الخبراء يركّزون على دور العائلة في أوروبا

بولندا،  28 يونيو 2007 (Zenit.org)

على الشخص البشري أن يكون محور السياسات والثقافة وأوجه الحياة كافة، بحسب أمين سرّ دولة الفاتيكان.

 

هذا ما أعلنه الكاردينال ترشيزيو برتوني خلال المؤتمر السابع الذي انعقد في منطقة غانييسنو الواقعة في غرب بولندا من 15 إلى 17 يونيو حول عنوان: "الإنسان: درب أوروبا".

 

وقال الكاردينال برتوني مستشهداً بخطاب للبابا يوحنا بولس الثاني في غانييسنو: "لن تتحقق الوحدة الأوروبية ما لم تتمّ  وحدة الروح. إن الإنسان يشكل الدرب الأول الذي يتعين على الكنيسة سلوكه لإتمام رسالتها".

 

وتابع قائلاً: "في أوروبا وباقي العالم، يتعرّض الشخص البشري للإذلال جرّاء أنظمة إقتصادية تستغلّ مجموعات كاملة. ونحن كمسيحيين لا يمكننا أن نلتزم الصمت حيال ما يجري بل علينا أن ندين هذا القمع الثقافي الذي يمنع الناس والمجموعات العرقية من أن يعيشوا على طبيعتهم ووفقاً لدعوتهم الخاصة.

 

"إن التاريخ سيحكم على زمننا هذا بقسوة، بقدر ما يقمع ويُفسد ويُخضع الثقافات بعنف في العديد من بلدان العالم".

 

وتحدث الكاردينال بيرتوني عن نزعة إلى إرساء ما يُسمّى بالقيم الحديثة. وذكر على سبيل المثال "قيمة" الكمال التي يتمّ السعي إليها عبر التلاعب الجيني وقال: "لقد ورثنا الحق في الحياة، لذا فإن القرارات المتعلقة بوجود شخص ما لا يجوز أن تُصنع في المختبرات".

 

وأضاف الكاردينال بيرتوني: "سرّ الإنسان مكتوب في سرّ الفداء. ومن دون احترام الشخص البشري وكرامته يكون من المستحيل إعلان الخلاص".

 

وأردف الكاردينال يقول إن الإنسان كان شاهداً في السنوات الأخيرة على النمو السريع في حقل العلوم، وليس في مجال تطوّر المسؤوليات: "إن "جنين" أوروبا هي أوروبا قائمة على قيم الإنجيل المسيحية. وعلى أوروبا أن تكون قارة القيم المسيحية".

 

أما الرئيس البولندي ليش كاتشينسكي فقال إن أحد أكبر التحديات في أوروبا اليوم هو نموذج المواطن الأوروبي: "إن الإتحاد الأوروبي لا يغطي القارة برمّتها وعلينا أن نبقى منفتحين على الجميع بإسم التضامن.

 

"إن أوروبا قارة حيث العلمانية في تصاعد مستمر، بحيث أن النقاشات لم تعد تنحصر بالمؤسسات وحسب ولكنها تطال الشعوب أيضاً. أنا مقتنع بأن درب أوروبا هي درب الشخص البشري والشخص البشري بحاجة إلى الإيمان. والمكافحة من أجل المحافظة على القيم يشكل تحدياً بالنسبة إلى الأوروبيين".

 

وتحدث المدير السابق لدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي خواكين نافارو فالس، من جهته، عن الزواج وعائلة الغد باعتبارهما قضية حاسمة بالنسبة إلى مستقبل أوروبا.

 

وبعد إعلانه أن العائلة مهمة بالنسبة إلى الرجل والمرأة على حدّ سواء، عرض نافارو فالس للمخاطر الناجمة عن اعتبار العائلة نموذجاً إجتماعياً متغيراً، على غرار شركة تجارية.

 

وأوضح كيف أن "العائلة هي جزء صغير من درب الشخص البشري نحو الكمال". وقال: "لا يمكن لثقافة حقيقية للعائلة أن تنمو في ظل المؤسسات التي تعمد على تدميرها".

 

وتساءل نافارو فالس: "من سيؤمّن المساعدة الإقتصادية لتطور العائلة؟ ". "على هذه الناحية أن تحتلّ صلب المفاوضات الإجتماعية، خصوصاً عندما يكون أساس المجتمع، أي العائلة، مقصياً من البرلمان والحكومة.

 

"تشكل مسألة الحفاظ على العائلة وعلى الهوية الثقافية والمسيحية مسألة تطال كل واحد منا: فكلنا نتساءل: من أنا؟ وكيف يمكنني أن أعبّر عن ذاتي للآخرين؟ إن السؤال ليس فقط: إلى أين تتجه أوروبا بل أنتم يا أيها البرلمانيون إلى أين تأخذوننا؟".