الأب لومباردي: عظة مارياتزيل، في قلب رحلة حج البابا بندكتس السادس عشر

روما، 13 سبتمبر 2007 (ZENIT.org)

 لفت مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأب فيديريكو لومباردي إلى أن عظة البابا بندكتس السادس عشر كانت الذروة، في قلب رحلة الحج التي قام بها البابا بندكتس السادس عشر إلى ألمانيا.

وقد أجرى الأب لومباردي على مذياع إذاعة الفاتيكان حصيلة رحلة الأيام الثلاثة التي أجراها البابا في النمسا فقال: "لقد أعلن البابا في مناسبات عديدة وهذا ما شعرنا به ولمسناه أنه يشعر في النمسا بأنه في دياره، لأنه من أرض بافاريا التي تقع على مسافة قريبة جداً، على حدود النمسا وتربطها بها علاقة وثيقة من الناحية الثقافية والتاريخية".  

وأضاف قائلاً: "لقد لفتتني بقوة، كوني أفهم الألمانية جيداً، طريقة إلقاء العظات والخطب. كان البابا يتكلم لغته بحماسة كبيرة ورهافة أكبر. برأيي، إن عظة مارياتزيل، وإن أُلقيَت في ظروف مناخية صعبة، كانت من أكثر العظات التي سمعتُ البابا يلقيها – أقله شخصياً بهذا القدر من الحماسة والرهافة الروحية. وقد شكلت هذه العظة بالنسبة إلينا الذروة. لقد خطّ قداسة البابا بلغته هذه الخلاصة من اللاهوت والروحانية، بين الإيمان والخبرة الروحية للنظر الذي يتطلع نحو المسيح، بقوة وحماسة وسيبقى برأيي هذا النص وثيقة ثمينة جداً بالنسبة إلينا".

وبخصوص الزيارة إلى مارياتزيل قال الأب لومبادي: "أعتقد أن صور القداس الذي أُقيم في مارياتزيل تحت المطر كانت الأساس الرمزية لهذه الرحلة، لأننا لاحظنا أن الوفود المسيحية التي قامت برحلة حج إلى هناك إنما قامت بالحج مع الأب الأقدس، بالرغم من الصعوبات، وكانت أمينة والتزمت وصمدت في وجه الصعوبات وعاشت بحماسة لحظة اللقاء مع البابا. وبرأيي فإن قداس مارياتزيل كانت اللحظة الأكثر تأثيراً في هذه الرحلة والتي ستبقى الأكثر خلوداً في الأذهان، ولو أنه قد حصلت أمور أخرى كثيرة رائعة ولحظات عارمة بالحماسة ورائعة الجمال، كالذبيحة التي أقيمت في كاتدرائية القديس إتيان أو لحظات الفرح مع لقاء المتطوعين".    

"وكذلك كانت محطة هايليغنكروز لحظة خدمة روحية عميقة للغاية. فقد تحدث البابا أكثر ما تحدث عن الصلاة وعن المكرسين والذبيحة الإلهية وعن اللاهوت المتحد بالروحانية. وكذلك كان اللقاء مع المتطوعين على قدر كبير من الأهمية، لأنه شكل محطة توسيع الرسالة المسيحية لتشمل الإلتزام في المجتمع، والأرضية المشتركة للإلتزام المجاني من أجل الآخرين، في مجتمع تسيّره المصالح والسعي إلى المصلحة الخاصة، وهو عنوان أساسي فعلاً يلتقي فيه المسيحيون بعمق في الحياة اليومية  مع كل ذوي الإرادة الطيبة".  

وأشار الأب لومباردي إلى أنه يعود إلى الأساقفة والكهنة إجراء حصيلة هذه الرحلة ولكنه استدرك قائلاً "ونحن نعلم أنها حصيلة إيجابية". 

"إن البابا، كما الكاردينال شونبورن الذي تحدثتُ إليه بعد ظهر أمس، كان راضياً جداً عن هذه الرحلة. فقد أعطت النتائج وردّة الفعل عند الناس التي كانا يتوقعانها، وإن في ظل ظروف مناخية عاكستنا في الأيام الأخيرة. أظن أن الكنيسة النمساوية التي تكنّ المحبة للأب الأقدس كانت سعيدة جداً. فقد أظهرت مشاركتها الأمينة والملتزمة خصوصاً في اليوم المخصص لمارياتزيل، ولكن أيضاً صباح الأمس، على ساحة القديس إتيان. إذاً، أعتقد أيضاً أن إعطاء البابا رسالة تشجيع وتضامن إلى الكنيسة في النمسا كان غاية في الأهمية. وآمل أيضاً أن يكون الكلام الذي قيل للمجتمع النمساوي في الإجمال، سواء في خطاب هوفبرغ الذي توسّع أيضاً ليشمل المجتمع الأوروبي، أو بشكل خاص من خلال اللقاء مع المتطوعين مساء يوم الأحد، قد أعطى ثماره".   

وأكمل الأب لومباردي يقول: "لقد تميزت خطب الأب الأقدس، كما عهدناها، ولكنها لفتتني هذه المرة أكثر من ذي قبل، بعمق كبير ووقع كبير، ناهيك عن غنى روحي واسع. وهذا أمر يمكننا أن نواصل التأمل فيه، مع التفكير خصوصاً في المواضيع التي تمّ التطرق إليها في رحلة الحج، من خلال عرض هذه الروحانية المسيحية التي تنظر نحو المسيح وتجد فيه أساس إيمان كل إنسان بالإضافة إلى حماس الفرح الناتج عن عمل الخيراليومي وهما موضوعان سيدوم الحديث عنهما طويلاً برأيي".