التبشير باﻹنجيل في عالم اليوم رقم 1

 

14 – يرغب هذا العرض التمهيدي في أن يشجّع الرعاة ومعلمي التعليم المسيحي كي يعوا الحاجة الدائمة في أن يعيروا بالغ الانتباه ﺇلى الحقل الذي عليهم أن يبذروه, وأن يعملوا ذلك برؤية ﺇيمان ومحبة.

 

 

"هو ذا الزارع قد خرج ليزرع" (مرقس 4: 3)

 

15 – أن هذا المثل هو ينبوع وحي للتبشير باﻹنجيل. "الزرع هو كلام الله" (لوقا 8: 11) الزارع هو يسوع المسيح. لقد بشّر باﻹنجيل في فلسطين منذ ألفي سنة وأرسل تلاميذه ليزرعوه في العالم. ﺇن يسوع المسيح اليوم, وهو حاضر في الكنيسة بروحه, يتابع نشر كلمة الآب في الحقل الذي هو العالم.

ﺇن نوعية التربية هي دوماً جدُّ متنوعة. فاﻹنجيل يقع على قارعة الطريق (مرقس 4: 4) عندما لا يُسمع تماماً. ويقع في أرض حجرة (مرقس 4: 5), دون أن يلج الأرض في العمق. "وفي الشوك" (مرقس 4: 7), فيختنق حالاً في قلب البشر, ﺇذ هو عرضة للعديد من الاهتمامات. ﺇنما بعضه وقع في أرض طيبة (مرقس 4: 8) أعني في رجال ونساء منفتحين على العلاقة الشخصية مع الله ومتضامنين مع القريب وهذا يعطي ثمراً وفيراً.

       يعلم يسوع, في المثل, عن البشرى: ﺇن ملكوت الله أتى بالرغم من الصعوبات التي تعرّض لها الحقل من توترات العالم وصراعاته ومشاكله. ويخصب زرع اﻹنجيل تاريخ البشر ويبشر بحصاد وفير. ويسوع يُعلمُ أيضاً أن كلمة الله لا تنبت ﺇلاّ في قلب مستعدّ أن يقبلها.

 

نظرة ﺇلى العالم بعين اﻹيمان

16 – تتابع الكنيسة زرع ﺇنجيل يسوع في حقل الله الوسيع. والمسيحيون ﺇذ يتواجدون في الظروف الاجتماعية الأكثر تنوُّعاً, يوجّهون للعالم ذات النظرة

 

نُبذة تاريخية عن صدوره (بقلم الأستاذ شول أروب).

منذ مجمع أورشليم الأول والكنيسة تبحث عن أنجح الوسائل وأنسب السبل للتبشير بكلمة الله الذي قال لنا: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم". وفي أثناء هذا البحث أصدرت الكنيسة الكاثوليكية وثيقة دستور عقائدي "الوحي اﻹلهي" في نوفمبر 1965 ضمن وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني الذي يدعو الكنيسة مجدداً على بَثّ اﻹيمان بالمسيح في ظل ظروف العالم المعاصر.

ومن بعدها أصدرت "الدليل العام للتعليم المسيحي" في أبريل 1971. وقي ديسمبر 1975 أصدر البابا بولس السادس اﻹرشاد الرسولي :"واجب التبشير باﻹنجيل" وأضاف ﺇليه البابا يوحنا بولس الثاني اﻹرشاد الرسولي:"واجب تلقين التعليم المسيحي في عصرنا". ومن ثمار سينودس الأساقفة في أكتوبر 1977, توصلت الكنيسة ﺇلى ﺇصدار "التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية", في أكتوبر 1992, وعبر دراسة كل تلك اﻹصدارات تمكنت الكنيسة من بلورة رؤيتها بهذا الشأن بإصدار "دليل التعليم المسيحي العام" في عيد انتقال سيدتنا مريم العذراء من عام 1997 وتُرجم هذا الدليل ﺇلى اللغة العربية في لبنان عام 2000.

هذا الدليل يتكون من 5 أقسام:

       الأول منها يتحدث عن التعليم المسيحي في رسالة الكنيسة التبشيرية,

       الثاني من الرسالة اﻹنجيلية،    – الثالث من علم تربية اﻹيمان،

  الرابع من معلمي التعليم المسيحي,     – بينما الخامس يتحدث عن التعليم المسيحي في الكنيسة الخاصة "المحلية".

       وهذا الدليل يهدف ﺇلى ﺇرشاد معلمي التعليم المسيحي في كيفية ﺇعداد التعليم المسيحي على المستويات المتنوعة.