عن إذاعة الفاتيكان
تحت عنوان "يسوع هو الرب. التربية على الإيمان والتلمذة والشهادة"، افتتح قداسة البابا مساء أمس الإثنين في بازيليك القديس يوحنا اللاتيران، المؤتمر الكنسي لأبرشية روما، بمشاركة كهنة الرعايا والرهبان والراهبات ومعلمي التعليم الديني والمؤمنين العلمانيين وأعداد من العائلات والشباب الملتزمين في الكنيسة. قال الأب الأقدس في كلمة مسهبة ألقاها للمناسبة إن التربية على الإيمان والتلمذة والشهادة، تعني مساعدة أخوتنا، أو بالحري، مساعدة بعضنا البعض على الدخول في علاقة حية مع المسيح والآب. وأشار البابا إلى أن التربية على الإيمان ليست مهمة سهلة، إذ يبدو أن كل عمل تربوي قد أصبح أكثر مشقة في يومنا الحاضر، ويُحكى بالتالي عن "حاجة تربوية ملحة"، وعن تنامي الصعوبات في نقل قيم الحياة الأساسية للأجيال الجديدة وسلوك سليم. وفي مجتمع وثقافة يجعلان غالبًا من النسبية معتقدا خاصا، أضاف قداسته قائلا، يغيب نور الحقيقة، مشيرًا إلى أن الصلاة والصداقة الشخصية مع يسوع، هما أساسيتان للتربية والتنشئة المسيحية.
وأضاف الأب الأقدس يقول إن التربية على الإيمان رسالة خاصة وجوهرية ومسؤولية أوّلية تقع على عاتق العائلة، مشددا على ضرورة تعاون أوثق في مجال تربية الأبناء، بين العائلة المسيحية أي "الكنيسة البيتية الصغيرة"، وعائلة الكنيسة الكبيرة. وتابع كلمته مشيرًا إلى أن المربي المسيحي الصادق هو شاهد يجد مثاله الخاص في يسوع المسيح، وأن العلاقة مع المسيح ومع الآب هي بالنسبة لنا شرط أساسي لنكون مربين فاعلين على الإيمان. وذكّر الأب الأقدس بأن موضوع المؤتمر يتحدّث أيضا عن الشهادة ليسوع المسيح، مشيرًا إلى أن هذه الشهادة لا تعني الكهنة والراهبات والعلمانيين الذين يلعبون دورَ المنشئين في جماعاتنا وحسب، بل الشبان أيضا وجميع الذين يتربون على الإيمان. وأكد البابا أن مهمةً أساسية توكل أيضا للمدرسة الكاثوليكية في عملية التربية على الإيمان. ومن خلال التعاون مع العائلات والجماعة الكنسية، تسعى المدرسة الكاثوليكية إلى تنمية ذاك الإتحاد بين الإيمان والثقافة والحياة، وهو هدف أساسي للتربية المسيحية.
وتابع البابا يقول: إن حضور جماعة المؤمنين والتزامها التربوي والثقافي ورسالة الإيمان والثقة والمحبة التي تحملها، هي في الواقع خدمة نفسية جدا للخير المشترك لاسيما الموجه نحو الشباب الذين يستعدون للحياة. وختم كلمته للمشاركين في المؤتمر الكنسي لأبرشية روما بالقول: فليهبنا الله على الدوام فرح الإيمان به والنمو في صداقته واتباعه في مسيرة الحياة والشهادة له في كل ظرف،كيما ننقل للذين يأتوا من بعدنا غنى وجمال الإيمان بيسوع المسيح.