الفصل الثانى: الاحتفال أسراريا بالسر الفصحى

 

الاحتفال أسراريا بالسر الفصحى من 1135 ـ 1167

الفصل الثانى: الاحتفال أسراريا بالسر الفصحى

1135 ـ التثقيف الليترجى يفترض أولاً فهم الخطة الإلهية فى استعمال الأسرار (الفصل الأول). فى هذا الضوء تنكشف جدة الاحتفال بها، ويتناول هذا الفصل الاحتفال باسرار الكنيسة واعتبار ما هو مشترك فى طريقة الاحتفال بالاسرار السبعة، عبر التقاليد الليترجية المتنوعة. وأما ما يختص به كل سر فيأتى عرضه لاحقاً. هذا التعليم الأساسى فى شان الاحتفال بالاسرار، يجيب على الاسئلة الأولى التى يطرحها المؤمنين فى هذا المجال:

ـ من يحتفل بالسر ؟

ـ كيف نحتفل به ؟

ـ متى نحتفل به؟

ـ أين نحتفل به ؟

المقال الأول

الاحتفال بليترجيا الكنيسة

1ً. من يحتفل بالسر ؟

1136 ـ الليترجيا هى "عمل المسيح الكلى". الذين يحتفلون بها، منذ الآن، ويوغلون إلى ابعد من رموزها، هم منذ الآن فى رحاب الليترجيا السماوية، حيث الاحتفال كلبه شركة وعيد.

المحتفلون بالليترجيا السماوية

1137 ـ رؤيا القديس يوحنا، إذا قرأناه فى ليترجيا الكنيسة، تكشف لنا أولاً عن "عرش قد رفع فى السماء وعلى العرش واحد…" هو "الرب الإله" (أش 6: 1) وهناك ايضا "الحمل القائم وكانه دبيح" (رؤ 5: 6 ): هو المسيح المصلوب والقائم من بين الاموات، الحبر العظيم اللاوحد للمقدس الحقيقى، "هو نفسه المقدم والمقدم والقابل والموزع" هناك أخيراً "نهر ماء الحياة (…) المنبحس من عرش الله والحمل" (رؤ 22: 1 )، وهو من أروع رموز الروح القدس.

1138 ـ ويشترك فى خدمة التسبيح لله وإتمام قصده، "وقد تجددوا" فى المسيح: القوات السماوية، مع كل الخليقة (الأحياء الأربعة)، وخدمة العهدين القديم والجديد (الشيوخ الأربعة والعشرون)، وشعب الله الجديد (المئة والاربعة والأربعون الفاً)، ولا سيما الشهداء "الذين سفكت دماؤهم فى سبيل كلام الله" (رؤ 6: 9 ). ووالدة الإله الفائقة القداسة (المرأة؛ عروس الحمل)، وأخيراً "حشد كثير لا يحصى من كل أمة وقبيلة وشعب ولسان" (رؤ 7: 9 ).

1139 ـ هذه الليترجيا الأبدية هى التى يشركنا فيها الورح والكنيسة عندما نحتفل بسر الخلاص فى الأسرار.

المحتلفون بليترجيا الأسرار

1140 ـ المحتلفون هم الجماعة كلها، جسد المسيح المتحد برأسه. "الأعمال الليترجية ليست اعمالاً فردية ولكنها احتفالات الكنيسة، التى هى "سر الوحدة"، أى الشعب المقدس مجتمعاً ومنتظماً تحت سلطة الأسقافة. فهى من ثم أعمال جسد الكنيسة كله تظهره وتؤثر فيه. إلا أنها تدرك كل واحد من أعضائه بطريقة تختلف باختلاف الدرجات والوظائف والاشتراك الفعلى"، ولذا "فكل مرة تتطلب الطقوس، كل وفقاً لطبيعته احتفالاً مشتركاً مع إقبال المؤمنين عليه واشتراكهم الفعل فيه، لابد من التنويه، قدر الإمكان، بأفضلية الاحتفال الجمهورى على الاحتفال الفردى وشبه الخاص".

1141 ـ الجماعة المختلفة هى اسرة المعمدين الذين "تقدسوا بالولادة الجديدة ومسحة الروح القدس، ليصيروا بيتاً روحياً وكهنوتاً مقدساً ويقربوا بكل أعمال المسيحى ذبائح روحية". هذا "الكهنوت المسيح، الكاهن الأوحد، الذى يشترك فيه كل اعضائه:

"إن الكنيسة الام ترغب أشد الرغبة فى أن يشجع المؤمنين جميعهم على المشاركة الكاملة والواعية والفاعلة فى احتفالات الليترجيا هذه التى تقتضيها طبيعة الليترجيا نفسها، والتى أصبحت من حق الشعب المسيحى وواجبه، بفعل المعمودية"، ولأنه "جيل مختار وكهنوت ملكى وأمة مقدسة وشعب مفتدى (1 بط 2: 9)".

