تاريخ طائفة الأقباط الكاثوليك إعداد الأب أنطون فؤاد

مقدمة :

مجمع خلقدونية وإنقسام الكنيسة المصرية  
           بعد قيام مجمع خلقدونية بحرم ديسقورس أسقف الإسكندرية عام 451 إنفصل عدد من مسيحي الإسكندرية عن كرسي روما، وأطلقوا على أنفسهم لقب الغير خلقدونيين، وهم من أطلق عليهم في القرن السادس الميلادي لقب الأقباط الأرثوذكس. وكان عددهم كبيراً نسبياً  مقارنة بالذين قبلوا قرارات المجمع، وقد أطلق الأرثوذكس (اليعاقبة)(1) على الخلقدونيين لقب الملكيين أي أتباع الملك، وكان من ضمنهم عدد كبير من الكهنة والرهبان والأساقفة .
           بعد حرم ديسقورس وخلعه عن كرسيه قامت روما بتعيين أسقفاً خلقدونياً للإسكندرية وثارت عليه الجموع بعد فترة وخلعته وأستمر الحال هكذا في تبادل الأساقفة بين خلقدونيين وغير، وأحياناً وجد الاثنين في نفس الوقت كما حدث مع بنيامين وكيروس وقت الفتح العربي لمصر
الفتح العربي لمصر ومهادنة الكنيسة الأرثوذكسية  

           عانى المسيحيون في مصر كثيراً من اضطهاد المسلمين لهم، وكانت معاناة الملكيين أشد لأن بعض الحكام العرب عاملوهم على أنهم أتباع لملك الروم، فحاول بعض الحكام العرب نصرة الأرثوذكس عليهم، فقاموا بمنح عدد من كنائس الملكيين وأديرتهم للأرثوذكس. كما قام الأرثوذكس أنفسهم في أحيان كثيرة بدفع الرشاوي للحكام للوصول لهذا

          ولكن لا يعني كل هذا أن الوجود الكاثوليكي في مصر قد انتهى _ كما يزعم البعض _ فقد شغر الكرسي البطريركي الكاثوليكي  بعد الفتح العربي لمدة 75 سنة فقط ولكنه شغل بعد ذلك، وقد تمكن الكاثوليك من انتخاب بطريرك لهم أيام ولاية عبد العزيز بن مروان، وهكذا في بعض الحكومات الإسلامية الأخرى

 

*أوضاع الأقباط الكاثوليك بعد الانقسام الكبير (1054)

         بعد مجمع خلقدونية عام 451 أسندت روما رعاية الأقباط المتحدين معها إلى أسقف القسطنطينية فكان هو الذي يعين لهم الأساقفة ويهتم بشئونهم

         بعد انفصال القسطنطينية عن روما عام 1054 ( فيما يعرف بالانقسام الكبير ) بدأت روما في إرسال كهنة أجانب للاهتمام بالأقباط، وفي بداية القرن الثالث عشر كان بطريرك الكاثوليك يوناني الجنسية يدعى مرقس الثاني ومتأثر كثيراً بالفكر البيزنطي فكتب إلى تيودورس بلسمون البطريرك الأنطاكي الشرقي المقيم في القسطنطينية يسأله عما إذا كان الطقس القبطي المنسوب للقديس مرقس يمكن إتباعه فرد عليه الثاني بأن كنيسة القسطنطينية لا تقر هذا الطقس، وأنه يجب أن تتحد كل الكنائس في طقوسها مع القسطنطينية، فتنكر البطريرك مرقس للطقس القبطي وتبعه الكاثوليك اليونانيين. فاستاء الأقباط الكاثوليك من ذلك وانضم عدد منهم إلى الأقباط الأرثوذكس وتمسك البعض منهم بعقيدته وطقوسه بدأ النفوذ الكاثوليكى يتضاءل ( لكنه لم ينعدم ) إلى أن جاء العصر المملوكي وبدأ ت أوربا تلتفت إليهم وعاملهم العثمانيون بعد ذلك معاملة خاصة وذلك لخبرتهم الاقتصادية     

