البابا يتحدث إلى المؤمنين عن زيارته إلى النمسا

بندكتس السادس عشر: "النظر إلى يسوع بعيني مريم يعني لقاء إله المحبة، الذي صار إنسانًا لأجلنا ومات على الصليب"

البابا يتحدث إلى المؤمنين عن زيارته إلى النمسا

الفاتيكان، 12 سبتمبر 2007 (ZENIT.org).

 استعرض البابا في مقابلة الأربعاء المراحل الأساسية من زيارته الرسولية إلى النمسا التي قال بأنها كانت حجًا حيث قال: "كانت الزيارة من حيث المبدأ حجًا شعاره "النظر إلى المسيح": الذهاب لملاقاة مريم التي تبين لنا يسوع"، فالدافع المباشر لهذه الزيارة كان الاحتفال بمرور 850 سنة على تأسيس مزار ماريازيل.

هذا وقد قام بندكتس السادس عشر نهار السبت 8 سبتمبر، عيد مولد العذراء، بزيارة مزار ماريازيل، المحطة الرئيسية من حجه، وحيث تكرم مريم تحت اسم أم النمسا الكبرى".

ولم يخف البابا فرحه لزيارة الحج هذه فقال: "لقد كانت خبرة فرح كبيرة بالنسبة لي أن أعود، كخليفة بطرس، إلى زيارة ذلك المكان المقدس والعزيز على قلوب الكثير من الناس في أوروبا الوسطى والشرقية".

واعترف الأب الأقدس أنه فقط لدى وصوله إلى المزار فهم بالعمق معنى شعار الحج: "النظر إلى المسيح"، فقال: كان هناك أمامنا تمثال العذراء التي تشير بِيَدها إلى الطفل يسوع، وفوق مذبح البازيليك، المصلوب. هناك بلغ حجنا إلى غايته: لقد أردنا أن نتأمل وجه الله في ذلك الطفل بين يدي أمه، ووجه ذلك الرجل الذي يبسط ذراعيه. النظر إلى يسوع بعيني مريم يعني لقاء إله المحبة، الذي صار إنسانًا لأجلنا ومات على الصليب"

.الأب الأقدس: "أعبر عن تقديري للأشخاص الكثيرين الذين، من مختلف الأعمار، يلتزمون مجانًا بخدمة القريب، إن في الجماعة الكنسية أو في الجماعة المدنية"

البابا يشجع الملتزمين في عالم التطوع والخدمة

 في معرض كلامه عن زيارته الرسولية إلى النمسا، تطرق البابا إلى الكلام عن لقائه الأخير قبل عودته إلى روما. وكان هذا اللقاء مع عالم التطوع.

وقال البابا: "لقد أردت أن أعبر عن تقديري للأشخاص الكثيرين الذين، من مختلف الأعمار، يلتزمون مجانًا بخدمة القريب، إن في الجماعة الكنسية أو في الجماعة المدنية".

وشرح بندكتس السادس عشر قائلاً أن التطوع ليس مجرد "فعل" بل أنه "قبل كل شيء أسلوب وجودي، ينبع من القلب، من موقف عرفان نحو الحياة، ويتوق إلى "إعادة تسليم" العطايا التي نالها المرء وإلى مشاركتها مع القريب".

وتابع البابا قائلا: "أردت أن أشجع من جديد ثقافة التطوع"، مشيرًا إلى أنه لا يجب النظر إلى نشاط المتطوع "كمداخلة لسد الفراغ الذي تخلفه الدولة والمؤسسات العامة، بل كحضور متمّم وضروري دومًا للانتباه دومًا على الآخِرين وتعزيز أسلوب شخصاني في التدخل"

وختم البابا قائلاً: "ما من أحد إلا ويستطيع أن يكون متطوعًا: حتى الشخص الذي هو بأمس الحاجة والمحروم، لديه الكثير ليتقاسمه مع الآخرين مقدمًا إسهامه من أجل بناء حضارة المحبة".

البابا: إذا تخلت الشعوب ذات الحضارة المسيحية العريقة عن الأحد، فهذا يعني أنها اختارت أن تتخلى عن ثقافتها

 صرح بندكتس السادس عشر أن الأحد هو أكثر بكثير من وصية أو واجب، وقال: "لا يمكننا أن نعيش دون الأحد: فهو يوم يهب معنىً للعمل وللراحة، ويحقق معنى الخلق والفداء، ويعبر عن قيمة الحرية وخدمة القريب".

