إيبارشية سوهاج هذا الصيف

 
تأتي الأجازة الصيفية وتذهب كل الناس، لتقضي وقتاً من الترفيه في الملاهي أو المصايف المختلفة بعد عام دراسي مملوء بالجهد. ولكن يأتي الصيف على الكنيسة بوجه مختلف، حيث تكون الكنيسة حريصة على أن تقدم لأبنائها في هذه الفترة مزيداً من الغنى التكويني، لمختلف الفئات والمراحل السنية. وهذا ما ظهر جلياً هذا الصيف في إيبارشية سوهاج، تحت رعاية صاحب النيافة الأنبا يوسف أبو الخير راعي الإيبارشية. الذي يسعى كل عام مع الآباء الرعاة واللجان المختلفة من العلمانيين، على تحضير برنامج تكويني متكامل لأبناء الإيبارشية . كل فئة بما يناسبها من التكوين، وهذا ما تم تطبيقه هذا الصيف. وكان البرنامج كالآتي..
 

أولاً: أطفال التربية الدينية

 
                      رأت اللجنة القائمة في الإيبارشية، على الإهتمام بهذه المرحلة، أن تبدأ بوضع بذور الحب داخل هؤلاء الأطفال. الحب أولاً لله ثم الكنيسة التي بدورها تدفعهم لمحبة القريب، وهذا كان الهدف في تكوين أطفال التربية الدينية على مدار هذا الصيف "أحب الله- أحب كنيستي- أحب القريب" والذي تم على لقائين من الأربعاء 1/8 إلى السبت 4/8 ببطرخانة طهطا.وتمت إللقاءات بتقسيم الأطفال- الذين بلغ عددهم إلى مائة وخمسين طفل- إلى مجموعات تحت إشراف إمناء الخدمة على مستوى الإيبارشية. وبالطبع مثل هذه إللقاءات الدورية في هذا السن تساعد على خلق الانتماء المبكر في الاطفال.. وجاءت اللجنة المنظمة لتقدم لنا غنى أكثر في هذا الموضوع، فقدمت عملاً كنا نشتاق إليه منذ مدة طويلة، وهو بانوراما صيفية نابعة من تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، خدمت أبائنا من الحضانة حتى شبيبة ثانوي. وأخذت نفس الهدف شعارا لها "أحب كنيستي".
 

ثانياً: شبيبة إعدادي

 
          لكي نجد غداً في الكنيسة شاباً ناضجاً وعلى قدر من الوعي والمسئولية،لا بد أن نعطي في تكويننا قدراً من الإهتمام للنشئ، لكي نزود الفتى والفتاة في تلك المرحلة بقدر من القيم الإنسانيّة التي تساعده في تكوين علاقة قوية مع الله والأخرين، وهذا الموضوع الذي تناوله لقاء شبيبة إعدادي "القيم الإنسانية في التعامل مع الله والأخرين". والذي تم من يوم الاثنين 9/7 إلى الخميس 12/7  وكان حضوره ما يقرب من 120 فتى وفتاة ببطرخانة طهطا 
         
 

 

ثالثاً: شبيبة ثانوي

 
          وإهتماماً منا كمعلمين ومربيين وقادة فى  الكنيسة، كان لأبد أن نلمس بعض الجوانب التي تشغل تفكير الشاب في هذه المرحلة السنيّة  التي وصفت بالحرجة. فخصصنا لقاءاً لشبيبة ثانوي دام لمدة أربعة أيام من الأثنين 16/7 إلى الخميس19/7 يوليو ببطرخانة طهطا حضره ما يقرب من مائة شاب. وتناولنا فيه موضوع " المفهوم المسيحي للعاطفة بما يتناسب مع مرحلتهم السنيّة.. وأمتاز إللقاء بأنه برزت عدة اسئلة داخلهم تحتاج لإجابة ومفاهيم خاطئة تحتاج لتصحيح على ضوء التعاليم المسيحية. وفي أجازة عيد الفطر وبالتحديد يوم الأثنين 15/10 وكما أتسمت به إيبارشيتنا من تشجيع لأبنائها لمزيد من التفوق والنجاح. نظمنا تحت رعاية صاحب النيافة الأنبا/ يوسف ابو الخير، يوماً روحياً لشباب ثانوي، وكان موضوعه " كيفية إختيار القدوة " وداخل اليوم كرم نيافته المتفوقين من طلاب الثانوية العامة والدبلومات من أبناء الإيبارشية.
 

