المقال العاشر: أؤمن بمغفرة الخطايا

 

الفصل الثالث: أؤمن بالروح القدس من 976 ـ987

976 ـ يربط قانون الرسل الإيمان بمغفرة الخطايا بالإيمان بالروح القدس، ولكنه يربطه أيضا بالإيمان بالكنيسة وبشركة القديسين. فالمسيح القائم من الموت، يمنح الروح القدس لرسله، وهبهم سلطانه الإلهي في مغفرة الخطايا: "خذوا الروح القدس. فمن غفرتم خطاياهم غفرت لهم، ومن أمسكتم خطاياهم أمسكت" (يو 20: 22 ـ 23) .

[ القسم الثاني من هذا التعليم سيعالج مباشرة مغفرة الخطايا بالمعمودية، وسر التوبة وسائر الأسرار ولا سيما الافخارستيا. يكفى أذن هنا الإشارة بإيجاز إلى بعض المعطيات الأساسية ] .

1ً. معمودية واحدة لمغفرة الخطايا

977 ـ لقد ربط السيد المسيح مغفرة الخطايا بالإيمان وبالمعمودية: "اذهبوا في العالم اجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. فمن آمن واعتمد يخلص" (مر 16: 15 ـ 16 ). المعمودية هي السر الأول والرئيسي لمغفرة الخطايا، لأنه يوحدنا بالمسيح الذي مات لأجل خطايانا، وقام لأجل تبريرنا، حتى "نسلك نحن أيضا في حياة جديدة" (رو 6: 4) .

978 ـ "في اللحظة التي نعلن فيها اعتراف إيماننا الأول، ونحن ننال المعمودية المقدسة التي تنقينا، فالمغفرة التي نحصل عليها هي تامة وكاملة إلى حد انه لا يبقى على الإطلاق أي شيء فينا يجب أن يمحى، لا من الذنب الأصلي، ولا من الذنوب المفترقة بإرادتنا الخاصة ولا أي عقاب تخضع له للتكفير (..) ومع ذلك فإن نعمة المعمودية لا تنجى أحدا من مختلف أسقام الطبيعة، بل على العكس من ذلك، علينا أن نقاوم تحركات الشهوة التي لا تنئ تحملنا على الشر".

979 ـ في هذا الجهاد ضد الميل إلى الشر، من يستطيع أن يكون على هذا القدر من الشجاعة والسهر يجتنب كل جراحات الخطيئة ؟ "فإن كان من الضروري أن تحصل الكنيسة على سلطان مسامحة الخطايا، كان ينبغي ألا تكون المعمودية الوسيلة الوحيدة لديها في استخدام مفاتيح ملكوت السماوات إلى نالتها من يسوع المسيح؛ كان ينبغي أن تكون قادرة على أن تغفر لجميع التائبين خطاياهم، ولو خطئوا حتى اللحظة الأخيرة من حياتهم".

980 ـ بسر التوبة يستطيع المعمد أن يتصالح مع الله والكنيسة:

"لقد كان الآباء على حق عندما دعوا إلى التوبة "معمودية شاقة". سر التوبة هذا هو، للذين سقطوا بعد المعمودية، ضروري للخلاص، كما هي ضرورية المعمودية نفسها للذين لم يولدوا بعد ولادة جديدة".

2ً ـ سلطان المفاتيح

981 ـ أن المسيح من بعد قيامته قد أرسل رسله "ليكروزا باسمه بالتوبة لمغفرة الخطايا في جميع الأمم" (لو 24: 47). "سر المصالحة" (2 كو 5: 18) هذا، لا يقيمه الرسل وخلفاؤهم فقط بالكرازة بين الناس بغفران الله الذي استحقه لنا المسيح ويدعونهم إلى التوبة والإيمان، بل أيضا يمنحهم مسامحة الخطايا بالمعمودية وبمصالحتهم مع الله ومع الكنيسة بفضل سلطان المفاتيح الذي نالوه من المسيح.

"لقد نالت الكنيسة مفاتيح ملكوت السماوات، حتى تتم فيها مسامحة الخطايا بدم المسيح وفعل الروح القدس. وفى هذه الكنيسة، النفس التي أمانتها الخطايا تعود إلى الحياة لتحيا مع المسيح الذي خلصتنا نعمته".

982 ـ ما من خطيئة، مهما كانت ثقيلة إلا وتستطيع الكنيسة مسامحتها: "ما من احد مهما كان شريراً ومذنباً، إلا ويجب عليه أن يرجو بثبات غفرانه، شرط أن تكون أبواب المغفرة مفتوحة على الدوام في كنيسته لكل من يعود عن خطيئته".

983 ـ على الكرازة أن تسعى في أن توقظ لدى المؤمنين وتغذى فيهم الإيمان بالعظمة التي لا مثيل لها، عظمة العطية التي منحها المسيح القائم من بين الأموات لكنيسته: أعنى رسالة وسلطان مغفرة حقيقية، بواسطة خدمة الرسل وخلفائهم .

"يريد الرب أن يكون لتلاميذه سلطان عظيم، يريد أن يصنع خدامه الوضعاء باسمه كل ما صنعه عندما كان على الأرض".

"لقد نال الكهنة سلطاناً لم يعطه الله لا للملائكة ولا لرؤساء الملائكة (..) الله يؤيد في العلى ما يصنعه الكهنة ههنا على الأرض".

"لو لم يكن في الكنيسة سلطاناً لم يعطه الله لا للملائكة ولا لرؤساء الملائكة (.. .) الله يؤيد في العلى ما يصنعه الكهنة ههنا على الأرض".

"لو لم يكن في الكنيسة مسامحه للخطايا، لما وجد أي أمل رجاء بحياة أبدية وبتحرير أبدى. لنشكر الله انه منح كنيسته عطية كهذه".

بإيجاز

984 ـ يربط قانون الإيمان "مغفرة الخطايا" باعتراف الإيمان بالروح القدس. فالمسيح القائم من بين الأموات قد وهب الرسل سلطان مغفرة الخطايا عندما منحهم الروح القدس.

985 ـ المعمودية هي السر الأول والرئيسي لغفران الخطايا؛ أنها توحدنا بالمسيح الذي مات وقام ويمنحنا الروح القدس.

986 ـ بإرادة المسيح تملك الكنيسة سلطان مغفرة خطايا المعمدين، وتمارسه عن يد الأساقفة والكهنة بطريقة اعتيادية في سر التوبة.

987 ـ "في مسامحة الخطايا، الكهنة والأسرار هم مجرد أدوات، ارتضى سيدنا يسوع المسيح، الذي وحده صانع خلاصنا وموزعه، أن يستخدمها ليمحو آثامنا ويمنحنا نعمة التبرير".