احتفالية كبرى بتساعية الدعوات في أسيوط

كتب – ناجح سمعـان :

تعد الفترة من 21 – 30 نوفمبر من كل عام حيث تعقد تساعية الصلاة من اجل الدعوات الكهنوتية والرهبانية بمثابة احتفالية روحية كبرى بين جنبات إيبارشية أسيوط المترامية الأطراف . إذ تقوم لجنة تنشيط الدعوات بالايبارشية تحت رعاية صاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط بإعداد برنامج حافل باللقاءات والخبرات الحياتية والصلوات سواء على المستوى الإيبارشي أو على مستوى المناطق الجغرافية للايبارشية . وكانت الاحتفالات هذا العام قد تناولت دعوة أرميا " لا تقل إني صغير ، حيثما أرسلك تذهب" ( أرميا 1 / 7 ) وهو الموضوع المقترح من قبل اللجنة الأسقفية للدعوات على مستوى الكنيسة الكاثوليكية في مصر .

كان يوم الدعوات الإيبارشي الذي عقد بالكاتدرائية صباح الجمعة 23 نوفمبر 2007 هو نقطة انطلاق الاحتفالية حيث ترأس اليوم صاحب السيادة الأنبا كيرلس وليم إلى جانب مشاركة عدد كبير من الآباء الكهنة والأخوات الراهبات بالإضافة إلى قرابة ( 600 ) شاب وشابة من أبناء الايبارشية . و كان  اليوم قد بدأ بالصلاة الصباحية التي تخللتها تسابيح كورال أم المحبة الإيبارشي ثم ألقت الأخت نادية حبيب من راهبات القديس يوسف وضيفة شرف اليوم كلمة عن الدعوة قالت فيها إن الدعوة مغامرة حب أساسها الثقة في الله وإن الضمان الوحيد للدعوة هو الإيمان بالمسيح يسوع .

كذلك أشارت الأخت الراهبة إلى مركز الصليب في الدعوة وذلك كقول الرب ( من يتبعني يحمل صليبه كل يوم ) . وأكدت الأخت نادية أن نعمة الله والمصداقية من النفس يدفعان المكرس إلى تتميم مسيرته مع الرب . وفي ختام كلمتها دعت الأخت نادية حبيب الشباب إلى الإصغاء لصوت الرب قائلة : اكتشفوا حب يسوع بطريقة شخصية حتى تعرفوا معنى لحياتكم وأصغوا إلى قلوبكم لأنه حيث يكون قلبك هناك يوجد كنزك.

عقب المحاضرة بدأ القداس الاحتفالي الذي ترأسه صاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم وعاونه في الصلاة اثني عشر كاهنا إلى جانب خورس الشمامسة  وقال الأنبا كيرلس في مطلع عظته للحاضرين :  أرفع صوتي لله بالحمد من اجل هذه النعم العظيمة التي يغمرنا بها الرب حيث الاحتفال بالصلاة من اجل الدعوات والتي أصبحت تقليداً راسخاً في كنسيتنا الكاثوليكية . وأكد سيادته أن تساعية الصلاة من أجل الدعوات تعتبر فرصة سانحة لكي يفكر كل إنسان في معنى دعوته الخاصة والفريدة التي دعاه الله إليها ولكي يغوص في أعماقها فيحقق إرادة الله لخلاصه وخلاص أخوته البشر . وعن أرميا قال الأب المطران انه النبي الأقرب صورة إلى يسوع المسيح إذ عاش الأمانة لدعوته حتى النهاية . وفي ختام كلمته حث الأب المطران على أهمية جواب الشباب على نداء الله واثقين في نعمته القديرة .

وجاءت الخبرات الحياتية في الجزء الثاني من اللقاء حيث أجرى أيمن رمسيس و أميرة إسحاق حواراً مفتوحاً مع أصحاب ستة من الدعوات المكرسة هم جوزيف نبيل بالرهبنة اليسوعية وإميل عزيز وأشرف ظريف من الاكليريكية و الراهب الأخ يوحنا مرقس الكرملي (في عشية رسامته الكهنوتية) والأخت نادية رزق من راهبات المحبة جان انتيد وأخيرا الأخت هناء شاهر من راهبات مار يوسف . وقد تحدث كل واحد عن دعوته الخاصة و كيفية اكتشافه لنداء الرب . في ختام اليوم أعلن عن أسماء الشباب الفائز في المسابقة الفنية التي كانت قد أعدتها لجنة الدعوات الايبارشية وقد فاز في المسابقة ( 38 ) شابا وشابة من مختلف كنائس الايبارشية وذلك لتصميمهم أعمال فنية وأدبية مبتكرة حول الدعوات وقد حصل شباب كنيسة الواسطى على المركز الأول في المسابقة . ومن الأفكار الحديثة، التي أدخلتها اللجنة هذا العام قيام الاب المطران بتسليم شمعة إلى كل كنيسة للصلاة أمامها خلال فترة التساعية وحملها في احتفالات المناطق .

الجدير بالذكر أن لجنة تنشيط الدعوات بالايبارشية والتي تضم كلا من الأب عادل ثابت والأب توماس وليم والأب اليشع فهمي والأب بيشوي رسمى إلى جانب الراهبات الاخت ميرفت والأخت ريتا والأخت مارسيل والأخت مريم وكذلك الاب ناصر عن الرهبان  ، قد قامت بتنظيم أيام وسهرات روحية مماثلة في زوايا الايبارشية الأربع وقد جاء الترتيب كالتالي سهرة روحية للآباء الكهنة ليلة الخميس 22 نوفمبر و احتفال كنائس المنطقة الشرقية ببويط يوم 26 نوفمبر و احتفال كنائس المنطقة الجنوبية بصدفا يوم 27 نوفمبر و احتفال كنائس المنطقة الشمالية بالمنشاة الكبرى يوم 28 نوفمبر واختتمت الاحتفالية بلقاء كنائس المنطقة الوسطى في كنيسة السيدة العذراء بحي الحمراء يوم 30 نوفمبر 2007 .

وكذلك من الأمور الجديرة بالتسجيل في لقاءات المناطق السابقة حرص الأب المطران على حضور كافة اللقاءات المنعقدة وكذلك مشاركة الآباء الكهنة رعاة الكنائس والراهبات الخادمات بتلك المناطق إلى جانب تنوع البرامج المقدمة من شباب الكنائس وأخيراً ختام اللقاءات جميعها بصلاة الدعوات لعام 2007 ( ربي والهي لقد دعوتني بأسمي وأنا في بطن أمي وأردت أن تصنع بي أشياء جديدة وجميلة وسرت معي في كل لحظة من لحظات وجودي . إنني أشكرك أيها الرب إله الكون لأنك ترعاني وتحبني وإذا أسمعتني يوماً نداءك العذب  " حيثما أرسلك تذهب " ساعدني الأ أتهرب مثل أرميا قائلاً " إني صغير " بل أملأ قلبي بالأمانة التي ترضيك . آمين ) .