الزيارة الرعائية لغبطة البطريرك الأنبا أنطونيوس نجيب إلى كنائس أمريكا وكندا

الزيارة الرعائية لغبطة البطريرك الأنبا أنطونيوس نجيب
إلى كنائس أمريكا وكندا ( مايو – يونيو 2007 )

 

قام غبطة البطريرك الأنبا أنطونيوس نجيب بزيارة رعائية لكنائسنا القبطية الكاثوليكية فى أمريكا وكندا، فى الفترة من 24 مايو إلى 16 يونيو 2007، زار فيها كنائس بروكلين ونيوجيرسى ومونريال وتورونتو ولوس أنجيلوس. وفى كل بلد ، كان فى استقبال غبطته وفد من الكهنة ومجلس الرعية. وعلاوة على قداس احتفالى للرعية، تضمنت كل زيارة لقاءات يومية مع مجموعات الكنيسة .

 

فى نيويورك توجد لنا كنيستان، الأولى فى حى بروكلين وراعيها الأب / يوسف بشرى، والثانية فى حى نيوجيرسى وراعيها الأب بفنوتى واصف، ويساعده الشماس الإنجيلى صبرى عبد الملاك. ففى بروكلين ، علاوة على القداس الاحتفالى ، كان هناك لقاء عام مع شعب الرعية، شاركهم فيه غبطته بأخبار الكنيسة البطريركية فى مصر. ثم استمع إلى اسئلة من الحاضرين وأجاب عليها. ودارت حول كنائس الانتشار ومستقبلها، وصعوبة خدمة الشباب، ودور الأسرة فى ربط أبنائها بالكنيسة والوطن… ثم كان هناك لقاء آخر خاص بالشباب، طرحوا فيه على غبطته المواضيع التى تهمّهم . فتساءلوا عن كيفية الدمج بين أفراد الرعية لزيادة أنشطتها ، وعن وسيلة الربط بين كنائس الانتشار (المهجر) والكنيسة فى مصر، وعن السعى إلى الوحدة بين الكنائس .

 

 ورغبة فى تكريم غبطته ، نظـّم الأمين العام للهيئة الكاثوليكية من أجل الشرق الأوسط ، سيادة المنسنيور الأرشمندريت روبيرت شتيرن، حفل غذاء دعا إليه سيادة الكاردينال إيجان رئيس أساقفة نيويورك، وكل الأساقفة الكاثوليك الشرقيين فى نيويورك، ومجلس إدارة الهيئة، واشترك فيه الرعاة الأقباط الكاثوليك. وكانت فرصة طيبة لتبادل الحديث حول الكنيسة فى مصر وفى الشرق الأوسط. وفى كلمته، شكر غبطته الهيئة على ما تقدّمه لكنيسة مصر من دعم روحى ومادى .

 

كما تشرف غبطته باستقبال سعادة السفير / شريف الخولى قنصل عام مصر فى نيويورك ومعاونيه. وبادلهم الزيارة بعد ذلك .

 

وفى نيوجيرسى (نيويورك)، احتفل غبطته بالقداس الاحتفالى، فى كنيسة البيزنطيين الكاثوليك، حيث أنه لا توجد كنيسة خاصة بنا هناك. وقبل القداس، التقى غبطته بشعب الرعية، وشاركهم الأخبار، واستمع إلى ملاحظاتهم حول الخدمة فى الرعية ، ولا سيما عدم وجود مكان خاص بهم . وشجّعهم غبطته على أن يسعوا إلى اقتناء مكان ، يقومون بتجهيزه تدريجيا . ودعاهم إلى أن لا يقفوا أمام صعوبة قلة عدد أعضاء الرعية ، فقد بدأت جميع الكنائس بنفس الطريقة .