 

*القديس فرنسيس الأسيزي وبداية إرسالية الفرنسيسكان  
           في بداية القرن الثالث عشر أصدر الكرسي الرسولي أمره إلى الأباء الفرنسيسكان كي يزوروا مصر وينشئوا علاقات مع الأقباط ويعملوا على تقريب وجهات النظر معهم ويرجع تاريخ الوجود الفرنسيسكاني في مصر إلى عام 1219 وهي السنة التي حضر فيها القديس فرنسيس إلى مصر والتقى في دمياط مع الملك الكامل أيوب الذي أعجب بشخصيته فقدم له المنح والهدايا وسمح له بالوعظ والتعليم وزيارة الأماكن المقدسة ( بيت المقدس )، واتخذ الأباء الفرنسيسكان  من منطقة مصر القديمة مقراً لهم، ثم درب الجنينة بالموسكي، وكنيسة سانت كاترين بالإسكندرية والتي يرجع تاريخها إلى أواخر القرن السادس عشر
        عام 1666 تأسس دير للفرنسيسكان في أخميم ثم بنيت خمس كنائس أخرى لهم وتغلغل الفرنسيسكان كثيراً جنوباً
        وقد شجعت خدمتهم كثيراً من الأقباط بالاتحاد من جديد مع كرسي روما وكونوا مع المجموعة الباقية أمينة للكنيسة الكاثوليكية الكنيسة القبطية الكاثوليكية

 

*مساعي الاتحاد بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الارثوذكسية

        بذل الكرسي الرسولي جهدا كبيراً في سبيل تحقيق الاتحاد بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويمكن ذكر بعض هذه المساعي فيما يلي :-

1- المجمع المسكوني الفلورنتيني
           أول مساعي رسمية قام بها الأحبار الرومانيون لتحقيق الوحدة المنشودة كانت بمناسبة المجمع الفلورونتيني، وهو المجمع المسكوني السابع عشر ( 1438-1445 ) الذي انعقد بمدينة فرارة أولاً ثم نقل إلى مدينة فلونسا في عهد البابا أوجينيوس الرابع
حضر المجمع وفد قبطي أرثوذكسي كان على رأسه كاهن يدعى القمص أندراوس والذي وقع قرار الاتحاد (رنموا للرب ) نيابة عن البطريرك يوحنا الحادي عشر في 4 فبراير 1442
إلا أنه لأسباب سياسية لم يعمل بهذه الوثيقة ولم يتم الاتحاد

2- المفاوضات بين البابا بيوس الرابع والبطريرك جبرائيل السابع ( 1561 – 1562 )
          بعد حوالي قرن من الزمن على المحاولة التي جرت في 1442 ذهب إلى روما عام 1560 كاهنان قبطيان أرثوذكسيان ( أحدهما يدعى أبرام السرياني ) يحملان رسالة للبابا تعبر عن رغبة البطريرك في الاتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية، أرسل البابا وفداً للتفاوض معه ودعاه لحضور المجمع التردينتيني 1561 ولتوقيع الاتحاد ولكن البطريرك توفي فجأة قبل السفر للمجمع

3- المفاوضات بين البابا غريغوريوس الثالث عشر والبطريرك يؤانس الرابع ( المنفلوطي )
          أستأنف البابا غريغوريوس المحاولات التي قام بها سلفة مع البطريرك يؤانس الرابع  فأرسل وفداً للبطريرك في مصر وبدأت المباحثات تسير سيراً حسناً وعقد في فبراير 1584 في دار قنصل فرنسا بالقاهرة لقاء أعلن فيه وضع صيغة رسمية لإعلان الاتحاد، ولكن لم يمض أسبوع على الإعلان التاريخي حتى انقلبت الأحوال ورفض كل المشتركين في المباحثات التوقيع على الاتفاق
حاول الوفد مرة أخرى ووعد البطريرك بالتوقيع على الاتفاق فور عودته من الإسكندرية، ولكنه مات في ظروف غامضة أثناء عودته

