الفاتيكان، 25 سبتمبر 2007 (Zenit.org)
يقوم أساقفة أوكرانيا اللاتين الكاثوليك بزيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية يتقدمهم الكاردينال ماريان يافورسكي رئيس أساقفة لفيف ورئيس مجلس أساقفة أوكرانيا ويضم الوفد بعضا من أساقفة الروم الكاثوليك الأوكرانيين وعلى رأسهم الكاردينال لوبومير هوسار رئيس أساقفة كييف هاليتش الأعلى، ونتهي الزيارة القانونية في 30 من الشهر الجاري.
هذا وقد استقبلهم البابا بندكتوس الـ16 صباح اليوم الاثنين ووجه لهم كلمة رحب فيها بحضور وفد من كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا الذي أصر الأب الأقدس على مشاركتهم في الزيارة مع وفد الكنيسة اللاتينية، وأعرب عن سروره بوجود الشركة الكنسية حول خليفة بطرس وهي شهادة للمحبة الأخوية التي أوصى بها يسوع المسيح تلاميذه وجعلها لهم علامة فارقة.
ذكر البابا بمشقات البشارة والشهادة والصعاب الجمة التي واجهت الجماعة المسيحية في أوكرانيا إبان الاضطهادات والأيام الحالكة وأثنى على جهود الأساقفة الرعوية المبذولة لتوطيد الإيمان في قلوب مؤمنيهم الذين يعلمون علم اليقين أن "يسوع المسيح يقود بيد قوية وظافرة قطيعه، القطيع الذي أوكله بذاته إلى أيدي الأساقفة خدامه". وأعرب البابا عن قربه منهم ومتابعته بعاطفة أبوية لمسيرة كل كنيسة من كنائسهم المحلية "عالمين أنكم دعيتم من الرب لخدمة وحدة وشركة الكنيسة".
وتطرق البابا لغنى التقاليد وتنوع الطقوس في الكنسية الكاثوليكية الواحدة بأوكرانيا التي "تعلن وتشهد في كل أصقاع الدنيا ليسوع المسيح الأوحد، كلمة الخلاص لكل إنسان وكل الإنسان" مضيفا أن "الأمانة للمسيح هي سر نجاح أي مشروع رعوي ورسولي" ولذلك شدد على أهمية تمتين الرعاة والمؤمنين لعلاقة روحية باطنية ثابتة مع الرب في "الصلاة والإصغاء لكلمة الله"، فهي الدرب الوحيدة الواجب سلوكها لنكون "علامات حبه وأدوات سلامه ووئامه" في كل ظرف ومكان.
وحض الأب الأقدس الأساقفة على تكثيف التعاون الودي فيما بين الأساقفة اللاتين وأساقفة الروم الكاثوليك لخير الشعب المسيحي برمته متمنيا عليهم "تنسيق برامجهم ومشاريعهم الرعوية ونشاطاتهم الرسولية" بشكل متناغم وفعال فيقدمون بذلك "شهادة دائمة لتلك الشركة الكنسية التي هي شرط ضروري للحوار المسكوني مع الإخوة الأرثوذكس والكنائس الأخرى". وثمّن البابا التعاون الأخوي بين الأساقفة الرعاة الذي يشجع المؤمنين ويحثهم على النمو في الوحدة وفي الغيرة الرسولية ويعزز حوارا مسكونيا مثمرا.
وفي الختام، أوكل البابا بندكتوس الـ16 الأساقفة ورعاياهم وأبرشياتهم إلى عناية وحماية الأم السماوية سلطانة الرأفة التي تعيد لها الكنيسة اليوم، سائلا مريم العذراء أن تعضدهم في عملهم الرعوي والرسولي فيذوقوا فرح الشركة العميق مع ابنها الإلهي ومع بعضهم البعض، خلفاء الرسل. هذا ثم منحهم الأب الأقدس بركته الرسولية.
تجدر الإشارة إلى أن الكنسية الكاثوليكية في أوكرانيا التي تتألف من الروم الكاثوليك وهم الغالبية العددية ومن اللاتين، تحفل بتاريخ عريق وقد عرفت أياما صعبة تحت نير الأنظمة الشيوعية وجراء سقوط الاتحاد السوفييتي مما خلف مشاكل كثيرة ومعقدة. وسيقوم أساقفة الروم الكاثوليك في مرحلة لاحقة بزيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية الخاصة بهم مطلع السنة القادمة إلى روما. هذا وسينعقد سينودسهم الخاص الذي يشمل رعاياهم في المهجر وبلاد الاغتراب نهار الأربعاء في 26 من الجاري وحتى 6 من تشرين الأول أكتوبر القادم في فيلادلفيا بالولايات المتحدة.