 

كانت الزيارة الثالثة لكنيسة مونريال بكندا . وراعيها الأب إميل باخوم. كان فى استقبال غبطته بالمطار  الأب إميل باخوم راعى الكنيسة ، والأب أنطون جرجس أول راع لكنيسة مونريال ، مع مجموعة من الرعية . وقامت السفارة المصرية مشكورة بتنظيم استقبال غبطته رسميا ، بحضور سكرتير عام السفارة . وفى مدة الزيارة ، ذهب غبطته إلى السفارة لشكر سعادة السفير / وفاء الحديدى قنصل عام مصر فى مونريال . وقد أصرت سيادتها مشكورة على الحضور إلى المطار مع معاونيها لتوديع غبطته عند مغادرته مونريال .

 

فى كنيسة مونريال ، أقام غبطته القداس الإلهى الاحتفالى ، وقداس ختام الشهر المريمى، وقداس الجمعة الأولى من الشهر. وكانت له لقاءات مع العديد من مجموعات الرعية، التى تتميّز بها هذه الكنيسة. فالتقى مع مجموعة الموعوظين الجدد ، ومع أولاد مريم وهم يهتمون بشئون الكنيسة المادية،  ومع مجموعة المكتبة، ومع كورال الكنيسة ، ومع مجموعة الاحتفالات، ومع الشمامسة المرتلين، ومع خدّام وخادمات التعليم المسيحى، ومع مؤسسة مريم ملكة السلام، ومع لجنة الإنشاءات والمبانى، ومع أصدقاء جمعية الصعيد، ومع مجلس الرعية .

 

كما قام غبطته بزيارة خاصة لسيادة الكاردينال جون كلود توركوت رئيس أساقفة مونريال، التقى فيها أيضا مع سيادة المنسنيور ميشيل بارو المسئول عن الجاليات الكاثوليكية العديدة الموجودة فى مونريال… ومن جهة أخرى، استقبل غبطته بعض أفراد الرعية وعائلاتها، الذين طلبوا مقابلته … وتفقـّد غبطته سير أعمال بناء المنزل المجاور للكنيسة، الذى يشمل سكنا للراعى وأماكن للاجتماعات والخدمات. وهنـّأ الأب الراعى والرعية على هذا الإنجاز الجميل.

 

وقام غبطته بتسجيل حديث مع راديو " صوت الرب". وهو إذاعة عربية كاثوليكية من مونريال، تعمل على الانترنت، وعنوانها: "www.sawtelrab.org" أو "www.voiceofthelordradio.org" أو "www.voixduseigneur.org" . ويمكن الاستماع إليها من الانترنت … كما التقى غبطته مع الأستاذ / فريد زمكحل، صاحب جريدة "الرسالة"، وهى جريدة عربية تتضمن مواضيعا باللغتين العربية والانجليزية، أرادت أن تفرد حوارا مطولا مع غبطته … ونشير إلى أن كنيسة مونريال صار لها موقع على الانترنت، وعنوانه "www.notredamedegypte.ca". 

 

سافر غبطته بعد ذلك إلى تورونتو بكندا. وكان فى انتظاره بالمطار الأب بيشوى يسى راعى الكنيسة هناك، والأب / مكاريوس توفيق أول راع للكنيسة، ومجموعة من شعب الرعية. وعند الوصول إلى السكن استقبلهم ورحّب بهم الأب مارك الذى يقيم طرفه الأب بيشوى.

 

أقام غبطته قداسا احتفاليا للرعية، اشترك فيه الأب الراعى والآباء الرعاة الروم الكاثوليكى والمارونى والسريانى، وحضره سيادة المطران بواسونو مطران تورونتو المساعد ، والأب مارك راعى كنيسة اللاتين. وبعد القداس اشترك الجميع فى عشاء أغابى أعدّته الرعية. ثم استمع غبطته إلى أسئلة أبناء الرعية، وأجاب عليها. ودارت خاصة حول أحوال الكنائس فى مصر، والعلاقة مع الكنائس الأخرى، والحاجة إلى تنمية اشتراك الشباب فى الرعية .  

