نظرة إلى أزمة زيمبابواي من قلب الحدث

سنوات من الرعب والعنف الوحشي بحسب أحد الأساقفة

بولاوايو، زيمبابواي، 5 يونيو2007 (Zenit.org) – مع أن أنظار المجتمع الدولي تتركّز مؤخراً على النزاع في الزيمبابواي، إلا أن رئيس أساقفة بولاوايو يقول إن الرعب في هذا البلد الواقع في إفريقيا الجنوبية ليس وليد الأمس

ففي حديث إلى مجلة إينسايد ذو فاتيكان Inside the Vatican أشار المطران بيوس نكوبه إلى أن الرئيس روبرت موغابه قد أمعن في استخدام الجيش لغايات وحشية لسنوات خَلَت.

وقال رئيس الأساقفة البالغ من العمر ستين سنة عن الفترة التي سبقت سيامته الأسقفية: "كان اللواء الخامس التابع لموغابه يقتل المدنيين الأبرياء –وقد وصل عددهم إلى عشرة آلاف ضحية. وبعضهم كان من أقاربي".

وتشير التقديرات إلى أن ما بين عشرة آلاف وعشرين ألف مدنيّ قد قُتلوا. ومنهم من كان يتجاوز السبعين أو الثمانين من العمر، ما يبيّن كم أن الديكتاتور موغابه عديم الرحمة".

وقد أصدر أساقفة زيمبابواي في شهر أبريل رسالة رعوية بعنوان "الله يسمع صراخ المظلومين" توجّه أصابع الإتهام إلى موغابه معتبرةً إياه السبب في الأزمة التي تعيشها البلاد.

وقال رئيس الأساقفة: "كان لا بدّ من إصدار رسالة كهذه. فحالة السكان كانت تتحول من سيىءإلى أسوأ".

وأوضح أنه بعد صدور الرسالة ضاعف النظام جهوده لترهيب الكهنة، علماً أن "الترهيب بحق الإكليروس كان مستمراً منذ فترة طويلة".

"قالوا لنا: "إلتزموا بإنجيلكم وبالمسائل الدينية. إياكم أن تعلّقوا على المسائل السياسية. وإن أردتم أن تخوضوا في السياسة، عندئذٍ ما عليكم سوى أن تخلعوا ثوبكم الكهنوتي وتتحولوا إلى السياسة لكي نتدبّر أمركم كما يجب".

ومضة أمل

وأكّد رئيس الأساقفة أن البابا بندكتس السادس عشر قد قدّم دعماً ملحوظاً: "في العام 2005، قام أساقفة زيمبابواي بالزيارة التي يجرونها كل خمس سنوات إلى الأعتاب الرسولية.

 
"في ذلك الحين، تحدثتُ إلى قداسته مطوّلاً لخمس وعشرين دقيقة وأطلعته على انتهاكات حقوق الإنسان الحاصلة في زيمبابواي، طالباً منه الصلاة ودعمه على هذه النية.

 
"وفي عيد الفصح، إستشهد قداسته بالرسالة الصادرة عنّا وتحدّث عن الحاجة لدعم التنمية في إفريقيا".

وأضاف قائلاً: "هناك الكثير من الصلوات التي تُرفَع في زيمبابواي في الوقت الراهن: من تلاوة للمسبحة الوردية إلى أمسيات الصلاة إلى سيّدتنا العذراء من أجل خلاص البلاد".

 
وتابع قائلاً: "في بولاوايو ما من أديار محصّنة. أما في هَرار، فهناك دير للراهبات الكرمليات المحصّنات. إنهن محرّك ومصدر إشعاع الصلوات وقد دعوتُ بعض الكرمليات إلى القدوم إلى أبرشيتي للمساعدة على هذا الصعيد".