عمانوئيل، الله معنا: للأخت سامية صموئيل

« ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل » ( اش 7 : 10 – 14).

عٍمانوئيل تنطق بكسر العين وبالعبرية " Immanû-êl " وترجمتها الصحيحة " الله يكون معنا " باعتبار المستقبل، لان أشعيا أخذها كوعد خلاص بعلامة فوق الطبيعة.

        بعد سبعمائة سنة من نبؤة أشعيا ، يتمم الله الآية ويحقق الوعد ، ويولد بحسب أشعيا من بيت داود، من عذراء داود ، عمانوئيل ، ليجعل من اليهودية آية في الأرض كلها ومن بيت داود خلاصا لكل العالم.

 

        أما معجزة ميلاد يسوع المسيح من عذراء ، فتقف في قوتها وفعلها موقف معجزة أن يدعي الله " عمانوئيل" الذي تفسيره " الله معنا " فأن تلد العذراء فهذه معجزة ، ولكن أن يدعي المولود منها عمانوئيل فهذه معجزة المعجزات. إنها مبادرة من الله تكشف عن مدى قلقه كل الدهور السالفة ، وهو يترصد الوقت والمناسبة لكي يأتي إلينا، ويبقي معنا بقاءا ابديا . فـــ

" عمانوئيل " الله مــعنــا لم يعد اسما ولقبا للرب يسوع المسيح المولود من العذراء ، لكنه كيان حققه تحقيقا ثابتا ابديا بأخذه جسدا لنفسه من العذراء بروح الاب ، ولبس هذا الجسد .

 

        فبلبسه جسدنا صار معنا وفينا بل صار لنا ، وأدخلنا في كيانه فصرنا وكأننا من لحمه وعظامه ، شهوة اشتهي الاب منذ الأزل أن يكون له بنين يحبونه ويمدحون مجده ويعبر القديس بولس عن ذلك في ( أف 1 : 3 -6 ). أما ابنه الرب يسوع المسيح فأشتهي أن يكون بكرا لإخوة كثيرين فصمم أن يشبه أخوته في كل شئ ( رو8 : 29، عب2 :7 ).

 

        فلكي يحقق الله اسمه " عمانوئيل " الله معنا ، دفع ابنه للتجسد ثم الفداء والخلاص والمصالحة والتبني ، حتى صيرنا بنين لله لنقف أمامه قديسين بلا لوم ، نمدحه بالمحبة التي سكبها فينا بغني. لقد حقق المسيح  بجدارة لقب الميلاد " عمانوئيل " الله مـعنـا ، وكانت طلبته الأخيرة وهو علي بعد خطوات من الصليب

 « أيها الاب  أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا ، لينظروا مجدي الذي أعطيتني لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم » (يو 17 : 24 ). فعمانوئيل لم يكتفي بأن يحقق الله معنا ، بل اشتهي أن نكون أيضا معه !! مما يكشف لنا السر المخفي في عمانوئيل، فالله صار معنا لهدف واحد هو أن نكون نحن معه.

        فان صرنا مع الله من القلب ، صار الله معنا في القلب، فعلي قدر محبتنا للمسيح يتوقف اسم عمانوئيل أي أن يكون " الله معنا ". وهكذا أصبح الإنسان مسئول عن عمانوئيل أي عن أن يكون " الله معنا ". هذا جعل بولس يضعها لنا في صيغة التهديد « أن كان احد لا يحب الرب يسوع فليكن اناثيما » ( 1كو16 :22 ).حقا هو أحبنا أولا ، ولكننا سنحاسب علي عدم محبتنا له. فأن كان حبه كلفه حياته، فحبنا له يكون حياة !! والان عزيزي القارئ : ماذا تفعل كي تساعد عمانوئيل  أي " أن يكون الله معنا " ؟ .