بندكتس السادس عشر يبين دور وإسهام المسيحية في النهضة الإنسانية الجديدة

 

 

محبة الله التي ظهرت في المسيح يسوع تقدم لنا المعنى المطلق الضروري

 

ZENIT.org

أشار البابا بندكتس السادس عشر أن النهضة الإنسانية الجديدة، التي بدأت ملامحها بالظهور في خضم "أزمة الحداثة"، تحتاج إلى المسيحية لتجد معناها.
وشرح البابا أن الحضارة، لكي تتوصل إلى تحقيق هدفها، يجب أن تعي أن المسيحية ليست "أسطورة"، بل هي اعتلان وجه الله الإنساني في يسوع المسيح، وجه المحبة.
وقد أطلق البابا هذا الاقتراح أمام حوالي 2000 مشارك في لقائه مع عمداء وأساتذة الجامعات الأوروبية نهار السبت.
وقد شجع البابا ضيوفه لكي يتساءلوا عن "ماهية الإسهام الذي يمكن للمسيحية أن تقدمه لإنسانية المستقبل".
"إن مسألة الإنسان، وبالتالي مسألة الحداثة، تطرح على الكنيسة تحديًا لكي تجد السبل المؤاتية لإعلان واقعية إيمانها في عمل المسيح الخلاصي".
"لا ينبغي أن نربط المسيحية بعالم الخرافة والعواطف، بل يجب أن نحترم التوق الجوهري في المسيحية التي تسعى لإلقاء الضوء على حقيقة الإنسان، ولكي تكون قادرة على تحويل البشر روحيًا، لتمكنهم من وعي دعوتهم في إطار التاريخ".
وعبر أسقف روما عن قناعته بأننا "إذا لم نعرف الله في المسيح ومع المسيح، يصبح الواقع بأسره معضلة غامضة يستحيل حلها".
وأضاف بندكتس السادس عشر: "لا يمكن أن نحدّ المعرفة على دائرة العقل فقط"، فالمعرفة "تتضمن قدرة متجددة للنظر إلى الأمور دون أحكام ومفاهيم مسبقة وأن نكون قادرين على ‘الحماسة‘ أمام الواقع، الذي يمكننا أن نفهمه إذا ما مزجنا الحب بالفهم".
"وحده الله ذو الوجه إنساني الذي اعتلن في يسوع المسيح، يستطيع أن يقينا من الاكتفاء بمحدودية الواقع، الذي إنما هو في الحقيقة منفتح على أبعاد دائمة التجدد من الفهم".
في هذا الإطار، اعترف بندكتس السادس عشر أن "المجتمع بحاجة ماسة إلى خدمة الحكمة التي تقدمها الجماعة الاكاديمية الجامعية".
"وتمتد هذه الخدمة إلى الأبعاد العملية من خلال توجيه البحث والعمل من أجل تعزيز كرامة الإنسان، ومن أجل القيام بالمهمة الشاقة التي تتمثل في بناء حضارة المحبة".

الفاتيكان، 26 يونيو 2007