المسلمون واليهود يقاومون النسبية والتطرف

من لقاء ريميني: نداء لإنقاذ المسيحيينن


ريميني، 20 أغسطس 2007 (ZENIT.org).


اختتم نهار الأحد 19 أغسطس 2007 لقاء بعنوان "فلننقذ المسيحيين"، في إطار لقاء ريميني السنوي، بنداء يطالب بإنقاذ حياة الشاب المصري محمد حجازي الذي ارتد إلى المسيحية من خطر الموت، بعد أن كان قد طولب بالحكم عليه بالإعدام بتهمة الكفر بالدين الإسلامي.
وقد أدان التطرفَ كل المشاركين في اللقاء، ومن بينهم مجدي علام، نائب مدير جريدة الكوريري دي لا سيرا، كلاوديو موربورغو، نائب رئيس الجماعات اليهودية في إيطاليا، ودنيا الطيب، نائبة رئيسة اتحاد النساء المغربيات في إيطاليا. كما ودعوا إلى ثورة ثقافية تدعو إلى حمل إله السلام إلى العالم.
وذكّر مجدي علام أن عميد أحد الكليات في جامعة الأزهر في القاهرة قد أصدر فتوى يطالب فيها بإعدام الشاب المذكور أعلاه، وذلك فقط لأنه طلب أن يتم تحديد ديانته على هويته، لكي ما يسمح لابنه أن يكون مسيحيًا لدى ولادته.
وأشار علام أن "دولة كإيطاليا، يجب عليها أن تُسمع صوتها في هذا الصدد"، ووجه نداءً إلى الرئيس الإيطالي قائلاً: "أدعو، باسم جميع ذوي الإرادة الطيبة، الرئيس نابوليتانو إلى توجيه نداء للرئيس المصري حسني مبارك لكي يقوم بمبادرة فعالة" فيوضح بأن مصر "تحترم حقوق جميع المواطنين، بغض النظر عن انتمائهم الديني".

كما وقال نائب مدير الكوريري دي لا سيرا، أن "المسيحيين في الشرق الأوسط كانوا الأغلبية السكانية، أما الآن فقد أصبحوا أقلية ضئيلة. في الماضي، كانت قيمة الشخص تفوق الإيديولوجية، أما اليوم فقد أذلّت الإيديولوجية الشخص البشري".
ثم تابع: "أن ننقذ المسيحيين في العالم، يعني في الحقيقة أن ننقذ أنفسنا".

من ناحيته، أشار كلاوديو موربورغو إلى أن النسبية والتطرف إنما ينفيان الحس الديني الأصيل. وأشار أن الموقف العلماني في إيطاليا والتطرف الذي بدأ يتفشى في العالم إنما هما وجهان لميدالية واحدة.
وأشار نائب رئيس الجماعات اليهودية إلى أنه "لا يمكن أن نراوغ حول الله. فإنقاذ المسيحيين يعني إنقاذ الحوار الديني الأصيل، ويعني الصراع من أجل الحفاظ على قدسية الحياة".
وأنهى موربورغو كلمته داعيًا المسيحيين واليهود والمسلمين إلى التكاتف من أجل تحقيق ثورة ثقافية تحمل الله إلى العالم وتقدس الحياة اليومية. من خلال إنقاذ المسيحيين نسمح لله أن يكون حاضرًا في التاريخ، ونقوي المعنى الديني للوجود، وندحض النسبية والتطرف المتفشيين".
أما دنيا الطيب، فقد استشهدت بالقرآن القائل بأن من يقتل رجلاً فقد قتل البشرية بأسرها، واستنكرت التعديات ضد الحقوق الإنسانية والاضطهادات التي يتعرض لها المسيحيون في بعض الدول الإسلامية.
"ففي مصر تضطر حوالي 1000 امرأة سنويًا أن ترتد إلى الإسلام بسبب أزواجهن أو بسبب الجامعات".
ثم تساءلت: "أمن العدل التحاور مع دولة مثل المملكة العربية السعودية، حيث لا يستطيع المسيحيون أن يمارسوا شعائر عبادتهم ولا حتى بصورة شخصية؟".

 

مصر: إصدار فتوى تطالب بالموت ضدّ زوجين شابين إعتنقا المسيحية

روما، 23 أغسطس 2007 (ZENIT.org)

صدرت في مصر فتوى دينية تطالب بالموت ضدّ شاب في الخامسة والعشرين من العمر يُدعى محمد حجازي، وزوجته لاعتناقهما الديانة المسيحية.

وقد أصدر الفتوى المذكورة عميد كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر الشهيرة في مصر.

ومحمد حجازي ناشط سياسي هجر الإسلام في سنّ السادسة عشرة وقد طلب اليوم تسجيل تغيير الديانة على بطاقة هويته. ويتلقى الزوجان الشباب تهديدات مستمرة، ما يحتّم عليهما العيش متخفّيين.

وقد صرّح كميل عيد، وهو صحافي وأحد مؤلّفي كتاب حول وضع المسلمين الذين طلبوا العماد، إلى إذاعة الفاتيكان اليوم: "كل سنة، نقرأ أخباراً من هذا القبيل، أستقيها في الصحافة العربية أو الإسلامية بالعموم. على سبيل المثال، دأبت الصحافة الجزائرية في الأشهر الأخيرة على إلقاء الضوء على اعتناق آلاف الجزائريين الديانة المسيحية، خصوصاً في المنطقة التي يقطنها بربر كابيليا. وثمة حالات مشابهة في تركيا وتونس ودول الشرق الأوسط، وبالتالي فإن قضية حجازي ليست حالة فريدة من هذا النوع".

وأوضح أن جامعة الأزهر هي "في آنٍ معاً جامعة رسمية ودينية، لأن قسم الدراسات الدينية يتمتّع بسلطة فعلية وهذه الفتوى ليست فتوى عادية أطلقتها أي مجموعة إسلامية، بل إن فتاويه الدينية لها مكانتها".

وفي ما خصّ وضع المسيحيين في مصر، يجيب الكاتب أنهم "يتمتعون بحرية ممارسة شعائرهم والذهاب إلى الكنيسة والإحتفال بمراسيم الزواج والجنازة"، ولكنهم "يواجهون صعوبات في تشييد أماكن جديدة للعبادة وفي إعادة تأهيل كنائسهم". وأضاف: "من جهة أخرى، يتحمّل الأقباط ممارسات تمييزية في إسناد الوظائف والمراكز المؤسساتية والرسمية".

وبخصوص المسيحيين الأقباط تابع موضحاً: "لقد تسنى لي شخصياً منذ فترة أن أسأل أحد قادة الكنيسة القبطية عن سبب عدم استقبالهم طلبات العماد من مسلمين يرغبون في اعتناق الإيمان المسيحي فأجابني أنهم يخشون أن يكون الطلب فخاً تنصبه لهم أجهزة الإستخبارات لامتحانهم والتأكد مما إذا كانوا يقبلون هذه الطلبات أو لا".