بروكسل – (آكي) عن موقع السياسة
ناقش البرلمان الأوروبي امس مشروع قرار حول وضع الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط, مشيراً الى الظلم الذي يتعرض له مسيحيو البلدان العربية, خاصة العراق وفلسطين ومصر, وايران وتركيا والذي يشكل جزءاً من انتهاكات حقوق الانسان المرتكبة في هذه المناطق من العالم.
وأظهرت غالبية الكتل البرلمانية تأييدها لهذا القرار الذي يدعو حكومات هذه الدول الى العمل على تأمين حقوق العبادة للأقليات المسيحية ووقف الانتهاكات كافة ضدهم, »على أوروبا تحمل مسؤولياتها بهذا الشأن, فكما أنها تدافع عن حقوق العبادة للطوائف الاسلامية وغير الاسلامية المقيمة في أوروبا من واجبها الوقوف الى جانب المسيحيين في الشرق الأوسط, الذين هم أصل الهوية الدينية لأوروبا«, على حد تعبير النائب البولوني بيرسكي بيزيك من مجموعة حزب الشعب الأوروبي.
وأشار بيزيك في مداخلته الى أن اقرار هذا التقرير لا يضمن بالضرورة فاعلية العمل على حماية المسيحيين في الشرق الأوسط, »ما أقترحه هو تحفيز الخطاب السياسي والعمل الديبلوماسي الأوروبي الموجه نحو الشرق الأوسط, كما أقترح فرض عقوبات اقتصادية على الدول التي لا تحترم حقوق الأقليات على أن تكون هذه العقوبات موجهة ولا تضر بالشعوب«.
واضاف »علينا الحذر في التدخل في مجال حماية حقوق الأقليات المسيحية وتنظيم العمل«.
من جهته, لفت النائب باولو كازاكا ( المجموعة الاشتراكية) النظر الى وضع المسيحين في العراق, الذي يتعرضون الانتهاكات ولعمليات ابادة على يد المتطرفين »وقد طالت الحملة ضد المسيحين الاعتداء على الكنائس ورجال الدين وهنا نذكر حالة مقتل الأب رغيد كني«.
وعاد النائب كازاكا ليؤكد أن الخطر الذي يهدد المسيحين في العراق ينسحب على باقي الأقليات في البلاد, »في العراق يعد الجميع من ضحايا العنف, بما فيهم السنة والشيعة«. ورأى البرلمانيون في هذا القرار, الذي اعتبره البعض غير كامل رسالة قوية الى العالم الاسلامي, ودعوة الى ضرورة العمل في سبيل تعميق الحوار بين مختلف أطراف المجتمع.
لكن النائبة الفرنسية هيلين فلوتر ( المجموعة الاشتراكية), فقد رأت من جانبها أن هذا القرار »غير مناسب تماماً« لأنه يصب في خانة اضعاف الأقليات المسيحية, الهشة أصلاً, واذكاء نار العداء ضد أفراد هذه الأقليات, »الحل هو العمل لدعم مشروع القرار الذي تقدمت به ست دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي الى مجلس الأمن الدولي والذي يتحدث عن انتهاكات حقوق الأقليات كافة في العالم على أساس العرق أو الدين.
من جهتها, أكدت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية دانتا هونتر, على ادانة المفوضية لكل أشكال العنف والتمييز الذي يمارس ضد مسيحي الشرق الأوسط, مشيرة الى أن المسيحين الذي يختارون الهجرة نحو أوروبا , بأعداد متزايدة, غالباً ما لا يحصلون على حقوقهم في البلدان التي هربوا اليها طلباً للأمان« في كل حواراتنا السياسية مع بلدان الشرق الأوسط, نركز على ضرورة احترام حرية الأقليات الدينية وضمان حرية العبادة.