الفاتيكان، 10 ديسمبر 2007 عن إذاعة الفاتيكان
منعت السلطات الإندونيسية كاهن رعية "سلام المسيح" في منطقة "دوري" من الاحتفال بالقداس الإلهي أمس الأحد. وجاء هذا القرار على أثر مطالبة المتشددين المسلمين بإقفال الكنيسة بحجة أنها بُنيت دون الحصول على التراخيص اللازمة. وكانت السلطات المحلية قد قررت إقفال الكنيسة وتعليق جميع النشاطات الرعوية في الرابع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الفائت.
كاهن الرعية الأب ماثيو ويدياليستاري وجد نفسه ملزماً بالانصياع لهذا القرار لكنه تمنى على السلطات السماح له بالاحتفال بالقداس الإلهي مرة واحدة يوم الأحد، من أجل مؤمني الرعية الأربعة آلاف الذين حُرموا، بموجب القرار، من حقهم المشروع في ممارسة شعائرهم الدينية. لكن السلطات المحلية قررت يوم الجمعة الماضي تعليق الاحتفال بالذبيحة الإلهية، بحجة الحفاظ على "النظام العام" معربة عن مخاوفها حيال وقوع مصادمات بين المسيحيين والمسلمين.
وقال الأب ماثيو في حديث لوكالة الأنباء الكنسية آسيا نيوز إن مؤمني الرعية، يجدون اليوم أنفسهم مضطهدين داخل مجتمعهم، وملزمين بممارسة شعائرهم الدينية سراً، على الرغم من أن الدستور الإندونيسي يكفل هذا الحق لجميع المواطنين. وصرح بهذا الصدد كاهن كاثوليكي آخر يُدعى الأب ليستاري بأن العديد من مؤمني رعية "سلام المسيح" توجهوا إلى مقر مرسلي قلب يسوع الأقدس ليشاركوا في الذبيحة الإلهية، غير أن الكابلة عاجزة عن استيعاب آلاف المؤمنين.
يُذكر أن كنيسة "سلام المسيح" بُنيت في منطقة سكنية عام 1968 بعد حصولها على التراخيص اللازمة، وبعد مضي ثلاثين عاماً على تشييد المبنى، أي في العام 1998، أعادت السلطات الإندونيسية تصنيف قطعة الأرض، واعتبرتها مخصصة "لتشييد مبان تقدم خدمات اجتماعية". وقامت الرعية بالمعاملات اللازمة لتكييف وضعها مع القانون الجديد، لكن يبدو أن هذه الجهود لم تجد نفعاً.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن الحكومة الإندونيسية أصدرت مرسوماً في العام 2005 يقضي بإعطاء تراخيص لتشييد الكنائس في إندونيسية وإغلاق ما يُعرف بـ"الكنائس المنزلية". لكن هذا الإجراء الذي اعتُبر بادرة انفتاح على الأقلية المسيحية لم يضع حداً للانتهاكات وأعمال العنف المستمرة ضد مختلف الجماعات المسيحية والتي غالباً ما تُحرم من حقها المشروع في ممارسة شعائرها الدينية بحرية.