1142 ـ ولكن "ليس لجميع الأعضاء عمل واحد" (رو 12: 4) ثمة أعضاء يدعوهم الله، فى الكنيسة وبواسطة الكنيسة، إلى أن يمارسوا خدمة خاصة فى الجماعة هؤلاء الخدام يختارون ويكرسون بسر الكهنوت الذى به يجعلهم الروح القدس اهلاً لأن يسعوا، فى شخص المسيح الرأس، إلى خدمة جميع اعضاء الكنيسة. الخادم المرسوم هو شبه "ايقونة" المسيح الكاهن. وبما ان سر الكنيسة يعتلن اعتلاناً كاملاً فى الافخارستيا فخدمة الأسقف تظهر أولاً فى ترؤس حفلة الافخارستيا، بالاشتراك مع الكهنة والشمامسة.

1143 ـ للاضطلاع بوظائف كهنوت المؤمنين العام، هناك خدمة خاصة أخرى، غير مكرسة بسر الكهنوت، يحدد الاسقافة مهامها وفاقاً للتقاليد الليترجية والحاجات الرعائية "حتى الخدام والقراء والشراح والمنضوون على جماعة المرتلين، جميعهم يقومون بخدمة ليترجية حقيقة".

1144 ـ هكذا، فى الاحتفال بالأسرار، الجماعة كلها "تقيم الليترجيا"، كل بحسب وظيفته، ولكن فى "وحدة الروح" الذى يعمل فى الجميع. "فى الاحتفالات الليترجية يطلب من كل شخص، سواء اكان خادماً للسر أم علمانياً، أن يعمل، لدى قيامة بوظيفته، العمل كله الذى يقع عليه من جراء طبيعة الأمور ومن جراء الأنظمة الليترجية، وأن لا يتعداه إلى سواه من الاعمال".

2ً. كيف نحتفل بالسر

علامات ورموز

1145 ـ كل احتفال بالأسرار هو نسج من علامات ورموز. هذه العلامات والرموز تتجذر معانيها، وفاقاً لحظة الله الخلاصية وطريقته التربوية، فى عمل الخلق والثقافة البشرية، وتتضح فى احداث العهد القديم، وتتجلى كاملة فى شخص المسيح وعمله.

1146 ـ علامات من عالم البشر. فى حياة البشر، تشكل العلامات والرموز حيزا لافتاً. فالانسان، بوصفه كائناً جسدياً وروحياً، يعبر عن الحقائق الروحية ويدركها عبر علامات وموز مادية. وبوصفه كائناً اجتماعياً يحتاج إلى علامات ورموز تواصلية، عبر اللغة والحركات والأعمال. وهذا دأبة ايضا فى علاقته بالله.

1147 ـ إن الله يخاطب الإنسان بواسطة الخليقة المرئية. فالعالم المادى يتراءى للذهن البشرى ليقرأ فيه آثار خالقه. فالنور والظلمة، والريح والنار، والماء والتراب، والشجر وثمارها، تتحدث عن الله، وترمز، فى آن واحد، إلى عظمته وقربه.

1148 ـ هذه الأشياء الحسية المخلوقة، يمكن أن تصبح أداة للتعبير عن عمل الله الذى يقدس البشر وعمل البشر الذين يؤدون لله عبادتهم. على هذا المنوال أيضا نفهم علامات الحياة الاجتماعية ورموزها: فالغسل والمسح، وكسر الخبز وتقاسم الكأس، كلها تعبر عن حضور الله المقدس وشكر الإنسان لخالقه.

1149 ـ الديانات البشرية الكبرى تشهد، بطريقة مؤثرة غالباً، على هذا الطابع الكونى والرمزى الكامن فى الطقوس الدينية، واما ليترجيا الكنائس فهى تفترض وتضم وتقدس عناصر الخليقة والثقافة البشرية، وتضفى عليها من الكرامة ما هو من آيات النعمة والخليقة الجديدة فى المسيح يسوع.

