رجعة ان نقبل معه في العرس فنكون في عداد مباركي الله لا كالعبيد الاشرار الكسولين المفصولين عن الله للنار الابدية والظلمة في الخارج حيث يكون البكاء وصريف الاسنان.

1037 – لا يحدد الله مسبقا مصير احد في جهنم بل هي لمن يكرة الله بملء ارادته (الخطيئة المميتة) ويثبت في هذا الكرة حتى النهاية والكنيسة في الليترجيا الافخارستية وصلوات مؤمنيها اليومية تلتمس رحمة الله الذي لا يريد ان يهلك احد بل ان يقبل الجميع الي التوبة (2 بط 3: 9) هذه هي التقدمة التي نقربها لك نحن عبيدك وعائاتك كلها فاقبلها بعطفك اجعل السلام في حياتنا وانتشلنا من الهلاك الابدي واقبلنا في عداد مختاريك.

ً5. الدينونة العامة

1038 – ان قيامة جميع الاموات الابرار والاثمة (اع 24: 15) سوف تسبق الدينونه العامة وستكون الساعة التي يسمع فيها جميع من في القبور صوت ابن البشر فيخرجون منها: فالذين عملوا الصالحات يقومون للحياة والذين عملوا السيئات يقومون للدينونه (يو 5: 28 – 29) حينئذ ياتى المسيح في مجده وجميع الملائكة معه وتحشد لدية جميع الامم فيفصل بعضهم عن بعض كما يفصل الراعي الخراف عن الجداء ويقيم الخراف عن يمينة والجداء عن يسارة ويذهب هؤلاء الي العذاب ابدي والصديقون الي حياة ابدية
(متى 25: 31 – 33، 46).

1039 – امام المسيح الذي هو الحق سوف تعلن بصراحة وبشكل نهائي حقيقة علاقة كل انسان بالله فتكشف الدينونه العامة ما فعلة كل واحد او اهمل فعلة في اثناء حياته علي الارض وذلك حتي في اقصي عواقبة كل شر يفعلة الاشرار يسجل وهم لا يعلمون في اليوم الذي لا يصمت الله (مز 50: 3) فيه سيلتفت نحو الاشرار ويقول لهم لقد وضعت علي الارض فقرائى الصغار لاجلكم انا راسهم كنت جالسا علي عرش في السماء عن يمين ابي ولكن علي الارض كان اعضائي يعملون علي الارض كان اعضائي لو اعطيتم اعضائي شيئا لوصل الي الراس ما كنتم أعطيتموه عندما وضعت فقرائى الصغار علي الارض اقمتهم وكلائى ليحملوا الي كنزى اعمالكم الصالحة لم تضعوا شيئا في ايديهم لذلك لن تجدوا لدي شيئا.

1040 – ستقع الدينونة لدي عودة المسيح المجيدة الاب وحدة يعرف الساعة واليوم وهو وحدة يقرر حدوثها سيعلن بابنة يسوع المسيح كلمته الاخيرة علي التاريخ كله سنعرف المعنى الاخير لكل تاريخ الخليقة وكل تدبير الخلاص وسنفهم السبل العجيبة التى قادت بها عنايته كل شئ نحو غايته القصوى وستكشف الدينونة الاخيرة ان بر الله ينتصر علي كل المظالم التى ترتكبها خلائقة وان محبتة اقوى من الموت.

1041 – تدعو رسالة الدينونة العامة الي التوبة مادام الله يعطى البشر الوقت المرضى وقت الخلاص (2 كو 6: 2) انها تحث علي مخافة الله المقدسة وتدعو الي الالتزام من اجل بر ملكوت الله وتبشر بالرجاء السعيد (تى 2: 13) رجاء عودة الرب الذي سوف ياتى ليتمجد في قديسية ويظهر عجيبا في جميع الذين امنوا (2 تس 1: 10).

ً6. رجاء السماوات الجديدة والارض الجديدة

1042 – في نهاية الازمنة سيصل ملكوت الله الي ملئه بعد الدينونة العامة سيملك الابرار علي الدوام مع المسيح ممجدين جسدا ونفسا والكون نفسة سيتجدد حينئذ تبلغ الكنيسة تمامها في المجد السماوي عندما الكون باسرة المرتبط بالانسان ارتباطا صميما وبه يدرك مصيرة يجد مع الجنس البشري في المسيح كماله النهائي

1043 – هذا التجديد السري الذي سوف يحول البشرية والعالم يدعوه الكتاب المقدس السماوات الجديدة والارض الجديدة (2 بط 3: 13) وسيكون التحقيق النهائي لقصد الله ان يجمع تحت راس واحد في المسيح كل شئ ما في السماوات وما علي الارض (في 1: 10).