4- إعلان اتحاد الأقباط بروما في عهد البطريرك غبريال الثامن (1578-1603 )
           في 20 أبريل 1590 كتب البابا سكستس الخامس إلى البطريرك غبريال الثامن يدعوه إلى الاتحاد الذي كان سلفه قد شرع فيه، كما وجه أيضاً رسالة أخرى إلى القمص يوحنا وكيل بطريركية الإسكندرية (لكونه تلقى دراسته في إيطاليا و لكونه يؤيد الاتحاد)
          ولما ارتقى البابا إكليمنضس الثامن  الكرسي البابوي واصل المساعي مع البطريرك القبطي، والذي كتب قرار الاتحاد في يناير 1597 ووقعه بإمضائه هو وأساقفة الفيوم والبهنسا وإسنا وعدد كبير من الكهنة والشعب
          وأعلن البابا قبول إنشاء مدرسة قبطية في روما وقدم دير القديس إسطفانوس بالفاتيكان كهبة للكنيسة القبطية وليكون مقراً لهذه المدرسة
         توفي البطريرك في 14/5/1603 وأنتخب خلفاً له البطريرك مرقس الخامس الذي ظل لفترة متحداً بروما ثم غير اتجاهه وارتد عن هذا الاتحاد
         واستمرت محاولات الاتحاد حتى القرن الثامن عشر ولكنها كانت تتعثر أحياناً لأسباب سياسية أو للموت المفاجئ للبطاركة وظل الحال هكذا إلى أن نشأت النيابة الرسولية للأقباط الكاثوليك
 
*خلق كيان مستقل للكنيسة القبطية الكاثوليكية  
أولاً النواب الرسوليين
       بدأت أعداد الأقباط الكاثوليك تتزايد يوماً بعد يوم، ولكن لم يكن لهم أسقف يرعاهم، ولذا حينما أنضم للكثلكة الأنبا أثناسيوس أسقف أورشليم للأقباط الأرثوذكس في 10 أغسطس 1739 عينه البابا بندكتوس الرابع عشر نائباً رسولياً، وإتخذ وكيلاً له الأب صالح مراغي وبسبب كبر سنه قدم استقالته  فخلفه في إدارة الطائفة الأب صالح مراغي
وفيما يلي قائمة بتسلسل النواب الرسوليين للطائفة
  الأنبا أثناسيوس (1741 – 1744 )
  الأب صالح مراغي (1744 –1748 )
  الأب يعقوب إيزمارس(1748-1751 )
  الأب الأب بولس دانيونا (1751-1757)
  الأب يوسف فرنسيس ( 1757- 1761)
  الأنبا أنطونيوس فليفل (1761 –1774)
       كان الأنبا أنطونيوس فليفل أسقفاً على كرسي جرجا للأقباط الأرثوذكس، إنضم للكنيسة الكاثوليكية في 1758، أقام بدير القديس إسطفانوس للأقباط بروما حتى عام 1761  
عين نائباً رسولياً في 1761 وكانت إقامته في القاهرة ثم توجه للصعيد وأقام بأخميم حتى عام 1774 وقدم إستقالته بسبب كبر سنه ورقد في الرب في 5 أكتوبر1807

  الأنبا روفائيل الطوخي ( 1761- 1787 )
         ولد روفائيل الطوخي عام 1703 بمدينة جرجا، وأوفد في بعثة دراسية إلى روما عام 1724
رسم كاهناً في 5 يونيو 1735، أهتم في عام 1736 بطباعة الخولاجي القبطي (أول كتاب طقسي قبطي يتم طبعه) عاد إلى مصر في الفترة ممن 1737- 1739 ن ثم عاد إلى روما وكان يدرس اللغة القبطية للطلبة المبعوثين إلى روما، وقد نشر كثيراً من الكتب الطقسية. رقي إلى الأسقفية في 27 سبتمبر 1761 بروما
توفي في 7 أكتوبر 1787