 

كما التقى غبطته مع مجموعات الكنيسة، وهى اللجنة المالية، ولجنة الكنيسة، واللجنة الاجتماعية، ولجنة الصيانة، ولجنة التكوين الدينى، ولجنة التمويل. واستمع إلى تقرير من كل منها، وناقشه معها، وأعطى توجيهاته، وشجّعها على مواصلة رسالتها بثقة وسخاء … وسجل غبطته حوارا مع قناة "عشتار" التلفزيونية، وهى قناة عربية كاثوليكية عراقية، وكذلك مع جريدة "نينوى" العربية العراقية … كما زار غبطته شلالات نياجارا البديعة … وخصص وقتا لزيارة بعض المرضى من  أبناء الرعية .

 

وزار غبطته رئيس أساقفة تورونتو سيادة المطران كولينس. وتبادلا الحديث حول أحوال الكنائس فى مصر والشرق الأوسط. وعرض غبطته على سيادته احتياج الرعية إلى مكان آخر للصلاة فى الحي الشرقى من المدينة، حيث تقيم مجموعة من العائلة بعيدا عن موقع الكنيسة الحالى. واهتم سيادته بالأمر ووعد بالعمل على تدبيره.

 

وكانت الزيارة الخامسة لكنيسة لوس أنجيلوس بأمريكا. وكان فى استقبال غبطته بالمطار الأب فرنسيس مراد راعى الكنيسة هناك، والشماس الإنجيلى جورج أسمر، ومجموعة من لجنة الكنيسة… بعد الوصول مباشرة، اتجه غبطته إلى كنيسة الرعية لإقامة القداس الاحتفالى. وتبعه عشاء محبة مع كل أفراد الرعية، ثم بعض كلمات ترحيب. وختم غبطته بكلمة شكر وتشجيع وبركة.

فى الأيام التالية التقى غبطته مع مجموعات الكنيسة، وهى خدام مدارس الأحد، والمجلس الرعوى، ولجنة الرحلات، ولجنة الشباب، ولجنة مدارس الأحد، ولجنة الكانتين، ولجنة الصيانة والإصلاحات، ولجنة الألحان، ولجنة الخدمات، ولجنة الكورال، واللجنة المالية. وعرضت كل لجنة النشاط الذى تقوم به، والصعوبات التى تقابلها، وما تراه من احتياجات، والمشاريع التى تفكر فيها. وكان غبطته يناقش معهم هذه الاعتبارات ويعطى توجيهاته… وزار غبطته بعض المرضى بالمستشفى، وكذلك مزارا مسيحيا هاما فى مدينة سان دييجو .

 

ونظمت الكنيسة ندوة عامة، فوزّعت على أبناء الرعية ورقة لكتابة الأسئلة، وأعطتها لغبطة البطريرك عند حضوره، فنظمها فى موضوع متكامل. تناولت أغلب الأسئلة موضوع العائلة. فتحدث غبطته عن طبيعة العائلة، بصفتها أول عمل الله، وأول بركة الله، وأول أمر أعطاه الله، وكيف أنها على صورة الله فى الوحدة والتنوع والتكامل، وأن مثالها هو العائلة المقدسة… ثم تحدث غبطته عن العلاقات الأسرية، وعن وحدة الرباط الزواجى، وعن الطلاق والانفصال، وعن دور الكاهن فى حل المشاكل الزوجية، وعن رفض الإجهاض والعلاقة المثلية والجنس قبل الزواج.

 

وتناولت الندوة أيضا بعض الشئون الكنسية، وهى الشباب، والعلاقة بين رؤساء الكنائس فى مصر، وأحوال الكنائس فى مصر، وعن الاهتمام بكنائس الانتشار، وعن القوانين الكنسية … وكان الموضوع الرئيسى الثالث حول الحياة الروحية والتعليمية . فتكلم غبطته عن كيف نعيش فى بلاد المهجر مثاليتنا المسيحية، وكيف نعيش الكتاب المقدس فى حياتنا ، وعن نظرية التطور والعلاقة بين العلم والدين، وعن نهاية العالم، وعن الفضائل المسيحية الروحية.

