رحيل الكاردينال جان ماري لوستيجه

 

عن إذاعة الفاتيكان

خلّف نبأ وفاة الكاردينال جان ماري لوستيجه نهار الأحد الفائت حزنا وألما في الأوساط الدينية والسياسية والعلمية في فرنسا والعالم وتوالت ردود الفعل والتعليقات الحميدة التي تشيد بصفات الراحل الكبير. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول المعلقين فأعرب عن أسفه لفقدان فرنسا وجها بارزا وشخصية لامعة في الميادين الروحية والأدبية والفكرية والدينية". وصرح إمام مسجد باريس الشيخ دليل بوبكر في بيان صحفي أنه يشاطر كل كاثوليك فرنسا حزنهم على رحيل رجل إيمان عرف كيف يجسد فضائل كنيسة فرنسا التي صبت اهتمامها على الآخر المهمش والمضطهد وأضاف أن الكاردينال لوستيجه كان بالنسبة لمسلمي فرنسا الإنسان الواعي والساهر ذا حكمة وفطنة سديدتين. أما ذكري عبد الله أحد القيمين على مسجد باريس فأشاد بسلطة الراحل الأخلاقية والروحانية التي طبعت أبرشية باريس وكنيسة فرنسا، وثمن علاقة الصداقة المتينة التي ربطت بينه وبين المسلمين وسار عليها لقناعته بجدوى تعاليم المجمع الفاتيكاني الثاني المشجعة على الحوار بين الديانات.

ولد الكاردينال جان ماري لوستيجه رئيس أساقفة باريس الفخري في العاصمة الفرنسية في 17 أيلول سبتمبر عام 1926 من أبويين يهوديين متحدرين من أصل بولندي هاجرا إلى فرنسا بداية القرن العشرين. اعتنق الديانة المسيحية عام 1940 على يد عائلة من مدينة أورليان استضافته وخبأته من ملاحقة النازيين. تابع دروسه الثانوية والجامعية وحصل على إجازات في الآداب والفلسفة من جامعة السوربون واللاهوت من المعهد الكاثوليكي بباريس وسيم كاهنا عام 1954. عين منذ ذلك الحين مرشدا للرعية الجامعية في السوربون حتى عام 1969 وانتقل بعدها إلى رعية القديسة جان دو شانتال حتى عام 1979 عندما عينه البابا يوحنا بولس الثاني أسقفا على أبرشية أورليان ومن ثم في العام 1981 رئيس أساقفة باريس خلفا للكاردينال مارتي. وقد رفعه يوحنا بولس الثاني إلى رتبة كاردينال خلال كونسيستوار عام 1983. وبعد 24 عاما من الخدمة الأسقفية والتي ركز خلالها على دور الإعلام وشجع ودعم قيام إذاعات ومحطات تلفزة كاثوليكية، استقال من منصبه لبلوغه السن القانونية وبقي رئيس أساقفة الفخري وأسقف الكاثوليك الشرقيين المقيمين في فرنسا. انتخب عضوا في الأكاديمية الفرنسية عام 1995.