رابعاً: الشباب

 
                        إذا كان يحتل الشباب النصيب الأكبر من الأهتمام داخل الكنيسة، فهذا للوعي الكامل بمدى أهمية وجود الشاب داخل الكنيسة، بما يقدمه من خدمة واضحة في كل أنشطة الكنيسة، ودور الشباب الذي يقدره كل راعي في كنيسته. من أجل هذا كان للشباب برنامجهم التكويني المميز، الذي يساعدهم في الوعي بهذا الدور كل في كنيسته.
          تم هذا الصيف أولاً لقاء لشباب الإيبارشية ببطرخانة طهطا ولمدة ثلاثة أيام من الأحد 22/7 إلى الأربعاء 25/7 وشارك فيه 80 شاب وشابة تقريباً وكان عبارة عن بانوراما في موضوعات مختلفة تهم الشباب.
وختم الشباب نشاطهم الصيفي بالمؤتمر التكويني الترفيهي، الذي تم إقامته بمدينة رأس البر، من يوم الخميس 6/9 الى  يوم الخميس 13/9 وشارك فيه 120 شاب وشابه من أبناء الإيبارشية، وأتخذت اللجنة المنظمة" نحو شاب مسيحي ناضج" عنواناً للمؤتمر. ودارت كل إللقاءات بهدف مساعدة الشباب في مسيرتهم نحو النضوج، عرفوا الجنس من مفهوم كنسي، وكيفية التعامل مع الإشاعات وتتداول الاكاذيب وخطورة ذلك، كما تعمقوا على مستوى واقعهم بمعرفة أين هم كشباب الآن من سوق العمل. وأخيراً كان ما هو محبب على قلب كل شباب الإيبارشية، عندما ألتفوا حول أبيهم مطران الإيبارشية في ندوة مفتوحة، حول كل المشاكل التي تواجههم من داخل الكنيسة وخارجها.  
 

 

 

خامساً: الأسرة

 
          مما لا شك فيه أن الاسرة هي الكنيسة الأولى، التي ينشأ ويتعلم فيها أبنائنا التعاليم الأولى للحياة المسيحية. إنطلاقاً من هذا لأبد أن تجعل الكنيسة إهتمامها بالأسرة من الأولويات في التكوين. هذا كان مترجماً على أرض الواقع لإيبارشية سوهاج. بعد إقامة عدة أيام روحية ولقاءات للأسرة  من بداية العام. تُوج هذا النشاط بعمل لقاء تكويني ترفيهي للأسرة بمدينة الغردقة من الخميس  26/7 إلى الأربعاء 1/8 . حضره وتحت رعاية صاحب النيافة ما يقرب من خمسين أسرة بكامل أفرادها. وكان موضوع إللقاء " العائلة وإحتياجات الزمن الحاضر " الذي أبرز أهمية المذبح العائلي وممارسة الأسرار المقدسة لأفراد الأسرة، وكيف نواجه مشكلات الحياة المعاصرة على ضوء تعاليم الكتاب المقدس والكنيسة، وأختتم إللقاء بعمل ندوة مفتوحة حول الأسرة والكنيسة في المجتمع.
 
وأخيراً كل ابناء الإيبارشية في إنتظار بأشتياق أن تُتوج كل هذه الأنشطة، بيوم الإيبارشية المقرر إقامته يوم الجمعة الموافق 7/12 بكاتدرائية يسوع الملك والبطرخانة بطهطا، والذي يجمع كل أبناء الإيبارشية بنعمة الروح القدس في فرحة واحدة حول أبيهم مطران الإيبارشية. فكل عام وكل أبن في إيبارشية سوهاج وفي الكنيسة جمعاء في تقدم وخير.
 

                                                      كتبه لكم

الأب/ متى زين العابدين