اخترت لكم هذه المنارات من الكنيسة الاسكندرانية، هذه الكنيسة العظيمة، كنيسة الرسول مرقس المقدسة…
في رحلتي مع تراث المسيحيين الذين كتبوا باللغة العربية الحبيبة، وجدت تلك الجواهر فلملمتها وصنعت منها هذا العقد الجميل، منها جواهر كبيرة ومنها الصغيرة، القيمة ليس حجم حباتها بل في ألوانها الريدة… أعطانا الله من يساعدنا على جمع كل تلك الحبات لتشكل العقد الكبير الذي يجمع كل الذين كتبوا باللغة العربية نضعها على صدر الكنيسة القبطية، يزيدها بهاء فوق بهاء. وقد أضفت على هذا العقد بعض من جواهر الكنيسة الملكية الذين عاشوا على أرض مصر المقدسة… علَّهم أضافوا شيئًا على رونق هذا العقد!
هذه الدراسة هي في الأصل جزء من مجموعة عناوين سوف تصدر قريبًا في "الجامع في اللاهوت" في لبنان، كان جزء التراث العربي المسيحي فيه تحت إشرافي والتنسيق العام كان لأستاذي العلامة الخوري بولس الفغالي.
نسقت هذه الأعلام بالترتيب الأبجدي، معتمدًا الترتيب التقليدي، معتمدًا على اللقب، مظيفًا الألف على كلمة بن حين تكون بين فلان وفلان. كما وواضعت المراجع التي استقيت منها في نهاية كل عنوان… علَّ القارئ يحب الرجوع إليها تأكيدًا أو توسيعًا.
أهدي هذا العمل المتواضع لموقع الكنيسة الاسكندرانية القبطية الكاثوليكية الحبيبة، بشخص الصديق الحبيب الأب يوأنس لحظي، مستذكرًا معه سنة جميلة أمضيناها سويًا في مدرسة القديس أفرام في روما
(1) ابن البِطريق
هو البطريرك سعيد بن البطريق، هو طبيب ومؤرِّخ ومجادل ولاهوتي ملكي، ولد في الفسطاط بمصر سنة 877م. اشتهر شهرة واسعة كطبيب، وزكى على ذلك ابن أبي أصيبعة قائلاً: "كان متقدِّمًا في زمانه" وأضاف: "وكانت له دراية بمذهب النصارى."
انتخب بطريركًا على الاسكندريَّة سنة 933م، واتخذ اسم أفتيموس أو أوطيخيوس. بقي في كرسي البطريركيَّة سبع سنين وستة أشهر، إلى وفاته سنة 941.
ذكرت بعض كتب التاريخ، منها كتاب يحيى بن سعيد الأنطاكي المعروف بـ "الذيل" أنَّه "كان في ايامه انشقاق عظيم وشرّ متصل بينه وبين شعبه، وذلك أنَّ جماعة من أطباء فسطاط وشيوخهم كانوا كارهين لرئاسته."
ترك البطريرك سعيد بن البطريق كتبًا مختلفة منها: "نظم الجواهر" أو "نظم الجواهر"، المعروف بتاريخ ابن البطريق، وهو من أقدم كتب التاريخ المسيحية المكتوبة باللغة العربية، وقيل إنَّ ابن خلدون استند عليه في مقدِّمته كما غيره من المؤرخين؛ وله أيضًا "كنَّاش في الطب"؛ "علم وعمل" وهو أيضًا كتاب في الطب؛ "الجدل بين المخالف والنصراني"؛ وردود على النساطرة واليعاقبة، ونشير هنا إلى أنَّ ابن البطريق هو أول من استعمل لقب اليعاقبة على السريان، نسبة إلى يعقوب البرادعي الذي توفي سنة 578م.
المراجع:
– ابن أبي أصيبعة، موفق الدين أبو العبَّاس أحمد: عيون الأنباء في طبقات الأطباء، دون اسم محقق. د ر ط، د ر ط، د د ن، بيروت، 1957.
– الأب لويس شيخو: علماء النصرانية في الإسلام 622 – 1300، حقَّقه وزاد عليه وقدَّم له الأب كميل حشيمة اليسوعي. سلسلة التراث العربي المسيحي5، ل ر ط، منشورات المكتبة البولسية جونيه، لبنان، 1983.
– مجهول: "ابن البطريق (سعيد)"، في: دائرة المعارف قاموس عام لكل فنّ ومطلب، بإدارة فؤاد أفرام البستاني، المجلد الثاني، ل ر ط، ل د ن، بيروت، 1960.
أنظر أيضاً:
2. ابن العسَّال
3. ابن العميد
4. ابن المقفع
5. ابن تُريك
6. ابن كاتب قيصر