  الأب روكسي قدسي (1780- 1781 )
  الأب يوحنا الفرارجي ( 1781- 1785)
  الأب بيشاي نصير ( 1785 _ 1787 )
  الأب ميكلانجلو باتشيلي ( 1787- 1788 )
  الأب متى الرقيطي (1788- 1822 )
  الأنبا مكسيموس جويد ( 1822- 1831 )
  الأنبا تاوضروس أبو كريم ( 1832 –1854 )
  الأنبا أثناسيوس خزام ( 1855_ 1864 )
  الأنبا أغابيوس بيشاي ( 1866- 1880 )
  الأب أنطون ناداب ( 1880- 1889 )
  الأب سمعان برايا (1889-1892)
  الأب أنطون كابس (1892- 1895 )
  الأنبا جرجس مقار ( مارس 1895- يونيو 1899)
         من مواليد الشناينة – محافظة أسيوط في 17يناير 1867
        التحق بالكلية الشرقية التابعة للأباء اليسوعيين بلبنان وأتم دراسته وسيم كاهناً ببيروت في يونيو 1895  أقيم  أسقفاً ونائباً رسولياً للطائفة في 15 مارس 1895 متخذاً اسم الأنبا كيرلس مقار
عين بطريرك للطائفة في 19 يونيو 1899

 

ثانياً عودة الكرسي البطريركي :
          في 11 يونو 1895 وجه قداسة البابا لاون الثالث عشر رسالة إلى طائفة الأقباط الكاثوليك يذكرهم فيها بمآثر الكنيسة القبطية ومحبة قداسته الفياضة لهم، فدفعت هذه الرسالة عدد من أبناء الطائفة للمثول بين يديه في سبتمبر 1895 وكان على رأس هذا الوفد الأنبا كيرلس مقار النائب الرسولي، وطلب الوفد من قداسته إعادة الكرسي البطريركي ولقب البطريركية للكنيسة القبطية الكاثوليكية
كانت استجابة البابا سريعة لهذا الطلب فأصدر في 26 نوفمبر عام 1895 رسالة رسولية بعنوان المسيح الرب أعاد فيها لكنيسة الإسكندرية مقام البطريركية وأنشأ إيبارشيتين تابعتين لها هما إيبارشية هيرموبوليس (المنيا) وطيبة ( الأقصر ) وعين الأنبا كيرلس مقار نائباً رسولياً للبطريركية والأنبا مكسيموس صدفاوي مطراناً للمنيا والأنبا أغناطيوس برزي مطراناً لطيبة

 

*تسلسل البطاركة :
1- الأنبا كيرلس مقار ( 1899- 1908)
تم تعينه بطريركاً للطائفة في في يونيو 1899 وتم تجليسه في يوليو من نفس العام، وقام بأعمال كثيرة لرفعة شأن الطائفة والتي كان أهمها المجمع الإسكندري الأول الذي عقده وهو مدير رسولي للطائفة في 1898
وقد أثارت نجاحاته كثيراً من الحاقدين والذين بدأو في تدبير المؤامرات والشكوى للبابا الأمر الذي جعله يقدم إستقالته عام 1908 وسافر إلى بيروت حتى وافته المنية في 18 مايو 1921
وأدار الطائفة في هذه الفترة الأنبا مكسيموس صدفاوي مطران المنيا الدي عين كمدير رسولي للطائفة