جاء كلامه هذا في إطار تعليم الأربعاء الذي تحدث فيه اليوم عن زيارته الرسولية إلى النمسا من 7 إلى 9 سبتمبر. وكان البابا قد تطرق إلى قيمة الأحد ومعناه بالنسبة للمسيحيين أثناء عظة الأحد التي ألقاها في كاتدرائية القديس اسطفانوس في فيينا، وقال الحبر الأعظم: "أردت في العظة أن أتعمق بشكل خاص في فهم معنى نهار الأحد وقيمته، دعمًا لحركة "التعاضد من أجل الأحد الحر"".

وأشار بندكتس السادس عشر أن ما قاله شهداء أبيتيني في سنة 304: " Sine dominico non possumus!": أي أننا من دون الرب ومن دون يومه لا يمكننا أن نعيش ينطبق علينا نحن أيضًا  إذ لا يمكننا أن نعيش دون الأحد: فهو يوم يهب معنىً للعمل وللراحة، ويحقق معنى الخلق والفداء، ويعبر عن قيمة الحرية وخدمة القريب…"

وقال البابا: "إذا تخلت الشعوب ذات الحضارة المسيحية العريقة عن هذا المعنى وجعلت الأحد ينتقص إلى مجرد نهاية أسبوع، وإلى فرصة للاهتمامات الدنيوية والتجارية، فهذا يعني أنها اختارت أن تتخلى عن ثقافتها".

بندكتس السادس عشر: "دراسة اللاهوت، لا يمكن أن تنفصل عن الحياة الروحية والصلاة"

تحدث البابا عن زيارته نهار الأحد إلى دير هايليغينكروز، الصليب المقدس، الذي يقع على مقربة من فيينا.

وقال البابا في مقابلته العامة مع المؤمنين اليوم الأربعاء أنه ذكّر بتعليم القديس مبارك بشأن صلاة الفرض الإلهي، "مشددًا على قيمة الصلاة كخدمة تسبيح وعبادة يجب أن نقوم بها نحو الله لأجل جماله وطيبته اللامتناهيين". وكان البابا قد حض الرهبان في كلمته إلى أنه "لا يجب أن يعيق أي شيء هذه الخدمة المقدسة حتى يتم استجماع الحياة، مع أوقات العمل والراحة، في الليتورجية، وتوجيهها نحو الله".

وتابع بندكتس السادس عشر: "حتى دراسة اللاهوت، لا يمكن أن تنفصل عن الحياة الروحية والصلاة، كما يقول بقوة القديس برنردوس من كليرفو، أب الرهبنة السيسترسنسية" وأشار إلى أن تواجد الأكاديمية اللاهوتية إلى جانب الدير "هو شاهد لهذا الترابط بين الإيمان والعقل، بين القلب والفكر".

 

بندكتس السادس عشر: المجتمع الانساني بحاجة الى العمل التطوعي

في لقائه نهار الأحد مع المتطوعين قبل مغادرة النمسا

 أشار البابا بندكتس السادس عشر في فيينا، قبيل اختتام سابع زيارة راعوية دولية، الى أن كل مجتمع بحاجة الى متطوعين.

 كان الأب الاقدس قد استُقبل نهار الأحد بعض الظهر بالتصفيق الحاد من قبل ملايين ممثلي المتطوعين النمساويين في قصر كونزيرتوس الشهير، حيث تقام الحفلات الموسيقية في العاصمة النمساوية.

 وقال البابا:" إن محبة القريب تتطلب دوما التزاماً شخصياً وارادياً".

 إستمع البابا لحظة وصوله الى الكلمات التي ألقاها المتطوعون الشباب وكذلك كلمة رئيس أساقفة ساليزبوغو، المونسنيور الوا كوتغاسير، الذي قدم عرضاً لعالم التطوع النمساوي: 17 مليون ساعة في السنة، مقابل ما توازي قيمته 3 مليار اورو.

 دعا قداسته المتطوعين الى الاعتياد على النظر الى العالم وإخوتهم من خلال نظرة المسيح.

واعتبر" ان هناك من يرى حاجة الآخرين نصب عينيه ويتغاضى عن النظر اليها، فيبقى غير مبالٍ".

 يسوع المسيح لا يعلمنا سر روحانية الأعين المغمضة، وانما روحانية الأعين المفتوحة، مع الواجب المطلق في رؤية ظروف الآخرين.

"نظرة يسوع تقودنا الى التقرب من الآخرين، من خلال التضامن، والمشاركة الزمنية، من خلال مشاركة المزايا وحتى الخيور المادية."

 وتاب قداسته "هذا ما يجب أن تتميز به المؤسسات الخيرية الكنسية، التي يجب أن تهب ذاتها للآخرين مع كافة الانتباه النابع من القلب".