1044 – في هذا الكون الجديد اورشليم السماوية سيسكن الله بين البشر ويمسح كل دمعة من عيونهم ولا يكون بعد موت ولا نوح ولا نحيب ولا وجع لان الاوضاع الاولي قد مضت (رؤ 21: 4).

 1045 – بالنسبة الي الانسان هذا الانجاز سيكون التحقيق الاقصي لوحدة الجنس البشري التي ارادها الله منذ الخلق والتى كانت الكنيسة في رحلتها بمثابة سر لها الذين سيكونون متحدين بالمسيح سيؤلفون جماعة المفتدين مدينة الله المقدسة (رؤ 21: 2) عروس الحمل (رؤ 21: 9) وهذه لن تعود مجروحة بالخطيئة او باي شئ مبتذل او بالأنانية التى تدمر جماعة البشر الأرضية او تجرحها والرؤية السعيدة التي سينفتح فيها الله علي المختارين انفتاحا لا ينفد ستكون ينبوعا لا ينضب من السعادة والسلام والشركة المتبادلة.

1046 – أما بالنسبة الي العالم، فيؤكد الوحى شركة المصير العميقة بين العالم المادى والإنسان:

“تتوقع البرية، مترقبة تجلى أبناء الله (…) على رجاء انها ستعتق هى أيضا من عبودية الفساد (…) فنحن نعلم أن الخليقة كلها معاً تئن حتى الآن. وليس هى فقط؛ بل نحن أيضا الذين لهم باكورة الروح، نحن أيضا نئن فى انفسنا منتظرين التبنى افتداء أجسادناً” (رو 8: 19 ـ 23 ).

1047 ـ الكون المرئى معد إذن، هو أيضا، إلى أن يتحول، “حتى إن العالم نفسه، وقد أعيد إلى حالته الاولى، يصير، دون أى عائق بعد، فى خدمة الأبرار”، مشتركاً فى تمجيدهم فى يسوع المسيح القائم.

1048 ـ “نحن نجهل زمان زوال الأرض والبشرية، ولا نعرف طريقة تحول هذا الكون. ستنمحق دون ريب صورة هذا العالم التى شوهتها الخطيئة؛ ولكننا نعلم أن الله يعد لنا مسكناً جديداً وأرضاً جديدة يسكن فيها البر وتشبع سعادتها جميع رغبات السلام التى تصبو إليها قلوب البشر، بل تفوقها”.

1049 ـ “ولكن ترقب الأرض الجديدة يجب أن لا يضعف فينا الاهتمام بمعالجة هذه الأرض، بل يجب بالأحرى أن يوقظه، لأن جسم الأسرة البشرية ينمو فيها، وهو يستطيع أن يقدم منذ الآن تصوراً أولياء للدهر الآتى، وان كان لابد من التمييز الدقيق بين التقدم الأرضى ونمو ملكوت المسيح، فإن التقدم الأرضى ذو اهمية كبرى بالنسبة إلى ملكوت الله، وذلك بقدر ما يسهم فى تنظيم المجتمع البشرى تنظيماً أفضل”.

1050 ـ “فإن كل الثمار الطيبة، ثمار طبيعتنا وصناعتنا، التى نكون قد نشرناها على وجه الأرض فى روح الرب وبحسب وصيته، سنجدها فى ما بعد، ولكن مطهرة من كل دنس، ناصعة، مشرقة، عندما يعيد المسيح على الأب ملكوتاً ابدياً وشاملاً” حينئذ يصير الله “كلا فى الكل” (1 كو 15: 2)، فى الحياة الأبدية:

“الحياة الدائمة الحقيقة، إنما هى الآب الذى، بالابن وفى الروح القدس، يسكب على الجميع دون استثناء المواهب السماوية. فلقد نلنا، نحن البشر أيضاً، بفضل رحمته، وعد الحياة الأبدية الثابت”.

بإيجاز

1051 ـ كل إنسان ينال فى نفسه الخالدة جزاءه الابدى منذ موته فى دينونة خاصة من قبل المسيح، ديان الأحياء والأموات.

1052 ـ “نؤمن أن نفوس جميع الذين يموتون فى نعمة المسيح (.. .) هى شعب الله، فى ما وراء الموت، الذى سيغلب نهائياً فى يوم القيامة، حيث تعاد على تلك النفوس وحدتها بأجسادها”.

