اريد من اعترف له و لا اجد …. فهل اتناول ام لا ؟

السؤال :

اريد من اعترف له و لا اجد …. فهل اتناول ام لا ؟ (TOUMA)


لدي مشكلة صغيرة او كبيرة لا ادري بالتحديد ما حجمها ولكنني سأعرضها لكم اتمنى ان اجد حلا لهذا الموضوع

هو انني اريد ان اعترف ولكنني لا اجد من اعترف له ((لايمكنني ان اشرحها الا في رسالة خاصة)  
السؤال الذي يحيرني هل احرم نفسي من التناول حتى اجد من اعترف له ؟
او اتناول سر الافخارستيا حتى اجد من اعترف له ؟
لو اراد ابونا ان اذكر تفاصيل لماذا لا اجد من اعترف له يمكن ان اذكرها بالتفصيل في رسالة خاصة

الجواب : ( الأب يؤانس لحظي)

الابن المبارك
سر الأعتراف هو السر الذي يُعد النفس والروح لقبول جسد السيد والمسيح ودمه الأقدسين. والكنيسة "كأم ومعلمة" تطلب من أبنائها ممارسة سر الاعتراف قبل التناول المقدس كعلامة على تهيئة القلب والروح لقبول الرب.
وضرورة الاعتراف قبل التناول تُحدد ايضا بنوع وبثفل الخطايا المرتكبة، بمعني أن الانسان الذي يحيا في خطية أو خطايا كبيرة يجب إلا يقترب من التناول إلا بعد التوبة الصادقة والاعتراف الكامل وقبول الحل وتنفيذ الكفارة.
أما عن عدم وجود أب اعتراف فأرجوا منك التكرم بتوضيح هذا الأمر على الايميل الخاص للموقع.
يقول الرب: "أعطني يا بني قلبك ولتلاحظ عينيك طريقي"… ولهذا سلّم قلبك له واطلب منه بثقة البنين أن يرسل لك الكاهن المناسب لتتحرر من أثقال الخطيئة ولتستطيع أن تقول: "اغسلني يارب فأبيض أكثر من الثلج"

 

سؤال آخر:

لماذا لا ينفع أن أعترف لربنا دون وسيط (الكاهن) ؟

 

الجواب:

سوف ارد عليك بطريقة بسيطة وغير معقدة

1- السبب العملي:
هل عندما تشعر بمرض ما تشخص انت المرض وتكتب الدواء أم تذهب لطبيب ليشخص مرضك ويعطيك الدواء الصحيح؟؟؟ بالطبع تذهب للطبيب، والكاهن في سر الاعتراف هو طبيب الروح الذي يعرف أمراضك الروحية ويشخص معك اسبابها ويقدم لك طرق العلاج الأفضل.

2- السبب العقائدي:
أن السيد المسيح قال لتلاميذه: "ما حللتموه على الأرض يحل في السماء…" وبالتالي أعطى الرسل وخلافائهم سلطان "الحل والربط" وهذا السلطان يمارس بطريقة كاملة في "سر التوبة" حيث يغفر الرب خطايا الخاطيء عن طريق شخص الكاهن "المعرّف" وبالتالي فسر التوبة ليس اختراعاً كنسيا بل تأسيسا إلهياً.

3- السبب الكنسي:
تمس كل خطيئة مهما كانت صغير ومخفية وشخصية كل الجسد الكنسي انطلاقا من ايماننا بأننا أعضاء في جسد المسيح السري والذي "إذا تألم فيه عضو تألمت معه سائر الأعضاء" والكاهن هو ممثل الكنيسة هذه الأم التي تتألم من خطايا أبنائها وهو في نفس الوقت ممثل النعمة الإلهية التي تفرح بعودة خاطيء واحد أكثر من تسعة وتسعين لا يحتجون إلى التوبة، وبالتالي فهو يساعدنا في التوبة وفي معرفة ثقل خطايانا وفي نفس الوقت ينقل لنا محبة الله وغفرانه.

4- السبب القانوني:
إن أكبر تجارب ابليس للخاطيء هي تجربة "التكبر" فقول أني اعترف لله مباشرة ليس إلا خدعة شيطانية وتجربة لإبعاد الخاطيء عن التوبة الحقيقية، تلك التوبة التي يجب أن يعبر عنها بأفعال ملموسة وحقيقية، ولو اعتبرنا أن الخطيئة هي جرم فكل جرم له ايضا عقاب فمثلا أن سرقت وذهبت لأعترف لله فهل هذا يكفي؟؟ بالطبع لا لأن إرجاع المسروق هو العمل الملموس للتعبير عن التوبة الحقيقية… وإن أسأت إلى شخص ما فهل يكفى الاعتراف لله؟؟؟ بالطبع لا لأن خطيئتي لها نتائج يجب أن أكفر عنهاوبالتالي يقوم "أب الاعتراف" بمساعدتي على الوصول "للكفارة" المناسبة كتعبير وتأكيد لتوبتي الحقيقية….

5- السبب الشخصي:
تقول أن الاعتراف للكاهن به بعض الحرج!!! وهل فعل الخطيئة ليس به حرج؟ لماذا الحرج من الاعتراف وعدم الحرج من الفعل نفسه؟؟؟ فالتائب الحقيقي هو شخص الذي "يعترف" أنه أهان الله الذي يحبه و"ويعترف" بأنه يستحق العقاب من أجل خطاياه ولكنه "يعترف" ايضا بأن المحبة الإلهية تنتظر رجوعه… وتنتظر عودته إلى "حظيرة الخراف" أي جماعة المؤمنين: "الكنيسة"…..

الابن المبارك
لقد حاولت أن اقدم لك بصورة سريعة الأسباب الأساسية في ضرورة الاعتراف للكاهن واختم هذه الكلمات بصلاة رائعة يمكن أن تساعد كثيرين على عيش "سر التوبة" بروح التواضع والانسحاق الروحي والتوبة الحقيقية:
ربي وإلهي إني نادم من كل قلبي على جميع خطاياي
لا خوفا من الجحيم
ولا طمعا في النعيم
ولكن حبا بك
أمين