الفاتيكان، 21 يونيو 2007 (Zenit.org)
يرى رئيس المجلس الحبري للثقافة أن ثقافة اليوم مطبوعة بالعلمانية وحس المادية، ولكن الكنائس المحلية ترى في ذلك فرصةً للتبشير بالإنجيل.
هذه الملاحظات جاءت على لسان الكاردينال بوبار يوم الأربعاء الفائت، خلال الإحتفالات التي أقيمت لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس المجلس على يد البابا يوحنا بولس الثاني.
فقد أنشأ البابا الراحل المجلس الحبري للثقافة في 20 مايو 1982، وكتب يقول: "منذ بداية حبريتي، لم أنفكّ أكرر أن حوار الكنيسة مع الثقافات القائمة اليوم يشكل حيزاً مهماً حيث يُحدَد مصير العالم في هذا الجزء الأخير من القرن العشرين. […] إن البشرية تعيش حياة إنسانية كاملة بفضل الثقافة".
وأضاف الكاردينال بوبار: "بعد مرور 25 عاماً، نلمس الأهمية التاريخية لهذه الكلمات، والإحساس العميق الذي ألهمها، بطبيعتها النبوية وقوتها المتأصلة اللتين ساهمتا من دون شك في إحداث التغييرات التاريخية التي يمكن رؤيتها في المقام الأول في الثمانينيات والتي تتمثل خصوصاً بسقوط جدار برلين".
صلة الوصل
واستشهد الكاردينال بوبار مجدداً بيوحنا بولس الثاني، مضيئاً على صلة الوصل القائمة بين الثقافة والإيمان، قال: "إن الرابط بين الثقافة والإيمان ليس ضرورياً وحسب للثقافة بل أيضاً للإيمان. فالإيمان الذي لا يؤول ثقافةً هو إيمان لم يُعتنق بشكل كامل، ولا قدّر بشكل تام ولم يعش بأمانة".
وبعد الإشارة إلى إنجازات حققت في هذا المجال، لفت الكاردينال البالغ من العمر 76 عاماً إلى أن "ثمة الكثير من الصعوبات التي تعيق مسيرة التغيير في العمق، على الصعيدين الداخلي والخارجي، والشخصي والجماعي، حيث الإيمان يعتنَق بشكل حقيقي وكامل ويقدَّر بكليته ويعاش بأمانة".
غير أن "حياة الكنيسة وبالتالي مسيرة الإيمان عند المؤمنين لا يمكن أن تعاش خارج أو على هامش الحياة اليومية وثقافة الشعب والأمة"، بحسب ما أوضح الكاردينال بوبار. "إن دينامية التجسد تفترض منا أن نعيش ونعلن إيماننا مع البقاء جزءاً من الثقافة والواقع الذي يحوطنا، من أجل إعلان كلمة الحياة والحب والأمل".
وشرح الكاردينال أن مهمة الكنيسة هي أن تحرص على أن "يؤول الإيمان ثقافةً" قادرة على أن تضيء عبقرية الشعوب وتلهمها في العمق، فتعطيها هذه الروح وهذه القيم الأساسية التي من دونها قد يكون كل واقع وكل مؤسسة عرضة لأن يجردوا من إنسانيتهم ويضحوا بالتالي من دون أي فائدة".