 

وفى هذه الزيارات لاحظ غبطته حاجة كنائس الانتشار إلى توضيح الرؤية المستقبلية الخاصة بها . فكان السؤال الذى تكرر فى أغلب الكنائس : ما هو مصير كنائس الانتشار؟ … هل مستقبلها الاندثار أم الاستمرار؟ … ماذا بعد 15 – 20 سنة من الآن ، عندما ستصير الأغلبية ذات حضارة ولغة غير العربية؟

 

أجاب غبطته  موضحا أن هذه الكنائس باقية بإذن الله. سيكون هناك دائما جيل أول من المهاجرين. أما بالنسبة إلى الأجيال التالية، فمهمتنا ورسالتنا هى أن ننشّئهم ونربطهم بكنيستنا القبطية الكاثوليكية وبالوطن مصر… والكنيسة القبطية الكاثوليكية ليست مجرد لغة، إنها أولا وأساسا تراث: التراث الروحى، والطقسى، والآبائى… والانتماء إنتماء وجدانى  وإرادى وعملى، وليس مجرد كلام وشعارات… ومن الطبيعى والمفروض أن يتدرّج استخدام اللغة المحلية، إلى أن تصير اللغة الغالبة أو الوحيدة فى كل بلد، كما هو الحال مع الجاليات الأقدم، مثل الموارنة والبيزنطيين الكاثوليك.

 

وفى كل الكنائس يشكـّل موضوع مدارس الأحد والشباب مشكلة كبيرة… قامت كل الكنائس وتقوم بمجهود كبير لجمع وخدمة مدارس الأحد والشباب… ولكن الحصيلة دائما ضعيفة جدا، وأحيانا منعدمة… الأسباب كثيرة، أهمها اختلاف اللغة والتنشئة والحضارة، والارتباط بالأصدقاء فى المدرسة وأماكن الترفيه، وعمل الشباب فى الآحاد والأجازات وحتى فى أيام الأسبوع، واحتياج الأبناء إلى أن يقوم أحد بتوصيلهم وانتظارهم، وعدم وجود ما يشدّ الى الكنيسة .

 

دقـّق غبطته على دور الوالدين فى تشجيع الأبناء على الارتباط بالكنيسة منذ الصغر، وعمل مجهود لتوصيلهم للكنيسة… ومن وسائل الجذب، إعطاء دور فى الخدمة والأنشطة، مهما كان بسيطا… ويلزم استطلاع رأى الشباب نفسه دوريا فى ما يهمه ويرغب فيه.

 

ومن الاعتبارات الأخرى العامة، رغبة كنائس الانتشار أن يكون لها رابطة، تقرّب فيما بينها ومع الكنيسة الأم بمصر … وكذلك حاجتها إلى لائحة داخلية تنظم العمل الرعائى فى الكنيسة … وتحتاج كل الكنائس إلى كتب عربية كاثوليكية لمكتباتها ، وكذلك أشرطة فيديو واسطوانات مدمجة، وبرامج للتكوين الدينى، وتكوين الشمامسة، وإعداد الخدام … ووعد غبطته أن يهتم بهذه الاحتياجات .

 

وفى ختام هذه الأخبار ، طلب منا غبطته أن نعبّر عن شكره العميق لكل من اهتموا بإعداد هذه الزيارات بتلك الطريقة الجميلة والغنية ، الآباء الرعاة ، وكذلك لكل الذين تعبوا معه فى الاستقبال ، والاحتفالات ، والتنقلات المستمرة ، والضيافة ، والزيارات ، وللمسئولين فى الأماكن التى أقام بها . ويطلب غبطته من الرب للجميع بركة إلهية خاصة ، وخيرات سماوية وفيرة ، عوضا عن كل أتعاب محبتهم الكبيرة .