1150 ـ علامات العهد. لقد تلقى الشعب المصطفى من الله علامات ورموزاً فارقة تميز حياته الليترجية: فلم يعد ثمة فقط احتفالات مرتبطة بالمدارات الكونية والأحوال الاجتماعية، بل علامات العهد، ورموز عظائم الله لشعبه. من هذه العلامات الليترجية فى العهد القديم، نذكر الختان والمسح، وتكريس الملوك والكهنة، ووضع الأيدى، والذبائح، وخصوصاً الفصح. وترى الكنيسة فى هذه العلامات إيذاناً باسرار العهد الجديد.

1151 ـ علامات تبناها المسيح لقد استعمل الرب يسوع غالبا، فى كرازته، علامات مستوحاه من الخيقة ليعرف الناس بأسرار ملكوت الله؛ وحقق شفاءاته وايد كرازته بعلامات مادية وأفعال رمزية؛ وأضفى معنى جديداً على أحداث العهد القديم ورموزه، ولا سيما الخروج من مصر والفصح؛ ولا غرو فالمسيح هو نفسه لب جميع هذه الرموز ومغزاها.

1152 ـ علامات أسرارية. منذ العنصرة يجرى الروح القدس نعمة القداسة عبر العلامات الأسرارية فى الكنيسة. أسرار الكنيسة لا تلغى بل تظهر وتجبى كل ثروة الآيات والرموز الكامنة فى الكون وفى الحياة الاجتماعية. وهى إلى ذلك تتمم رموز العهد القديم ورسومه وتفسر معنى الخلاص الذى صنعه المسيح وتحققه، وتؤذن بمجد السماء وتستبقه.

أقوال وأعمال

1153 ـ الاحتفال بالأسرار هو لقاء بين أبناء الله وأبيهم، فى المسيح والروح القدس ويترجم هذا اللقاء حوارا عبر اعمال واقوال لا شك ان الاعمال الرمزية هي بحد ذاتها لغة ولكن لابد ان يواكب هذه الاعمال وينعشها كلام الله وجواب الايمان لكي يؤتي زرع الملكوت ثمرة في الارض الطيبة الاعمال الليترجية ترمز الي ما يعبر عنه كلام الله أي ما يصدر عن الله من ابتدار مجانى وعن شعبه من جواب إيمانى، فى آن واحد.

1145 ـ ليترجيا الكلمة جزء لا يتجزأ من الحفلات الأسرارية فلابد، لتغذية إيمان المؤمنين، من التنويه بالعلامات التى ترافق كلام الله: كتاب الكلمة (كتاب الرسائل أو الانجيل)، تعابير الإجلال المرجه إليه (التطواف، البخور، الشموع)، مكان إعلانه (المنبر)، تلاوته بطريقة مسموعة ومفهومة، العظة التى يلقيها المحتفل بعد التلاوة، اجوبة الجماعة (الهتافات والمزامير التأملية، والطلبات واعلان الإيمان).

1155 ـ القول والعمل فى الليترجيا لا يفترقان من حيث هما علامات وتعليم، كما أنهما لا يفترقان لكونهما يحققان ما يرمزان إليه، فالروح القدس لا يكتفى بان يفهمنا كلام الله، باعثا فينا نفخة الإيمان، بل يحقق ايضا بالاسرار " عظائم الله المعلنة فى الكلمة: إنه يجعل عمل الآب الذى أنجزه الابن الحبيب آنيا وموزعاً على الجميع.

الترنيم والموسيقى

1156 ـ "التراث الموسيقى فى الكنيسة الجامعة كنز لا تقدر له قيمة، ولا يسمو إليه تعبير فنى آخر، وذلك خصوصاً بأن الترنيم المقدس مقترن بالكلام وأنه، من ثم، ، قسم ضرورى من الليترجيا الاحتفالية ومتمم لها". تلحين المزامير الملهمة وترتليها، وما يرافقهما غالباً من آلات موسيقية مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالاحتفالات الليترجية فى العهد القديم. فالكنيسة تواصل هذا التراث وتنميه "رتلوا فيما بينكم مزامير وتسابيح واناشيد روحانية رتلوا وسبحوا للرب من صميم القلب" (أف 5: 19 ): "من يرنم يصل مرتين".

1157 ـ الترنيم والموسيقى "مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالعمل الليترجى"، وهذا ما يجعلهما من العلامات المميزه، انطلاقاً من مقاييس رئيسية ثلاثة: روعة الصلاة التعبيرية، اشتراك الجماعة بالإجماع فى الأوقات الملحوظة، والطابع الاحتفالى للصلاة: وهكذا يساهمان فى تحقيق الغية المتوخاة من الاقوال والأفعال الليترجية: وهى تمجيد الله وتقديس المؤمنين.

