كلمة قداسة البابا إلى رأس كنيسة السريان المالانكار
"آن الأوان لإعطاء دفع متجدد للتبشير بالإنجيل"
حاضرة الفاتيكان، 29 مايو 2007 (Zenit.org) –
ننشر في ما يلي كلمة البابا بندكتس السادس عشرخلال استقباله المطران بازيليوس كليميس، رأس كنيسة السريان المالانكار في الهند.غبطة البطريرك، يسرّني أن أرحب بكم في زيارتكم الأولى إلى روما منذ انتخابكم على رأس كنيسة السريان المالانكار العزيزة. وكلّي امتنان لغبطتكم على كلمات المودة والإحترام التي خصصتمونا بها، كما أتوجه إليكم بجزيل الشكر لتوقكم ولهفتكم ل "التعرف إلى بطرس" (راجع 1غل 1: 18). فلنشكر الرب معاً لأن عنايته الإلهية أتاحت لنا هذه الفرصة لنوطّد رباط الشراكة هذا مع كرسي روما الذي هو محطّ مفخرة جماعتكم بحقّ. تحملني أفكاري إلى رعاتكم الموقرين الذين دعاهم الروح القدس ليقودوا خطى جماعتكم كي تعيد اكتشاف رباط الشراكة مع خليفة بطرس.
وأنا أفكر بوجه خاص في مار إيفانيوس الذي شهر رسمياً إيمانه الكاثوليكي في العام 1930 وشرع بحماسة يسلك درب الكهنوت الممتلىء نعماً وبركات. وهذا ما حدا بسلفي، السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني، لكي يرفع كنيسة السريان المالانكار إلى مرتبة مقرّ رئاسة الأبرشية في شهر فبراير من العام 2005. فأصبح المطران كيريلوس مار باسيليوس، متروبوليت تريفاندروم التامّ الأهلية القانونية لجماعة السريان المالانكار، أوّل رئيس للأساقفة. وقد أجرى زيارة إلى روما بصفته ممثلاً لجماعة المالانكار، فيما كان العالم يودّع البابا الراحل العزيز الذي دعاه الآب إلى مسكنه الأزلي. وبعد فترة وجيزة، انتقل مار باسيليوس هو أيضاً إلى جواره تعالى. واليوم نشعر بروابط القربى التي كانت تجمع بين هذين الراعيين اللذين تبقى ذكراهما خالدة، في وقت تواصل كنيسة السريان المالانكار رسالتها النبيلة وكلها ثقة بنعمة الله. لقد وُضع إرث تقليدكم الكنسي الثمين أمانة بين أيدي غبطتكم من خلال انتخابكم القانوني من قبل آباء مجمع السريان المالانكار.
نسأل الله أن يفيض عليكم نعماً روحية وفيرة لكي يظلّ هذا الإرث يحمل ثماراً كثيرة بما يرضي مشيئة الرب. وبصفتي خلفاً لبطرس، كان من دواعي سروري أن أثبّت قرار المجمع. واليوم إن الكنيسة الجامعة بالإضافة إلى كل أبناء تقليدكم الكنسي يعتمدون عليكم لتقودوا خطى جماعة السريان المالانكار على دربين اثنين: فمن جهة، ومن خلال الأمانة لرباط الشركة مع الكرسي الرسولي ستكونون على الدوام وبشكل كامل جزءاً من كنيسة المسيح الجامعة؛ ومن جهة ثانية، فإن محافظتكم على معالم تقليدكم الشرقي العريق ستخوّل الكنيسة بأسرها أن تفيد مما "يقول الروح للكنائس" (رؤ 2: 7) في حكمته الوسيعة.
وبصفة غبطتكم رئيساً وراعياً لكنيسة السريان المالانكار، فإنكم قد ائتمنتم على مهمة قيادة وتعزيز الشهادة المسيحية والحياة الكنسية عند مؤمني كنيستكم الجليلة في مختلف أنحاء شبه القارة الهندية الواسعة الأصقاع وفي المناطق الأخرى التي تعدّ حضوراً للكاثوليك من السريان المالانكار. وأنتم مدعوون، في الوقت عينه، إلى مواجهة التحديات الكبرى في مطلع هذا الألف الثالث. لقد آن الأوان لإعطاء دفع متجدد للتبشير بالإنجيل، والإلتزام مجدداً في تعزيز الحوار مع إخوتنا وأخواتنا المنتمين إلى ديانتنا المسيحية، واللقاء المحترم والمثمر بين مختلف الديانات والثقافات بما يصبّ في صالح الخير العام ويعود بالفائدة على أفقر الفقراء بنوع خاص. يتعين أن نجدد التزامنا في نشر كلمة الإنجيل بشكل مستمر إذا ما أردنا بناء السلام والعدالة والتضامن وسط العائلة البشرية. عسى أن تستمدّوا دائماً القوة من الرب ومن دعم إخوتكم الأساقفة –أعضاء السينودس- الجامع. أرجو منكم أن تطمئنوهم إلى أني أصلّي على نيتهم وأن تنقلوا إليهم تهانيّ الخاصة لمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين السعيدة لإنشاء التراتبية الكهنوتية في كنيسة السريان المالانكار.
إننا لا نزال نعيش اليوم أجواء عيد العنصرة ونتمنى أن نبقى مع والدة الله القديسة والرسل في علية أورشليم ونستسلم للروح القدس لكي يعمل فينا. وفي الختام، أوكل غبطتكم وكنيسة السريان المالانكار جمعاء إلى شفاعة العذراء مريم، سائلاً الروح القدس أن يمنحكم القوة والشجاعة اللازمتين للشهادة دوماً لإنجيل المسيح. وبهذا يسعدني أن أمنحكم يا أخي الجليل وأمنح جميع أبناء وبنات كنيسة السريان المالانكار بركتي الرسولية.