الكرسي الرسولي: إنقاذ الكوكب مهمة الجميع

نيويورك، 27 سبتمبر 2007 (Zenit.org)

 أكد الكرسي الرسولي أن حماية البيئة مسؤولية الجميع وأنه يجب تفادي التصرفات المتطرفة.

هذا ما قاله يوم الاثنين سيادة الكاردينال بيترو بارولين، وكيل الوزارة للعلاقات مع الدول في أمانة سر الفاتيكان، خلال لقاء رفيع المستوى حول التغيير المناخي في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

فهو قد تحدث خلال اللقاء قائلاً: "إن التغيير المناخي أمر خطر ومسؤولية لا فر منها يتحملها العلماء والخبراء، والقادة الحكوميون والسياسيون، والإداريون المحليون والمنظمات الدولية، وكل قطاع في المجتمع الإنساني وكل كائن بشري."

على هذا الصعيد، أكد بارولين أن "وفده يود التشديد على أن الجميع يتحمل مسؤولية حماية البيئة بدون استثناء لأنه واجب أخلاقي لكل البشر."

التهور

ومن ثم، رفض المسؤول الفاتيكاني اعتماد أي من طرفي النقيض.

فقال: "بدايةً، نشعر بالقلق حيال ما أعلنه بعض المعلقين حول ضرورة استغلال موارد كوكبنا بالكامل، فالعواقب بسيطة ولا أهمية لها. وهم اعتمدوا في قولهم هذا على وجهة نظر دولية يفترض أنها مبنية على الإيمان. في الواقع، نحن نظن أنه هذه المقاربة متهورة للغاية."

وأضاف: "في النقيض الآخر، هناك من يعتبر الأرض كالخير الوحيد ويظنون أن الإنسانية تهدد الأرض. ولذلك، لا بد من السيطرة على سكان الأرض وأنشطتهم بطرق متطرفة مختلفة.

"نحن نؤمن بقوة أن هذه التأكيدات تضع البشر وحاجاتهم في خدمة بيئة غير إنسانية."

الحل

شدد المونسنيور بارولين على أهمية التعاون الدولي من أجل إيجاد حل لمشكلة التغيير المناخي وتطبيقها معاً.

وقال: "بما أنه لا يمكن لأي بلد أن يحل المشاكل التي تعاني منها بيئتنا المشتركة وحده، يجب علينا التعالي على مصالحنا الذاتية عبر العمل الجماعي. وهذا يعني أن تعتمد الأسرة الدولية إستراتيجية سياسية دولية حازمة وفعالة ومنسقة وقادرة على حل هذه المشكلة المعقدة."

إلى ذلك، شجع المسؤول الفاتيكاني قائلاً: "هناك طرق ووسائل مختلفة لمواجهة المشكلة والتأقلم مع الوضع ويمكن لأغلب الدول تحمل كلفتها الاقتصادية. كما أنها تعزز التنمية المستدامة والبيئة الصحية."

لكنه أضاف أنه هذه الطرق والوسائل قد تواجه عوائق متعددة "لا تكون بالضرورة ذات طبيعة تكنولوجية بل ذات طبيعة اجتماعية، على غرار تصرف المستهلك وأولوياته، وذات طبيعة سياسية، على غرار السياسات الحكومية."

التربية

وشدد بارولين على أهمية التربية لحل هذه المشكلة، "وخصوصاً بين فئة الشباب من أجل تغيير سلوكيات فطرية أنانية ترتكز على الاستهلاك واستغلال الموارد الطبيعية."

وأوصى بمزيد من الدعم العام للمبادرات التي تراعي البيئة.

كما أكد سيادته قائلاً: "إن السياسات الحكومية التي تقدم محفزات اقتصادية ومالية للمبادرات المراعية للبيئة سوف تعطي إشارة إيجابية للقطاع الخاص لكي يبرمج تنمية منتجاته في هذا الاتجاه."

وأخيراً، حض المسؤول الفاتيكاني على التطبيق السريع الاتفاقات المبرمة.

وقال:" يحق للدول اعتماد اتفاقيات ومعاهدات دولية لكن إن لم تترافق الأقوال مع إجراءات فعالة ومع نظام مساءلة صارم، لن نتمكن من تغيير المستقبل القاتم الذي ينتظرنا وقد نضطر إلى الاجتماع مرة أخرى قريباً جداً من أجل التحسر على فشل جماعي ذريع."