2-  البطريرك مرقس الثاني خزام ( 1926- 1958)
ولد مرقس خزام بأخميم سوهاج في 16 مارس 1888، إلتحق بإكليركية القاهرة عام 1898
عام 1905 أرسل في بعثة إلى لبنان، وسيم كاهناً في 30 أبريل 1911، عين راعياً لقرية أبو قرقاص البلد
عين مديراً رسولياً في 15 أغسطس 1926 وسيم أسقفاً في 30 نوفمبر1926، عين مطراناً لطيبة خلفاً للأنبا أغناطيوس برزي
عين بطريرك في 9 أغسطس 1947 وأنتقل للمجد في 2فبراير 1958

3- البطريرك إسطفانوس الأول (1958-1986)
ولد إستيفي سيداروس في 22فبراير 1904، كان والده سيزوستريس باشا وزير مصر المفوض لدى الأمم المتحدة
بعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية الحقوق والعلوم السياسية بباريس في1923
عمل بالمحاماة بعد عودته ثم سافر إلى باريس عام 1932 وانضم لرهبانية اللعازريين، سيم كاهناً في يوليو 1939 وظل يخدم هناك حتى عام 1946 حين عين مديراً للإكلريكية
سيم أسقفاً في 25 يناير 1948
اختير بطريركاً في 29 يونيو 1958
في 24 فبراير 1984 ونظراً لكبر سنه اختار السينودس الأنبا أندراوس غطاس مطران الأقصر ليكون مديراً رسولياً للطائفة
تقدم  باستقالته في 19 أبريل 1986، رقد في الرب في 23 أغسطس 1987

4- البطريرك إسطفانوس الثاني غطاس ( 1987-2006 )
ولد غطاس أندراوس في قرية الشيخ زين الدين مركز طهطا محافظة سوهاج في 6  يناير 1920
إلتحق بالإكليركية في أغسطس 1929، سيم كاهناً في 25 مارس 1944
تم انتخابه أسقفاً للأقصر في 8مايو 1967
عين في 24 فبراير 1984 مديراً رسولياً للطائفة
تم اختياره بطريركاً وجلس في 12 يوليو1987، قدم الكثير لخدمة الكنيسة على مدار على مدار عشرين عاماً، وحينما شعر بأن ظروفه الصحية لا تساعده على القيام بكل مهام خدمته سلم الأمانة لأخر ليكمل رعاية شعب الرب، فقدم إستقالته للسينودس المقدس في مارس 2006، وقبل أباء السينودس الإستقالة.

5- الأنبا أنطونيوس نجيب (2006-      )
ولد أنطون نجيب بسمالوط، محافظة المنيا في 18 مارس 1935، التحق بالمدرسة الإكليريكية في 15 سبتمبر 1943، بعد إتمام دراسته حتى الإنتهاء من الدراسات الفلسفية تم اختياره في بعثة لدراسة الاهوت بروما عام 1955
سيم كاهنا بالمنيا في 30 أكتوبر 1960، على يد الأنبا بولس نصير، متخذاً اسم الأب أنطون نجيب. عين راعياً لكنيسة ملكة السلام بمدينة الفكرية لمدة عام واحد. سافر مرة أخرى إلى روما لاستكمال دراساته التخصصية في عام 1961، وكانت دراسته للكتاب المقدس وأيضاً لتعليم الكنيسة الاجتماعي، عاد عام 1964 للقيام بمهمتي التكوين والتدريس بالمعهد الإكليريكي بالمعادي.
تم اختياره أسقفاً لإيبارشية المنيا (خلفاً للإنبا إسحق غطاس) في يوليو 1977، وتمت السيامة الأسقفية بكاتدرائية المنيا في 1977، متخذاً اسم الأنبا أنطونيوس نجيب.
قدم الكثير للكنيسة والأيبارشية على مدار خمسة وعشرين عاماً خاصة في مجالات التكوين، والعمل الاجتماعي (الخدمات الإنساتية)، والانشاء.
أحتفل باليوبيل الفضي الأسقفي في سبتمبر 2002، ثم تقدم للسينودس المقدس بطلب إعفائه من إدارة شئون الإيبارشية نظراً بظروفه الصحية في ذاك الوقت.
ولكن لأنه أعتاد دائماً السير حسب مشيئة وإرادة الرب، فحينما جاء نداء الروح من خلال أباء السينودس المقدس بوضع مهمة قيادة الكنيسة القبطية خلفاً لغبطة البطريرك الأنبا إسطفانوس الثاني في أبريل 2006، وتم التجليس بكاتدرائية سيدة مصر في الأول من مايو.
حدد غبطته خطته الرعوية في ثلاث محاور رئيسية أعلنه في عظة تجليسه وهي:
– ترتيب البيت من الداخل
– العلاقة مع الأخوة من الطوائف المصرية المسيحية الأخرى
– حضور الكنيسة الكاثوليكية في المجتمع المصري  

