عن إذاعة الفاتيكان
احتفالا بعيد القديسين بطرس وبولس الموافق تاريخ 29 من حزيران يونيو، ترأس البابا صباح اليوم الجمعة القداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية، منح خلاله درع التثبيت ستة وأربعين رئيس أساقفة، بحضور وفد من بطريركية القسطنطينية المسكونية. استهل الأب الأقدس عظته قائلا:"احتفلتُ عصر أمس الخميس بصلاة المساء في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار، وبالقرب من ضريح رسول الأمم، أعلنت "السنة البولسية" لمناسبة مرور ألفي عام على ولادته، وستمتد من 28 من حزيران يونيو 2008 وحتى 29 من يونيو 2009." ووفقًا للتقليد ـ أضاف البابا يقول ـ نلتقي صباح اليوم بالقرب من ضريح القديس بطرس، بحضور رؤساء الأساقفة الذين سينالون درع التثبيت ووفد من بطريركية القسطنطينية المسكونية. ومتذكرا زيارته اسطنبول في الثلاثين من نوفمبر تشرين الثاني الفائت، احتفالا بعيد القديس إندراوس، قال بندكتس السادس عشر إن الزيارة المتبادَلة كل عام هي دلالة على أن البحث عن الشركة الكاملة حاضر على الدوام في رغبة بطريرك القسطنطينية وأسقف روما.
وأكد الأب الأقدس أن احتفال اليوم يشكل مناسبة ملائمة للتأمل مرة جديدة باعتراف بطرس الذي كان لحظة مقرّرة في مسيرة التلاميذ مع يسوع، وقال إن إعترافه ملازِم للمهمة الرعوية الموكلة إليه إزاء قطيع المسيح. وأضاف أن اعتراف سمعان جاء في لحظة حاسمة من حياة يسوع، حينما، وبعد الوعظ في الجليل، اتجه نحو أورشليم لإتمام رسالته الخلاصية، بموته على الصليب وقيامته، ودعا يسوع التلاميذ للقيام بخيار يقودهم لأن يتميّزوا عن الجموع، كيما يصبحوا جماعة المؤمنين به، "عائلته"، وبداية الكنيسة. وتابع البابا قائلا: يكرّر يسوع سؤاله لنا أيضا، تلاميذ اليوم ويقول:"مَن أنا على حدِّ قولكم أنتم؟"، ونريدُ أن نتبنّى جواب بطرس الذي قال وفقًا لإنجيل مرقس:"أنتَ المسيح"،وبحسب إنجيل لوقا:"مسيحُ الله"، وفي متى:"أنتَ المسيح ابنُ الله الحي"، وأخيرا في إنجيل يوحنا:"إنّك قدوسُ الله". وقال الأب الأقدس إنها جميعها أجوبة صحيحة حتى بالنسبة لنا.
واليوم أيضا، أضاف يقول، لا يكفي امتلاك اعتراف الإيمان الصحيح ـ إذ من الأهمية بمكان وعلى الدوام ـ أن نتعلّم من الرب الطريقة الخاصة التي يبان فيها بأنه المخلص والطريق الواجب اتباعه. وعلينا الإعتراف بالفعل، بأن قبول الصليب صعب على الدوام، حتى بالنسبة للمؤمن. فالغريزة تدفعنا كي نتحاشيه، ويقودنا المجرب للتفكير بأن الاهتمام بخلاص أنفسنا هو أكثر حكمة، بدل خسارة الحياة الخاصة أمانةً للمحبة، أمانة لإبن الله الذي صار إنسانا. وفي إعلان إيمان بطرس، أضاف البابا، نستطيع أن نشعر ونكون جميعا واحدا على الرغم من الانقسامات التي مزّقت ـ وعلى مر العصور ـ وحدة الكنيسة، مع تبعات تدوم حتى اليوم. وباسم القديسين بطرس وبولس، نجدّد اليوم مع أخوتنا القادمين من القسطنطينية التزامنا في قبول رغبة المسيح الذي يريدنا أن نكون متّحدين بالكامل. وختم البابا بندكتس السادس عشر عظته احتفالا بعيد القديسين بطرس وبولس بالقول:" فلترافقنا والدة الله القديسة وترشدنا على الدوام، وليؤازر إيمانها الذي ساعد إيمان بطرس وباقي الرسل، إيمانَ الأجيال المسيحية."