البابا يزور مستشفى فرسان مالطة بضاحية روما

ويحتفل بذبيحة القداس ويقول: خدمتكم تتطلب تفانيا وتجردا وتضحية

روما، 2 ديسمبر 2007  عن إذاعة الفاتيكان

 قام البابا بندكتوس الـ16 صباح اليوم الأحد بزيارة إلى مستشفى القديس يوحنا المعمدان الذي تديره منظمة فرسان مالطة ذات السيادة في منطقة ماليانا إحدى ضواحي مدينة روما حيث كان في استقباله الأخ أندرو برتي المعلم الأكبر للمنظمة، الكاردينال كاميلو رويني نائب البابا على أبرشية روما، الكردينال بيو لاغي راعي المنظمة الفخري، المطران توتسيا الأسقف المساعد في أبرشية روما والمطران برامبيلاّ مندوب رعوية الصحة.
وترأس الحبر الأعظم القداس الاحتفالي وقام بجولة على أقسام المستشفى مطلعا على تحديثاته وتجهيزاته ثم التقى القيمين والمدراء والجهاز الطبي والتمريضي وكل العاملين إضافة إلى المرشدين الروحيين وراهبات جمعية أم الكرمل اللواتي تؤدين رسالتهن الإنسانية في هذا المستشفى.
"لنذهب ونلاقي الرب بفرح" قال البابا مستهلا عظته التي ألقاها أثناء القداس، لأن سبب فرحنا هو دنو خلاصنا: الرب آت! ولذا نجدّ السير في طريق زمن المجيء مستعدين إيمانيا للاحتفال بعيد ميلاد الرب، مواظبين على الصلاة ومعدّين قلوبنا لاستقبال المخلص.
وقال البابا إن زمن المجيء هو وقت الرجاء الذي كرس له رسالته العامة الثانية وفي سطورها يقول إن هناك "رجاءات صغيرة أم كبيرة نحن بحاجة إليها لتعضد سيرنا اليومي ولكنها ليست كافية بقدر الرجاء الأعظم الذي يفوقها كلها". فاليقين بأن الله هو رجاؤنا الوطيد ينعشنا نحن المجتمعين في هذا البيت، مكان الصراع مع المرض، مشدودين بالتضامن.
وخص البابا المرضى وذويهم وأقاربهم بتحية أعرب فيها عن قربه الروحي منهم والصلاة الدائمة لأجلهم ودعاهم للتفتيش عن دعم وتعزية المسيح وعدم فقدان الثقة، وقال إن الله يزورنا في التجربة وفي المرض بطريقة سرية، وإن وثقنا بمشيئته فسنختبر قوة وعظم محبته. وتمنى أن تتحول المستشفيات والعيادات إلى أمكنة فاضلة لشهادة المحبة المسيحية التي تحيي الرجاء وتحث على التضامن الأخوي.
وشدد الأب الأقدس في عظته على أن الكنيسة وعلى مر القرون والعصور، بقيت "قريبة" من المتألمين والمعذبين، ولذا حض أعضاء منظمة فرسان مالطة على أن يصبوا اهتمامهم على "حسن استقبال المرضى بالمحبة والخبرة العالية، وصون كرامتهم والعمل على تحسين ظروف حياتهم".
وتوجه إلى فرسان مالطة وكل العاملين في المستشفى قائلا إنكم "مدعوون لأداء واجب وخدمة للمرضى وللمجتمع، خدمة تتطلب تفانيا وتجردا وروح تضحية". وأضاف قائلا "اعرفوا المسيح واخدموه في كل مريض، ومن خلال تصرفكم وكلامكم، بيّنوا له علامات حبه الرحيم". ولإتمام هذه "الرسالة"، قال البابا، "تسلحوا بالنور" أي "بكلام الله ومواهب الروح ونعمة الأسرار والفضائل اللاهوتية والأساسية"، "كافحوا الشر وتخلوا عن الخطيئة التي تصير وجودكم مظلما".