 

* الإيبارشيات الحالية وتاريخ نشأتها
في 29 نوفمبر عام 1895 أعاد البابا لاون الثالث عشر المقام البطريركي للطائفة ،وقسم البطريركية إلى ثلاث إيبارشيات هي
 البطريركية : وتضم القاهرة، الإسكندرية، الدلتا، مدن القناة
  هيرموبوليس ( المنيا) : وتضم المنطقة من الجيزة شمالاً حتى قرية إتليدم ( جنوب أبو قرقاص ) بالإضافة إلى الفيوم، وتولى رعايتها على الترتيب كل من: الأنبا مكسيموس صدفاوي، الأنبا باسليوس بسطورس،الأنبا جرجس البركة، الأنبا بولس نصير، الأنبا إسحق غطاس، الأنبا أنطونيوس نجيب، ويرعاها حالياً الأنبا إبراهيم إسحق.
  طيبة ( الأقصر ) : وتضم من قرية إتليدم شمالاً حتى السودان جنوباً، وتولى رعايتها على الترتيب كل من: الأنبا أغناطيوس برزي، الأنبا مرقس خزام، الأنبا الكسندروس اسكندر،الأنبا إسحق غطاس، الأنبا يوحنا نوير(كمعاون للأنبا إسحق غطاس)، الأنبا أندراوس غطاس (البطريرك الأنبا أسطفانوس الثاني)، الأنبا أغناطيوس يعقوب، ويرعى الإيبارشية حالياً الأنبا يؤانس زكريا
   ايبارشية أسيوط عام 1941 انفصلت اسيوط عن إيبارشية طيبة وأصبحت حدودها من إتليدم شمالاً حتى صدفا جنوباً، وتولى رعايتها على الترتيب كل من: الأنبا الكسندوس اسكندر، الأنبا يوحنا نوير، ويقوم على رعايةالإيبارشية حالياً الأنبا كيرلس وليم  
 إيبارشية الإسماعيلية في يناير 1983 انفصلت مدن القناة عن الإيبارشية البطريركية وكونت ايبارشية الاسماعيلية التي تضم مدن القناة وسيناء وبعض مدن الدلتا، وتولى رعايتها على الترتيب كل من: الأنبا أثناسيوس أبادير، الأنبا يؤانس زكريا، ويقوم على رعاية الإيبارشية حالياً الأنبا مكاريوس توفيق
 أيبارشية سوهاج في مايو 1983 انفصلت محافظة سوهاج عن إيبارشية طيبة وتكونت إيبارشية مستقلة بنفس حدود المحافظة، وتولى رعايتها على الترتيب كل من الأنبا يؤانس ملاك (كأسقف معاون لمطران طيبة لشئون منطقة سوهاج قبا إعلانها أيبارشية مستقلة)، الأنبا مرقس حكيم (استقال لكبر السن)، ويقوم على رعاية الإيبارشية حالياً الأنبا يوسف أبو الخير.
 ايبارشية الجيزة وبني سويف والفيوم في مايو 1988 تم فصل مناطق الجيزة وبني سويف والفيوم عن المنيا وتكونت منطقة جنوب البطريركية، والتي تم إعلانها إيبارشية مستقلة باسم إيبارشية الجيزة بني سويف والفيوم في 29 سبتمبر 2002، وتولى رعايتها على الترتيب الأنبا أندراوس سلامة، ويقوم برعايتها حالياً الأنبا أنطونيوس عزيز.
   في مايو 1990 تم ضم مناطق ملوي وديرمواس إلى المنيا لتكون حدود الإيبارشية هي نفس حدود المحافظة

