هل يحبنا الله ؟

السؤال:

 

هل ربنا فعلا بيحبنا …..؟ ولا….. ؟؟؟؟ (ROMEOFADLE)

انا فعلا وانا بكتب السطور دى متضايق جدا جدا لدرجة انى مش قادر حتى اسمع اى حاجة من او عن ربنا
انا فى بكالوريوس تجارة (رابعة ) بعيد السنة على 4 مواد 2 الترم الاول و2 الترم التانى
بالرغم من ان الاربع مواد دول كنت باخد فيهم دروس وحليت فيهم وتعبت فيهم
وزى مالاية بتقول ( اسألو تعطوا اطلبو تجدوا اقرعوا يفتح لكم ) وانا سألت من ربنا ان ينجحنى فعلا فى المواد دى كير
وللاسف نزلت
زعلت شوية وقلت ربنا هيعوضنى وعدت السنة دى والنتيجة لسة ظاهرة النهاردة
وبالرغم زى مالاية بتقول ( ادعونى فى وقت الضيق انقذك فتمجدنى ) دعيت ربنا انه يكمل حلى وينجحنى بالرغم انى كان قدامى انى اغش لكن قولت ازاى اقول كمل انت يا ربنا وانا مش واثق فيه انه هيحس بيا وهينجحنى لو مش عشان حل السنة دى يبقى عشان تعب السنة اللى فاتت
وفعلا مغشتش كلمة بالرغم انى عارف انه فيه اجابات غلط عندى وكان ممكن اغش
المهم لاسف
نزلت تانى فى مادة ومادة عديت فيها
هل ده مجازات انى رميت بحملى على ربنا ولا ده ذنبى انى وثقت فيه ومتكلتش على ذراع بشر
وقولت هو يجرى
ولا خلاص ربنا بقى قاسى عليا بحيث انه مش حاسس بيا ولا قادر حتى يفرحنى بنجاح ولو انه جاى متأخر
ليه يارب ليه ؟
ارجو ان محدش يقولى انه ده للصالح وده لمصلحتى وربنا دايما بيجرب محبيه
لانى خلاص شبعت من الكلام ده وخلاص انا زهقت فعلا ومتضايق من كل حاجة ليه انا مستاهلش النجاح وليه ربنا موفاش بوعده بجد انا متضايق جدا

 

الجواب: (الأب يوأنس لحظي)

ليس أمر على الإنسان من الفشل
وليس أقصى عليه من أن يشعر بأن أماله وطموحاته تنهار أمام عينيه
وليس أبشع من أن يرى ما قد تعب في زراعته واعداده لا ينبت سوى علقم وشوكا
وليس أفظع من أن يرسم ويخطط ويطلب ويناجي ثم يشعر بأن صرخاته لم يسمعها أحد وكأنه كان يصرخ بلا صوت أو أن صوت آهاته لم يكن مسموعاً….
وليس أزل على الإنسان من يرى نفسه وحيدا بلا صديق، بلا قريب، بلا تعزيه أو مواساة….

الابن العزيز ROMEOFADLE

أردت أن أبدأ رسالتي بهذه الكلمات لأؤكد لك إحساسي العميق بما تشعر به وبالمرارة التي تملئ قلبك قبل فمك… وبالشعور بالغضب الذي يتملكك، شعور بالغضب من نفسك لأنك لم تحقق النجاح الذي كنت تتمناه، شعور بالغضب من الله لأنه لم يسمع صلواتك وصرخاتك، شعور بالغضب من مجتمعك الذي يُهدي النجاح للغشاشين ويعاقب الأمناء بالسقوط، شعور بالغضب من الواعظات وكلمات التشجيع التي تتركنا أكثر غضبا مما كنا قبل سماعها

ولهذا فرسالتي لك ليس من باب الوعظ أو التشجيع أو حتى التأنيب بل من باب المشاركة والتوضيح، ولك كامل الحرية في قرأتها أو حتى عدم قرأتها، في قبولها أو رفضها.