"لكم بكيت لدى سماعى أناشيدكم وتسابيحكم والأصوات الرخيمة التى ملأ صداها كنيستكم ولكم تاثرت لذلك ! لقد كانت تنساب فى أدنى وتقطرا الحقيقة فى قلبى لقد شعرت بتيار عظيم من التقوى يشجعنى؛ وبالدموع تسيل على وجنتى، وتصلح امرى".

1158 ـ تتناغم العلامات (الترانيم والموسيقى، والأقوال، والأعمال) يشتد هنا تعبيراً ويزداد خصباً بمقدار ما يعتمد الثروة الثقافية التى يختص بها شعب الله المحتفل، اداة للتعبير ولذا "لابد من ان يعزز الترنيم الدينى الشعبى تعبيراً ببصيراً، بحيث يتاح لأصوات المؤمنين" طبقاً لقوانين الكنيسة "من أن تسمع فى الممارسات التقوية المقدسة وفى الاعمال الليترجية نفسها" ولكن "النصوص المعدة للترنيم الكنسى، يجب ان تكون مطابقة للعقيدة الكاثوليكية، ومستقاة بالاحرى من الكتاب المقدس ومن الينابيع الليترجية".

الرسوم المقدسة

1159 ـ الصورة المقدسة، والايقونة الليترجية تمثل المسيح خصوصاً، ولا يجوز أن تمثل الله الذى لا يرى. عن ابن الله هو الذى افتتح بتجسده "نهجا" جدياً فى استعمال الصور:

"لم يكن ممكناً على الاطلاق قديماً ان يمثل بالصورة الله المنزه عن الجسد والشكل. ولكن وقد ظهر لنا اليوم فى الجسد وعاش مع الناس، يجوز لى ان ارسم صورة ما رأيت من الله (…) فنحن نعاين مجد الرب بوجهه المكشوف".

1160 ـ الايقونوغرافية المسيحية تنقل، بالصورة، الرسالة الإنجيلية التى ينقلها الكتاب المقدس بالكلمة. الصورة والكلمة تستنير أحداهما بالاخرى.

"لكى نلعن إيماننا ملخصاً بكل تقاليد الكنيسة المدونة وغير المدونة التى سلمت إلينا بلا تحوير. منها تمثيل الصور بالرسم وهو يتماشى مع كرازة التاريخ الإنجيلى. ونعتقد أن الله الكلمة قد تأنس حقاً، لا فى الظاهر، وهذا يعود علينا بذات النفع وذات الفائدة، لأن الاشياء التى يستنير بعضها ببعض لها، بلا مراء، مغزى متبادل".

1161 ـ جميع علامات الاحتفال الليترجى لها صلة بالمسيح: كذلك الصور المقدسة لوالدة الإله القديسة وصور القديسين لها ايضا علاقة به، وترمز إلى المسيح الممجد فيهم. بها تتجلى "سحابة الشهود" (عب 12: 1) الذين لا يزالون يشتركون فى خلاص العالم، ونحن متحدون بها ولا سيما فى الاحتفال بالاسرار هو الإنسان يتجلى لإيماننا من خلال الإيقونة، الإنسان المخلوق "على صورة الله" والمتحول "على مثاله"، بل هم الملائكة أيضا وقد تجددوا هم أيضا فى المسيح:

"بموجب العقيدة الموحاة إلهيا لدى آبائنا القديسين وتقليد الكنيسة الكاثوليكية الذى نعرف أنه تقليد الروح القدس الساكن فيها، لقد حددنا بكل يقين وحق، أن الصور المقدسة وكذلك رسوم الصليب الكريم المحيى، أيا كانت طريقة رسمها، بالفسيفساء أو بأى مادة أخرى يجب أن توضع فى كنائس الله المقدسة، وعلى الاوانى والحلل المقدسة، وعلى الجدران واللوحات، فى البيوت وفى الطريق، سواء صورة ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح، أم صورة سيدتنا الفائقة الطهارة والقداسة والدة الإله وصور جميع الأبرار والقديسين".

1162 ـ "جمال الصور وألوانها تحفز صلاتى. أنها عيد لعينى، كما ان مشهد الريف يدفع قلبى إلى تسبيح الله" مشاهدة الإيقونات المقدسة، المقرونة بتأمل كلمة الله وترنيم الأناشيد الليترجية، تنسجم مع رموز الاحتفال فينطبع السر المحتفل به فى ذاكرة القلب وينعكس بعدئذ فى حياة المؤمنين الجديدة.