 

* الأقباط الكاثوليك حالياً :-
يبلغ عدد الكاثوليك حوالي 250000، موزعين على 7 إيبارشيات، يقوم برعايتهم غبطة  البطريرك مع تسعة أساقفة وحوالي 200 كاهن قيطي كاثوليكي بخلاف الرهبان من رهبانيات مختلفة
بالنسبة للرهبانيات الطائفية ثلاث : رهبنيتان نسائية ( المصريات القبطيات ) + رهبانية رجالية ( سيدة البشارة) 

 ملاحظات ختامية
  نال أثنين من بطاركة كنيسة الإسكندرية الدرجة الكردينالية وهم : الأنبا إسطفانوي الأول والنبا اسطفانوس الثاني
   قام قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بأول زيارة لحبر روماني لكنيسة الإسكندرية ولمصر في فبراير 2000.
   عقدت الكنيسة القبطية الكاثوليكية مجمعين محليين لدراسة الثير من شئون الطانفة هما المجمع الإسكندري الأول عام 1898، والمجمع الإسكندري الثاني عام 1998

(1) ملحوظة توضيحية خاصة بالموقع: لم ينعت التاريخ القبطي أو العربي عموما أو العربي الإسلامي أو الغربي في أي حقبة الأقباط غير الخلقدونيين بنعت الأرثوذكس. فكان اللقب إلى نهاية القرن التاسع عشر (اليعاقبة) نسبة إلى يعقوب البرادعي أسقف الرها محيي بدعة الطبيعة الواحدة في المسيح، وقد تبعت مذهبه الكنائس الشرقية غير الخلقدونية السيريانية والقبطية والارمينية. أما لقب الأرثوذكس فيخص كنيسة اليونان (الكتلة الشرقية من الأمبراطورية الرومانية)… راجع: كتب اليعاقبة التي طبعت قبل عام 1898 (قبل اعلان كيرلس مقار بطريركا) تؤكد أن كنية القباط : اليعاقبة ، ولقب أسقف الإسكندرية هو بطريرك اليعاقبة (راجع السنكسار القبطيلذلك لم تقبل الكنيسة الأرثوذكسية (الروم) أن تسمى كنيسة الإسكندرية بالأرثوذكسية.

One thought on “تاريخ طائفة الأقباط الكاثوليك إعداد الأب أنطون فؤاد

  1. للاسف هناك معلومات غير صحيحة بالمرة.

    اولا: الكنيسة القبطية الارثوذكسية لم تنفصل عن كرسي روما كما قيل. الكنيسة القبطية الاورثوذكسية هي كنيسة الاسكندرية والكرسي المرقصي من القرن الاول الميلادي وليس الكرسي البطرسي بروما ( بعد قيام مجمع خلقدونية بحرم ديسقورس أسقف الإسكندرية عام 451 إنفصل عدد من مسيحي الإسكندرية عن كرسي روما، وأطلقوا على أنفسهم لقب الغير خلقدونيين، وهم من أطلق عليهم في القرن السادس الميلادي لقب الأقباط الأرثوذكس.)

    ثانيا: لم يتم حرمان اسقف الاسكندرية كما قيل. الكنيسة القبطية الاورثوذكسية كلها لم تعترف بمجمع خلق دنيا حتى يومنا هذا.

Comments are closed.