إن السقوط والنجاح هو ثمرة عوامل مختلفة، ولا يمكن بحال من الأحوال أن ننسب "السقوط" لله، وهنا أطرح عليك بعض الأسئلة البسيطة، والتي ستساعدك على التفكير:
لماذا عندما ننجح نفتخر بمجهودنا وبذكائنا وبعبقريتنا وعندما لا ننجح نغضب ونثور على الله؟
ولماذا عندما لا نغش في الامتحانات نعتبر أننا بذلك قدمنا "ذبيحة لله" يجب أن يقبلها وأن يجازينا؟ وكأن الأمانة هي الخروج عن القاعدة؟
ولماذا عندما لا نحصل على الأشياء التي كنا نطلبها في الصلاة تنهار صلاتنا ويهتز إيماننا؟ أليس في ذلك دليل على أننا كنا نصلي فقط من أجل مصالحنا وطموحاتنا؟؟؟
وهل عتاب الله على "عطية" لم يعطيه ليس دليل على أننا لم نكن نطلب عطيه بل كنّا نأمره؟ وبالتالي نهدده الآن بالترك ونحمله سبب "عدم النجاح"؟؟؟
هل تظن أن "الله العادل" كان سيعطيك "نجاحا" لم تستحقه لمجرد أنك طلبته؟ أو أنه كان سيمنع عنك نجاحا تستحقه لأنك لم تتطلبه؟؟

الابن العزيز أعتذر عن أسئلتي التي تبدو مزعجة ولكن لأن ثقتي في أن الله هو الوحيد القادر على تحويل الفشل إلى نجاح، هو الوحيد القادر على تحويل الصليب إلى قيامة، هو الوحيد القادر على إخراج الحياة من الموت والنجاح من الفشل، هذه الثقة هي التي تدفعني إلى أن أؤكد لك أنه عليك ألا تلوم الله على شيء لم يفعله، نعم فالله لا يعطينا الألم بل يشاركنا آلامنا، لا يعطيني الفشل بل روح الانتصار وعدم الانكسار .

وختاما أحب أن أقول لك: إن الشعور بالإحباط والفشل ليس شعورا غريبا عن الله، فلا تنسى أن المسيح ذاته قد مر بهذه اللحظات العصيبة ورأى أن كل ما قاله وفعله وبناه ينهار أمام عينيه، وأن تلاميذه الين علمهم ورباهم يهربون ويخونون، وأن أبوه السماوي قد تركه "إلهي إلهي لماذا تركتني"، وأن شعبه الذي جاء من أجله يطالب بموته… أقول لك هذا لأؤكد لك أن إلهنا ليس إلها بعيدا، ينظر إلينا من الأعالي، بل هو قريب يعرف ألمنا لأنه تألمها، يعرف مشاعرنا لأنه عاشها، يعرف أفكارنا لأنه يعرفنا أكثر مما نعرف نحن أنفسنا.
فإلى الأمام يا ابني ولا تترك نفسك لمشاعر الغضب والفشل والانهزام لأنه لن تصنع منك سوى "مهزوم"، ولا تجعل إيمانك ينهار لأنه هو سلاحك الوحيد القادر على جعلك إنسان "ناجح"، إنسان "ناضج"، وقبل كل شيء "محارب" لا يهزم.
فإلى الأمام أيها "المحارب الصغير" ولا تلقى بسلاح معركتك، وانهض فالنصرة لا تأتي للفاشلين الذين يلقون سلاح عزيمتهم ويبحثون عن شماعة لأخطائهم، بل للذين يقومون ويقاومون، يحاربون ويحاولونوالرب معك



سؤال آخر:

اولا بشكر قدسك يا بونا على اهتمامك بالرد واسف على اسلوبى العنيف فى التعبير عن نفسى
بس للاسف ده فعلا اقل ما يمكن وصفه من كلمات عن حالتى
اولا
((
لماذا عندما ننجح نفتخر بمجهودنا وبذكائنا وبعبقريتنا وعندما لا ننجح نغضب ونثور على الله؟ ))
يؤسفنى ان اقول لقدسك ان دايما بهدى نجاحاتى لربنا وبقول هو كل شئ وانا لاشئ

