روما، 10 يونيو 2007 (
– ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها رئيس جماعة سانت إيجيديو، ماركو إمبالياتزو، أمام الرئيس الأمريكي جورج بوش:
شكراً لك سيدي الرئيس.
قبل عرض إستراتيجياتنا، إسمحوا لي ببعض الكلمات عن جماعتنا.
أبصرت جماعة سانت إيجيديو النور في روما، في هذه المدينة، في العام 1968. حينذاك كان الغرب يتساءل عن مصيره وكان الشباب يبحثون عن أمر ما.
وكان أندريا ريكاردي، وهو مؤسس جماعتنا، طالباً في ذلك الوقت في إحدى المدارس الثانوية روما. فدعا بعض الطلاب من زملائه إلى الإصغاء والعيش بحسب الإنجيل، إنجيل السيد المسيح.
في تلك السنوات، كان الناس يعتقدون أن الثورة ستغير العالم. ولكن أندريا فهم أنه لن يكون من حل مستدام ما لم تلمس كلمات يسوع قلوب الناس. وهذا العمل، من الناحية التطبيقية، كان يعني التصادق مع الفقراء.
واليوم لجماعات سانت إيجيديو حضور في 70 دولة وهي تعدّ 60000 عضو حول العالم.
وتستند روحانيتها إلى بعض الركائز. فقط ثلاثة، سيدي الرئيس.
أولاً، الصلاة التي تُرفَع يومياً في كافة جماعاتنا؛ الصلاة الفردية مع قراءة الإنجيل كل يوم. ولكن أيضاً الصلاة الجماعية، أي أن 60000 شخص يفتحون إنجيلهم يومياً. يقرأونه ويصلّون للرب من قلب كنائس روما البهية، ككنيسة سانتا ماريا إن تراستيفيري (كنيسة القديسة مريم في حيّ تراستيفيري) التي كنتم لتزوروها، إلى قلب إفريقيا والعديد من الأماكن في أحياء الفقراء المكتظة في أميركا اللاتينية. سيدي الرئيس، إن الصلاة هي مصدر قوتنا.
والركيزة الثانية هي الرسالة، أي الوصول إلى كل الذين يبحثون فينا عن معنى لحياتهم.
أخيراً، الركيزة الثالثة هي التضامن مع الفقراء. إنها خدمة طوعية ومجانية لأن أحداً لا يتقاضى أجراً لقاء عمله مع الفقراء في جماعتنا. لا أحد بالمطلق.
المجّانيّة، سيدي الرئيس، هي ما تفتقد إليه مجتمعاتنا اليوم. فكل شيء يخضع لحركة البيع والشراء، ولكن يسوع قال لنا: "لقد أُعطيتم مجاناً، فأعطوا مجاناً". إن كلام يسوع هذا هو منبع العمل الذي يقوم به أعضاء جماعتنا.
في تاريخنا، ثبت أمر واحد وهو أنه لا يمكن محبة الفقير من دون إيمان. فعلى المسيحيين أن يعيشوا المحبة في المقام الأول. فلا أحد يملك الحل لكل الأمور ولكن علينا ألا نغلق قلوبنا عندما لا نملك الحلّ.
فكلنا على نافذة العالم. لذلك، لا يمكننا أن ننسى ملح العالم، أي الفقراء في عالمنا. والملفت في تاريخنا هو أن هذه الإشارات، إشارات القيامة، قد برزت في الأماكن ذاتها التي يبدو الأمل منقطعاً فيها، مثل إفريقيا على سبيل المثال.
لذا، وبعد إذنكم، يا سيدي الرئيس، أعطي الكلمة إلى أصدقائي الذين يعملون يومياً في إفريقيا.
شكراً لكم.
خطوات عملية
وكان المتحدث باسم جماعة سانت إيجيديو، ماريو ماراتزيتي، قد قال في حديث إلى وكالة زينيت حول اللقاء مع الرئيس بوش: "لقد رحّبنا بالدعوة للقاء الرئيس بوش لأن ذلك شرف عظيم ولأننا نحبّ أميركا والشعب الأميركي. كما أنها فرصة لكي نتشارك معه في سبل مكافحة الفقر ولكي نعطي صوتاً لمن لا صوت له، خاصة مرضى الأيدز".
وأضاف متحدثاً عن برنامج دريم الذي تبنّته الجماعة والهادف إلى تعزيز الموارد العلاجية لمكافحة فيروس الأيدز وسوء التغذية قائلاً: "لقد أعطى برنامجنا "دريم" نتائج فعالة للغاية في مكافحة الملاريا والأيدز في إفريقيا. وهو خطوة إلى الأمام في الحملة ضدّ الأيدز".
وتابع قائلاً: "كذلك نحن نرغب في معالجة مسألة الشباب في دول الجنوب الذين لا يتمّ تسجيلهم عند ولادتهم. إنهم نقطة انطلاق لكل أنواع الإنتهاكات، بما في ذلك الإتجار بالأعضاء وبالبشر وظاهرة الأطفال المحاربين. هناك مليون شاب منهم من دون مستقبل".
وختم ماراتزيتي قائلاً: "إنها فرصة إستثنائية أيضاً لكي نناقش معه السبل العملية لتفعيل الجهود الداخلية لمكافحة الفقر وتعزيز الحريات والحق في الحياة".
يُذكَر أن لجماعات سانت إيجيديو حضور اليوم في 70 دولة وهي تعدّ 60000 عضو حول العالم.
كلمة بوش خلال لقائه جماعة سانت إيجيديو في روما
روما، 10 يونيو 2007 (zenit.org). –
ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها الرئيس الامريكي جورش بوش لدى لقائه جماعة سانت إيجيديو في روما:
أودّ أن أشكر كل الأصدقاء من سانت إيجيديو لانضمامهم إلينا. وسانت إيجيديو هي من المنظمات الدينية الرائعة في العالم. ونحن هنا لنتحدث عن التزامنا المشترك لمساعدة الفقراء وتأمين الغذاء للجائعين والعمل على القضاء على المرض.
إن الولايات المتحدة قد تعهدت بجدّ مساعدة الشعوب في إفريقيا. ونحن نعمل بالتعاون مع الكونغرس في بلادنا لنؤمن ميزانية 30 مليار دولار لإنفاقها على المسائل المتصلة بفيروس الأيدز، وأكثر من مليار دولار لمعالجة الملاريا ومليارات لمعالجة مشكلة الجوع ومبالغ أخرى للتربية. بيد أن هذه البرامج لن تكون فعالة ومجدية من دون أشخاص محبّين على الأرض يقدمون العون لجيرانهم المحتاجين.
أودّ أيضاً أن أشكركم لانضوائكم تحت لواء الجيش العالمي للتعاطف. أشكركم لأنكم سمعتم الدعوة إلى محبة قريبكم كما تريدون أن يحبكم. أنا أتطلع بشغف إلى الإطلاع على استراتيجياتكم للتعاطي مع بعض أصعب المشاكل في العالم.
أنا فخور بمنظمتكم وأشكر كل أعضاء المنظمة لكونهم أشخاصاً محبين هكذا.
وشكراً على استضافتنا في هذا المكان.