هل يختلف الذكاء العاطفي بين الجنسين؟

الإيجابة

 

نُلاحظ أننا بوجه عام نُربي الأولاد عاطفياً بأسلوب مُختلف عنه لدي البنات.. فكل من الجنسين يتلقي دروساً مُختلفة في طريقة التعامل مع المشاعر, فأولاد بوجه عام قد يفتخرون بالتفكير العقلاني الخشن الذي قد لا يُراعي مشاعر الآخرين, كما قد يستمتعون بالشعور بالفردية والاستقلالية أكثر مما يستمتعون بالعلاقات الاجتماعية المتشابكة.. أما البنات بوجه عام فقد يستمتعون بالشعور بأنهن جزء من مجموعة مترابطة, وتستهويهن العلاقات الاجتماعية والعلاقات الإنسانية.

وربما كانت طبيعة الولد (بما لديه من هرمونات ذكرية) تتميز بالمبادرة والاندفاع والاستقلالية الذاتية, بينما تختلف طبيعة البنت بما لديها من هرمونات أنثوية تجعلها أكثر هدوءاً من الولد وأكثر ميلاً إلى أن تكون جزءاً من مجموعة تنتمي إليها, ومن ثم تهتم بالأشخاص والعلاقات الشخصية أكثر مما يهتم الولد الذي قد يهتم أكثر بالأشياء أو بالأشخاص الذين تربطهم به أشياء أو أنشطه معينة (رياضية مثلاً).. يترتب على هذا بالطبع أن تكون الفتاة أكثر من الشاب قدره على قراءة المشاعر الداخلية للآخرين من خلال تمييز تعبيرات الوجه أو نغمة الصوت أو حركات الجسد بوجه عام, وهي تربط ذلك غالباً بالحالة النفسية للشخص الذي تتعامل معه, وكثيراً ما يكون لديها القدرة على استقراء واستنتاج ما يشعر به الشخص الآخر ربما دون الاستناد على كلمات معينة ينطقها, ولكنه نوع من الاستشعار عن بُعْد لدى المرأة يُمكن أن نطلقه عليه لفظ "الحدس", أي الإحساس الفطري ببواطن الأمور دون استدلال عقلي, أي دون أدلة مادية أو لفظية مؤكدة.. غير أن هذا الحدس الذي تتميز به المرأة قد يخونها أحياناً أو يدفع بها إلى استنتاجات بعيدة عن الواقع.

لهذا نجد الرجل بوجه عام يعتمد على المنطق والأدلة المادية الواضحة, بينما تعتمد المرأة بوجه عام في إحساسها الفطري في الحكم على الأمور.. وعلى الرجل كي يكون ذكياً عاطفياً أن يتخطي مجرد الأدلة المادية والكلمات والألفاظ المحدودة في محاولة لاكتشاف أعماق الشخصية التي يتعامل معها, وأن يُحاول الإحساس بمشاعر الآخرين من خلال تجاوُز ذاته واضعاً نفسه في موضع الآخرين, مُحاولاً الاستشعار وتحسُّس ما بداخلهم.. وعلى المرأة كي تكون ذكية عاطفياً ألا تعتمد على استقراء أعماق الشخص وتهمل الألفاظ المجردة والأدلة المادية, لئلا يقودها إحساسها الفطري إلى نتائج غير صحيحة.

 

جزء من كتاب الذكاء العاطفي

د. عادل حليم