ثانيا
((
ولماذا عندما لا نغش في الامتحانات نعتبر أننا بذلك قدمنا "ذبيحة لله" يجب أن يقبلها وأن يجازينا؟ وكأن الأمانة هي الخروج عن القاعدة؟ ))

نحن فى زمن اختلطت فيه المبادئ وانحرفت فيه الاخلاقيات وانعدمت فيه موازين العدل
بالفعل عندما تكون ثقتى الكبيرة فى الله لدرجة ان يكون امامى نجاح مبنى على غش وهو بالتأكيد نجاح اكيد
ولكنى اردت ان يكون نجاحى مدعوم من ربى والهى الذى وضعت تمام ثقتى فيه لكى افتخر بهذا النجاح امام الجميع اللذين يعرفون انى رفضت الغش ووضعت ثقتى فى الله
اكون قدمت بالفعل ذبيحة ولو صغيرة وهى ايمانى البسيط بالله لذ يجب على الله ان يوفى بوعده لى
وهو ادعونى فى وقت الضيق انقذك فتمجدنى

ثالثاً
((
وهل عتاب الله على "عطية" لم يعطيه ليس دليل على أننا لم نكن نطلب عطيه بل كنّا نأمره؟ وبالتالي نهدده الآن بالترك ونحمله سبب "عدم النجاح"؟؟؟ ))
انا لا أمر ولا انهى بس من المفترض ان هذه وعود الله للانسان من خلال الكتاب المقدس
ومن الامر الطبيعى جدا ان يطالب الانسان بوعود الله له ؟؟؟؟

رابعاً
((
ولماذا عندما لا نحصل على الأشياء التي كنا نطلبها في الصلاة تنهار صلاتنا ويهتز إيماننا؟ أليس في ذلك دليل على أننا كنا نصلي فقط من أجل مصالحنا وطموحاتنا؟؟؟ ))
لا ليس لمصلحتنا فقط بل لعلاقة حية مع الله (( مدام الله معنا فمن علينا )) وان يكن انى فى علاقتى بالله نفعى
ذلك لاننى انسان اخطئ .

خامسا
((
هل تظن أن "الله العادل" كان سيعطيك "نجاحا" لم تستحقه لمجرد أنك طلبته؟ أو أنه كان سيمنع عنك نجاحا تستحقه لأنك لم تتطلبه؟؟
لا بس هناك وعوووووووووووود من الكتاب والله رحيم وحنان قبل كل شئ ولكن لى انا لا اعرف لماذا لم يكن كذلك معى

 

جواب:

الابن العزيز ROMEOFADLE
سلام المسيح معك

بداية أؤكد لك أني لم أكتب لك هذه الأسئلة لكي تجيب عليها بل لكي تساعدك على التفكير المتأني، وكان هذا هو سبب تأخري في الرد على ردك.
وأتمنى من الله أن تكون العاصفة قد مرت غير مخلفة دمارا!

فالتجارب إما أن تساعدنا على النمو أو تقتل ما كان لدينا من إيمان، أو ما كنا نظن أنه لدينا. فإيمان ينهار أمام التجربة هو إيمان لم يكن موجودا قبل التجربةورسالتك تؤكد أن إيمانك مازال موجود وأن هذه التجربة بكل مرارتها لن تخلق منك إنسانا فاشلا أو محبطا بل رجلا يتحدى سقوطه بالنجاح وفشله بالانتصار

فالبكاء على اللبن المسكوب لن يعوض صاحبه شيئا

والفشل الأكبر في حياة الإنسان هو عدم التعلم من فشله

وأخيراً أؤكد لك أن الله ليس السبب بل أن السبب هو أن استعدادك للامتحان لم يكن كاملا
فقم وانهض واستعد أفضل وتأكد من أن الله سيكلل مجهودك في المرة القادمة بالنجاح… فكلما زاد مجهودك واستعدادك كلما اقتربت من النجاح وكلما أصبح النجاح مستحقا….
والرب يوفقك يا بطل