بيان من منظمة الأقليات العراقية

 

\"\"

بغداد، 11 يونيو 2007 zenit.org

ننشر في ما يلي البيان الذي صدر عن منظمة الاليات العراقية، تطالب فيه بحماية الاقليات في العراق

تنظر منظمة الأقليات العراقية بعين القلق والخوف إلى تردّي الأوضاع المتصاعد  في الشارع العراقي.  وهي تذكّر بما خلّفته و تخلّفه هذه الظاهرة المتنامية من مآسي وويلات وانعكاسات على أبناء الشعب العراقي عامة وبخاصة أبناء المكوّنات القومية والدينية القليلة العدد التي أصبحت الحلقة الأضعف واللقمة الأسهل لشتى عمليات التطهير الديني والعرقي والعقائدي من قبل جماعات وفئات مختلفة المصالح والتوجهات والتي بدورها تنساق هي الأخرى وراء مرجعيات متباينة الأهداف والمبادئ.

إن هذه  الحملة الشعواء التي تُشنّ في هذه الأيام السوداء على الرموز المسيحية وأبناء طوائفها في عموم العراق الجريح من تهجير قسري وتهديد بالقتل ودعوة إرهابية لأسلمتهم ومطالبتهم بدفع الجزية مقابل أمنهم، تذكّرنا بما تعرّض ومازال يتعرّض له أخوتهم من المكوّنات الأخرى من الشبك والإيزيدية والتركمان في مناطق الموصل وكركوك بخاصة أو الصابئة المندائيين في وسط وجنوب العراق أو الكورد الفيليون في مناطق تواجدهم الأصلية.

إننا ندين بشدة الجريمة النكراء التي طالت يوم الأحد 3 حزيران 2007 كوكبة بريئة من إخوتنا المسيحيين من" الكلدان السريان الآشوريين "  متمثلة بالأب الغيور رغيد كنّي ومعه ثلاثة من شمامسة كنيسته في حي النور بمدينة الموصل الحدباء وكذلك حادثة الخطف الجديدة يوم الأربعاء 6 حزيران التي تعرّض لها كاهن آخر ومعه عدد من شباب الكنيسة أيضاً في منطقة الصليخ في بغداد. وكان قد سبقها قبل أشهر جريمة أخرى طالت  الأب إسكندر الذي اختُطف وتم التمثيل بجثمانه الطاهر في مدينة الموصل أيضاً.

وبهذا نحمّل الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية العاجزة مسؤولية هذا التردّي الحاصل في الجانب الأمني. كما نأخذ على الجانب المحتلّ وقواته وقفة المتفرّج المتشفّي لما يتعرّض له أهلنا وأخوتنا  من جميع الطوائف والمكوّنات التي تشكّل النسيج العراقي المتآخي وهو لا يفعل شيئاً.

إن منظمة الأقليات العراقية إذ تدين كل أشكال الإرهاب والقتل والخطف والتهديد التي تطال الجميع دون استثناء بسبب غياب الوعي الوطني الصادق، تدعو المجتمع العراقي للعودة السريعة للتآلف والتعايش الإيجابي كما كان نسيجه بالأمس القريب بعيداً عن كل أشكال التمييز في العرق والدين والقومية والمعتقد واللغة. وهي تذكّر أن هذه الأقليات التي يُنظرُ إليها اليوم شزراً وبشئ من التغاضي والتجاهل والتهميش بسبب حجمها العددي القليل، كانت بالأمس القريب و البعيد أغلبية بل سيدةً وهي ما تزال تعيش أصالتها الحضارية المتجذّرة  في عمق التاريخ منذ زمن بابل وسومر وأكد وآشور. إننا مطالبون بالوقوف حزمة واحدة إزاء العدوّ المشترك الذي يهاب وحدتنا ويقلق من معافاتنا ويسعى لتجزئتنا كي يحقق مخططاته الشريرة عبر هذه الأعمال الإرهابية التي يندى لها جبين الإنسانية.

إننا ندعو المجتمع الدولي  وكل ذوي النوايا الحسنة محلياً وإقليمياً ودولياً لإخراج وطننا من المأزق الذي وضعه فيه الغزاة ومعهم الفئة التي ترجّحت كفتها للعبث بمقدّرات هذا البلد الغني ونطالب بحماية دولية لأبناء الأقليات التي تشكل جزءاً حيوياً وفاعلاً في النسيج العراقي في الكفاءة والإخلاص والولاء للوطن دون غيره. كما ندعو من أغواهم الشرّ من أبناء العراق الكبير للعبث وإلحاق الأذى بإخوتهم أن يرعووا ويعودوا إلى رشدهم ويكفّوا هذه الأفعال التي لا تخدم غير الغريب قبل القريب. والله سميع مجيب.