روما، 7 سبتمبر 2007 (ZENIT.org) – عن إذاعة الفاتيكان
استقبل البابا صباح اليوم الخميس في القصر الرسولي ببلدة كاستيل غاندولفو أساقفة لاووس وكامبوديا في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية ووجه إليهم كلمة دعا فيها المؤمنين إلى الثبات في الإيمان والشهادة بسخاء على محبة الله لجميع إخوتهم، وشجّع شعبي هذين البلدين الأسيويين على مواصلة الجهود المبذولة لبناء مجتمع أكثر أخوة وانفتاحا على الآخرين.
وتابع الأب الأقدس كلمته متطرقًا إلى خدمتهم الكنسية في أوضاع تتسم غالبا بالصعوبة ومذكرًا بأن الأسقف لا يكون أبدًا وحده، لأنه متحد على الدوام في الآب والإبن والروح القدس، ومتحد كذلك على الدوام وباستمرار، مع إخوته في الأسقفية ومع ذاك الذي اختاره الرب خليفة لبطرس.
وأضاف البابا يقول إن قرب الأساقفة من المؤمنين يشكل تشجيعا على الثبات في الإيمان المسيحي والنمو بالتعرف إلى المسيح بالرغم من مصاعب الحياة اليومية وأكد أن المساعدة التي تقدمها الكنائس الأكثر قدما في البشارة هي علامة بليغة لتضامن تلاميذ المسيح مع بعضهم البعض.
وتمنى الأب الأقدس أن تأتي جهودهم المبذولة لتنمية الدعوات الكهنوتية والرهبانية بثمار وافرة، وأشار إلى أن الاحتفال مؤخرا بالذكرى الأربعمائة والخمسين لوجود الكنيسة في كمبوديا شكل مناسبة للمؤمنين كيما يدركوا أكثر فأكثر تاريخ المسيحيين الطويل في المنطقة، وهو تاريخ طُبع بعطاء سخي وأحيانا بطولي، أظهره عدد كبير من تلاميذ المسيح كيما يُعلن الإنجيل ويُعاش.
ومتحدثا عن الإطار الاجتماعي والديني في هذه المنطقة الأسيوية، قال البابا إن الكاثوليك مدعوون لإظهار هويتهم الخاصة مع احترام باقي التقاليد الدينية وثقافات الشعوب، وأكد أن هذه الهوية يُعبر عنها عبر اختبار روحي حقيقي، يجد أساسه في قبول كلمة الله وأسرار الكنيسة، وأشار أيضا إلى أولوية تنشئة المؤمنين ليكونوا مبشرين قادرين على الإجابة على تحديات المجتمع، متقويين من حقيقة المسيح. وأضاف أنهم يقدمون ومع الكهنة اسهاما أساسيا لحياة الكنيسة ورسالتها كما ويستطيعون الإلتزام في حوار صادق مع أعضاء الديانات الأخرى، من أجل العمل معا لبناء البلاد وتعزيز الخير العام.
كما شجع البابا أساقفة لاووس وكمبوديا على تعزيز تربية الشبيية، وقال: إن اعدادًا ملائمًا للزواج المسيحي مسألة جوهرية، إذ يتمكن الشباب من مواجهة الضغوط الاجتماعية وتنمية الصفات الانسانية والروحية الأساسية. كما وشدد على ضرورة أن يجد الشباب في عائلتهم المكان الطبيعي للنمو البشري والروحي، متنميًا أن تكون العائلات على الدوام أمكنة حقيقية للبشارة، حيث يختبر كل واحد محبة الله، لينقلها بدوره للآخرين.
وأشار الأب الأقدس إلى أن التزام الجماعة المسيحية الشجاع في مساعدة الأكثر عوزا، يشكل علامة صدق إيمانها، مؤكدا أن الأعمال الاجتماعية التي تقوم بها الكنيسة في بلادهم تلقى تقدير الشعوب والسلطات، وتظهر محبة الله لجميع البشر بدون أي تمييز، وأضاف أن محبة القريب المتجذرة في محبة الله، مهمة جوهرية للجماعة المسيحية ولكل عضو من أعضائها. وختم البابا كلمته لأساقفة لاووس وكمبوديا في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية سائلاً للجميع حماية العذراء مريم.