1053 ـ “نؤمن أن جماعة النفوس الملتئمة فى الفردوس حول يسوع ومريم تكون كنيسة السماء، حيث تشاهد الله كما هو فى السعادة الأبدية، وحيث تشارك هى ايضا بدرجات مختلفة، الملائكة القديسين فى الحكم الإلهى الذى يمارسه المسيح فى المجد، فتشفع فينا وتعضد ضعفنا بعنايتها الإلهية”.

1054 ـ الذين يموتون فى نعمة الله وصداقته، ولم يتطهروا بعد تطهيراً كاملاً، وإن كانوا على ثقة من خلاصهم الأبدى، يخضعون من موتهم لتطهير، يحصلون به على القداسة الضرورية للدخول إلى فرح الله.

1055 ـ بمقتضى “شركة القديسين”، تكل الكنيسة الراقدين إلى رحمة الله، وتقدم لجلهم صلوات، وبنوع خاص الذبيحة الافخارستية.

1056 ـ تتبعا لمثل المسيح، تحذر الكنيسة المؤمنين من تلك الحقيقة المحزنة والمؤسفة حقيقة الموت الابدى، المدعو أيضا “جهنم”.

1057 ـ يقوم عذاب جهنم الرئيسى فى الأنفصال الأبدى عن الله الذى فيه وحده يستطيع الانسان الحصول على الحياة والسعادة اللذين خلق لأجلهما وإليهما يتوق.

1058 ـ نصلى الكنيسة لكى لا يهلك أحد: “يارب، لا تسمح ان أنفصل أبداً عنك”. إن صح أن احداً لا يستطيع أن يخلص بنفسه، فصحيح أيضاً أن “الله يريد ان جميع الناس يخلصون” (1 تى 2: 4) وأن “كل شىء ممكن” (متى 19: 26) لديه.

1059 ـ “تؤمن الكنيسة المقدسة الرومانية وتعترف اعترافاً ثابتاً أن جميع الناس سوف يظهرون فى يوم الدينونة باجسادهم الخاصة أمام منبر المسيح، ليؤدوا حساباً عن أعمالهم”.

1060 ـ فى نهاية الأزمنة سيصل ملكوت الله إلى ملئه. حينئذ يملك الصديقون مع المسيح على الدوام، ممجدين جسدا ونفسا، والكون المادى نفسه سيتحول. حينئذ يصير الله “كلا فى الكل” (1 كو 15: 28 )، فى الحياة الأبدية.

” آمين “

1061 ـ ينتهى قانون الإيمان، كما ينتهى أيضا السفر الأخير من الكتاب المقدس بالكلمة العبرية آمين وتوجد مراراً تلك الكلمة فى صلوات العهد الجديد. كذلك تنتهى الكنيسة صلواتها بكلمة آمين”.

1062 ـ فى العبرية ترتبط كلمة آمين بالجذر نفسه الذى يرتبط به كلمة “آمن” ويعبر هذا الجذر عن الثبات والثقة والامانة. فنفهم بالتالى لماذا يمكن استعمال “آمين” بالنسبة الى امانة الله نحونا والى ثقتنا نحن به.

1063 ـ نجد فى اشعيا النبى عبارة “إله الحق”، وحرفياً “إه آمين”، أى “الإله الأمين لمواعده” فالذى يتبارك على الارض يتبارك “بإله آمين” (أش 65: 16) ويستعمل السيد المسيح مراراً كلمة “آمين”، وفى بعض الأحيان بشكل مكرر، ليؤكد أن تعليمه يمكن الوثوق به، وأن سلطته ترتكز على حقيقة الله.

1064 ـ “آمين التى تختم قانون الإيمان تعيد إذن كلمته الأولى “أومن” وتؤكدها فالايمان هو ان تقول “آمين” لكلمات الله ووعوده ووصاياه، هو أن نثق ثقة تامة بالذى هو “آمين” المحبة اللامتناهية والامانة الكاملة. حينئذ تصير حياتنا المسيحية فى كل يوم جواب “آمين” عن اعتراف إيمان معموديتنا: “أومن”.

“ليكن لك قانون الإيمان بمثابة مرآة. أنظر نفسك فيه، لترى هل تؤمن بكل ما تعلن الإيمان به، وافرح كل يوم بإيمانك”.

1065 ـ يسوع المسيح هو نفسه “آمين” (رؤ 3: 14) هو “آمين” النهائية لمحبة الآب لنا. وهو الذى اعتنق جوابنا للآب “آمين” وأتمه: “فإن مواعد الله كلها قد وجدت فيه “نعم”، فلذلك فيه أيضاً نقول: “آمين” لمجد الله” (2 كو 1: 20 ):

“به، ومعه وفيه ،

لك، أيها الإله الآب القدير ،

كل إكرام وكل مجد،

إلى دهر الداهرين.

آمين”.