3ً. متى نحتفل بالسر ؟

الزمن الليترجى

1163 ـ "إن أمنا الكنيسة المقدسة تحسب من صلاحيتها الاحتفال بالعمل الخلاصى الذى اجراه عروسها الإلهى، وذلك فى ذكرى مقدسة تحييها فى أيام معينة على مدّ السنة وطولها فكل اسبوع، فى اليوم الذى دعته "يوم الرب"، تحى ذكرى قيامة الرب التى تحتفل به أيضا مرة فى السنة، كما تحتفل بذكرى آلامه المحييه فى الاحتفال الفصحى الاعظم. وهى تبسط سر المسيح كله على مدار السنة (…) وفيما تحتفل هكذا بأسرار الفداء، تفتتح للمؤمنين كنوز فضائل ربها واستحقاقاته، فكأن تلك الأسرار قد أصبحت أبداً حاضرة لديهم يحتكون بها ويمتلئون من نعمة الخلاص".

1164 ـ لقد عرف شعب الله، منذ عهد الشريعة الموسوية، أعياداً ثابتة تبدا من الفصح لإحياء ذكرى عجائب الله المخلص، وتأدية الشكر عليها، وتخليد ذكرها، وتدريب الأجيال الصاعدة على أن يسلكوا بموجبها. فى زمن الكنيسة. الممتد بين فصح المسيح الذى تم مرة واحدة وانقضائه فى ملكوت الله، تحمل الليترجيا التى يحتفل بها فى أيام معينة طابع الجدة النابعة من سر المسيح.

1165 ـ عندما تحتفل الكنيسة بسر المسيح تستعمل لفظة تتردد دوماً فى صلاتها "اليوم!"، "وما ذلك سوى صدى" للصلاة التى تعلمتها من سيدها، ولنداء الروح القدس. هذا "اليوم"، يوم الإله الحى الذى يدعى الإنسان إلى ولوجه، هى "ساعة" فصح يسوع التى تخترق التاريخ كله وتحمله.

"الحياة شملت جميع الكائنات وقد امتلأت كلها نوراً عميماً، مشرق المشارق يجتاح البسيطة، ومن هو "قبل كوكب الصبح" وقبل النيرات، الخالد الذى لا حد له، المسيح الأكبر يشرق على جميع الكائنات أكثر من الشمس. ولذا فنحن المؤمنين به يبزغ علينا نهار من االنور، طويل وأبدى لا يغرب أبداً: إنه الفصح السرى"

يوم الرب

1166 ـ "تمشياً مع تقليد رسولى يرتقي بجذورة الي اليوم نفسة الذي قام فيه المسيح تحتفل الكنيسة بالسر الفصحي في كل يوم ثامن وهو يسمي بحق يوم الرب او اليوم الرباني (يوم الاحد) يوم قيامة المسيح هو في ان واحد اول يوم من الاسبوع وهو تذكار اليوم الاول من الخليقة واليوم الثامن الذي فيه بدا المسيح من بعد ان استراح راحة السبت العظيم اليوم الذي صنعة الرب والنهار الذي لا مساء له مائدة الرب هي محور هذا النهار فية تلتقي جماعة المؤمنين كلها الرب القائم من بين الاموات الذي يدعوهم الي وليمته: "يوم الرب او يوم القيامة او يوم المسيحيين هو يومنا ولذا دعي يوم الرب لان السيد في ذلك اليوم صعد ظافرا الي ابية فاذا كان الوثنيون يدعونه يوم الشمس فنحن ايضا نعترف بذلك بملء الرضي لانه اليوم بزغ نور العالم اليوم طلعت شمس البر حاملة لنا الخلاص باشعتها".

1167 – يوم الاحد هو اليوم المشهود للاجتماع الليترجى فيه يلتئم المؤمنون ليسمعوا كلمة الله ويشتركوا في الافخارستيا ويستعيدوا ذكرى الام الرب يسوع وقيامته ومجدة ويؤدوا الشكر لله الذي علي حسب رحمته الكثيرة ولدهم ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من بين الاموات (1 بط 1: 3) ايها المسيح عندما نتامل العجائب التي صنعتها في يوم الاحد هذا يوم قيامتك المقدسة نقول تبارك يوم الاحد ففية كان بدء الخليقة وخلاص العالم وتجديد الجنس البشري فية جذلت السماء والارض معا والخليقة امتلات نورا تبارك يوم الاحد ففية انفتحت ابواب الفردوس ليدخلة ادم بلا خوف وجميع المنفيين معه.