جميعنا، حتى ولو كنا مؤمنين، نعرف صمت الله

الفاتيكان، 6 سبتمبر 2007 (ZENIT.org).

 صرح بندكتس السادس عشر أن المؤمن أيضًا يعيش خبرة صمت الله.

أتى كلامه هذا في إطار جوابه على سؤال طرحته عليه الشبيبة في إطار لقاء "الأغورا" في مونتروزو – لوريتو، بشأن حضور الله في الصمت وفي ثقل العزلة التي يعيشها المسيحي في عالم لا يفهم خياراته.

واستشهد البابا بمزمور يطلق صرخة تكاد تكون يائسة: "تكلم يا رب، لا تحتجب!"، كما وذكر بخبرة الأم تريزا التي، بالرغم من إيمانها ومحبتها البطوليين، كانت تعاني من صمت الله.

وأشار البابا إلى أنه علينا أن ندعو الله وأن نصرخ إليه طالبين أن يكشف عن نفسه.

وأضاف إلى أنه علينا أن نكون نبيهين لئلا تفوتنا علامات حضور الله التي تتجلى في جمال الخلق، وفي جمال الموسيقى والليتورجية، وذكر البابا قصة امرأة غير مسيحية ذكية جدًا بدأت بالإصغاء إلى موسيقى باخ وهينديل، وموتزارت. اعتراها الذهل، وقالت يومًا: "عليّ أن أجد المصدر الذي يمكن أن ينبع منه هذا الجمال"، وقد ارتدت المرأة إلى المسيحية، إلى الإيمان الكاثوليكي، لأنها رأت أن هذا الجمال له مصدر، والمصدر هو حضور المسيح في القلوب، هو إعتلان المسيح في هذا العالم.

وتابع بندكتس السادس عشر قائلاً أن الحوار مع المسيح هو أيضًا يفتحنا على الإصغاء إليه واعترف أنه "لا يجيب دومًا، ولكن هناك أوقات يجيب فيها حقًا".

ثم أضاف أن هنالك الصداقة التي هي رفقة الإيمان والتي تفتح مجالاً لاختبار حضور الله وكلمته في الجماعة. وقال: " نشعر أن كل هذا لا يأتي من العدم، بل له مصدر فعلاً، وأن الإله الصامت هو أيضًا إله يتكلم، يكشف عن نفسه، وبوجه خاص، نحن نستطيع أن نكون شهود حضوره، ومن إيماننا يمكن أن ينال الآخرون نورًا".

ثم تابع البابا الكلام عن ضرورة أن يعطي المؤمنون صورة صحيحة عن الكنيسة، فالكنيسة ليست مؤسسة سلطان تفرض الممنوعات بل "كنيسة حية" و "جماعة رفقة يتولد فيها، بالرغم من كل مصاعب الحياة التي يواجهها الجميع، فرح العيش".