زار البابا بندكتس السادس عشر صباح الاثنين المكتبة الرسولية الفاتيكانية وأرشيف الفاتيكان السري، ووجه كلمة قال فيها إنهما يستحقان لفتة مميزة من قبل الأب الأقدس، نظرا لأهمية الخدمة التي يقدّمانها للكرسي الرسولي وعالم الثقافة. وذكّر الأب الأقدس بأن المكتبة الفاتيكانية الرسولية تُعتبر منذ تأسيسها "مكتبة البابا" وأشار إلى أنها بيت استضافة للعلم والثقافة والإنسانية، تفتح الأبواب أمام البحاثة القادمين من كل بقعة من الأرض بدون تمييز في الأصل والدين والثقافة، وأضاف قائلا: تكمن مهمتكم في الحفاظ على الخلاصة بين الثقافة والإيمان، هذه الخلاصة التي ترشح من المستندات الثمينة والكنوز المحفوظة والمتاحف القريبة منكم والبازيليك الرائعة التي تبدو مشعّة من نوافذكم."
وتابع قداسة البابا يقول إن أرشيف الفاتيكان السري هو مقصد بحاثة كثيرين من مختلف أرجاء العالم يبحثون في المخطوطات عن جذور عدة مؤسسات كنسية ومدنية، ويدرسون تاريخ الأزمنة البعيدة والحديثة، وذكّر بأن السعيد الذكر البابا لاوون الثالث عشر هو من فتح الأرشيف عام 1881، وأضاف أن الدراسات والأبحاث والمنشورات، قد تولد احيانا بعض الجدل، وقال بهذا الصدد: لا يسعني إلا أن أمدح سلوك الأرشيف الفاتيكاني الذي بقي بعيدا عن الجدل وقدّم للباحثين المواد الوثائقية التي بحوزته والمنظمة بجدية وكفاءة.
وأضاف بندكتس السادس عشر أنه كان يرغب عند بلوغه السبعين عاما، بأن يأذن له يوحنا بولس الثاني بتكريس وقته بالكامل للدراسة والأبحاث، وقال: إن الرب أعدَّ برامج أخرى وهاءنذا اليوم بينكم كراع دُعي لتشجيع جميع المؤمنين على التعاون في خلاص العالم، من خلال إتمام كل واحد مشيئة الرب في المكان الذي يضعنا فيه للعمل. وحث البابا الجميع على اعتبار هذا العمل رسالة ينبغي تأديتها بشغف وحكمة ولطافة وروح إيمان، وشجعهم على تقديم صورة مضيافة للكرسي الرسولي، مدركين بأن الرسالة الإنجيلية تمر أيضا عبر شهادتهم المسيحية الصادقة. وختم قداسة البابا كلمته شاكرًا الجميع على الخدمة الثمينة التي يقدمونها في المكتبة الرسولية وأرشيف الفاتيكان السري، ومنحهم بركته الرسولية. تجدر الإشارة إلى أن المكتبة الرسولية الفاتيكاني ستغلق أبوابها مدة ثلاث سنوات للقيام بأعمال ترميم ستبدأ في الرابع عشر من تموز يوليو المقبل.