عندما يغضب الأطفال أحيانا نسمعهم يصرخون قائلين :
• أنا أكرهك يا أمي
• كلا لن أتوقف عن ذلك، ولا يمكنك أن تمنعيني من القيام به
• لم أعد أحبك
• لا أود التحدث عن ذلك
لا يمتلك الأطفال الصغار الملكة اللازمة للتحكم بعواطفهم أثناء غضبهم (وكثير من البالغين لا يقوى على ذلك أيضاً) ولذلك يحتاج الأبوان أو القائمون على رعاية الأطفال إلى اكتشاف ما يزعج الطفل الغاضب وتعليمه طرقا بديلة للتعبير عن الغضب، وقد تصيبهم الحيرة لأنه إذا كان الطفل خارجاً عن السيطرة، فدائماً لا يدري الأبوان ما الذي يركزان عليه أولاً، هل على المشكلة المسببة للغضب أو على الغضب نفسه؟
قاعدة ثابتة: يشير الذوق السليم إلى أنه إذا عالجت المشكلة المسببة لغضب طفلك، فسوف يزول الغضب، ومع ذلك فكلما كان غضب الطفل شديداً أو خارجاً عن السيطرة، قلت قدرتك على مناقشة المشكلة وراء غضبه، وفي تلك الحالة ينبغي أن يتم تهدئة الطفل قبل البدء في مناقشة أسباب الغضب.
أمور توضع في الاعتبار
• إذا كان أحد الوالدين عاجزاً عن الإمساك بزمام غضبه، فسوف يمر الطفل بأوقات عصيبة يعجز فيها عن السيطرة على غضبه وينطبق على ذلك المثل الشائع : أيها الطبيب عالج نفسك.
• عندما يكون طفلك غاضب جداً، حاول أن تتحدث إليه بنغمة حوارية هادئة وإلا سوف تتعرض لمخاطر الصياح.
• إذا كان طفلك لا يقوم بتكسير الأشياء أو إيذاء أحد، فعليك أن تكون صبوراً في التعامل معه فقد يكون غير مستعد للتحدث عما يزعجه الآن، وحاول أن تشعره بأنك مهتم ومستعد للتعرف على ما يغضبه.
• وطبقا لما ذكره الطبيب النفسي دافيد فيسكوت في كتابه "لغة المشاعر" لا يتأتى من وراء الغضب إلا الجراح والأحزان، فحاول أن تفكر فيما يجرح مشاعر طفلك بدلا من التركيز على غضبه وبذلك تنجح في معرفة ما يزعجه، فعادة ما يشعر الناس بالأذى عندما يفقدون إحساسهم بالحب أو (من يحبونه)، أو عندما يعانون من فقدان التقدير أو الجدارة أو عندما يضطهدون أو تعاندهم الحياة.
ما ينبغي قوله
يعد التعاطف عادة هو خير أسلوب لحث الطفل على التعبير عن مشاعره بالإضافة إلى أن إبلاغه بملاحظاتك أو رد فعلك يمكن أيضا أن يساعد على تهدئة طفلك.
• عندما تكون غاضباً بهذا الشكل، عليك أن تدرك أن هناك ما يحزنك، فأخبرني عما حدث.
• إنك حزين لأن أخاك صدم دراجتك الجديدة عمداً.
• إذا كنت غاضباً فلا بد أن هناك سبباً وجيها لذلك، من فضلك أخبرني ما هو.
• عندما تصيح يكون من الصعب علي أن أركز فيما أفعله، فحاول من فضلك أن تخفض من صوتك.
• لقد أغلقت الباب بعنف شديد، وهذا يشعرني بأن هناك ما يحزنك وأريدك أن تخبرني عما يغضبك.
• أذكر أنني قلت ذلك لوالدي عندما كنت طفلاً، إنني شعرت بتحسن كبير عندما تحدثت معه عما كان يغضبني.
• لا أستطيع أن أجبرك على التحدث إذا كنت لا ترغب في ذلك، ولكني آمل تغير رأيك، لأن التحدث عما يضايقك يساعد على تهدئتك، بالإضافة إلى أنني أكره أن أراك حزينا هكذا.
وعندما يكون طفلك أكثر هدوءاً فمن الأفضل لكل منكما أن يجلس أثناء حديثه، فالوقوف يزيد من احتمالات تعرضك للغضب مرة أخرى أو الانصراف قبل الانتهاء من الحديث، وعندما توشك المناقشة على الانتهاء، حاول أن تستخدم أسلوب التشجيع بأن تثنى على طفلك عندما يتحدث إليك بأسلوب أكثر هدوءاً.
• وبرغم أنك تشعر بالغضب والحزن إلا أنك تعجبني أكثر عندما تتحدث بهدوء أكثر لأن ذلك يساعدني على الإنصات إليك.
• لقد لاحظت أنك عندما بدأت التحدث بهدوء تحكمت بغضبك، أحسنت صنعا،فلا يسهل دائما القيام بذلك عندما تكون ثائراً.
• إن استخدام أسلوب التعليم لتوضح لطفلك كيفية التعامل مع مشاعره الغاضبة هو أمر جيد إذا ما تم بطريقة ودية، وفي وقت تكون فيه أكثر هدوءا، وتعد لعبة الأدوار فكرة جيدة للقيام بذلك.
• عندما تكون غاضبا أو حزينا أو منزعجا من شيء ما، فأخبرني من فضلك عن شعورك ولكن لا تحاول أن تظهره في صورة صراخ أو التلفظ بألفاظ نابية أو خبط الأرض بقدميك أو إلقاء الأشياء على الأرض.
• دعنا نفترض أنك غاضب مني بسبب شيء ما، هل يمكنك أن تناديني قائلا : يا أبي أنا غاضب منك بدلا من الصراخ في وجهي ؟.
• لقد تعرض أحد أصدقائي لموقف لم يدر ماذا ينبغي أن يقول فيه عندما كان ولده غاضبا جدا من شيء ما، فما النصيحة التي ينبغي أن أقدمها له ؟ ويعرض الأمر على طرف ثالث تكون قد أخرجت المشكلة من نطاق الخصوصية مما يجعل الأمر سهلا على طفلك للإدلاء برأيه.
ما لا ينبغي قوله
• لا تتحدث معي بهذه اللهجة !ربما يكون من حقك أن تشعر بالغضب، ولكن فكر أولاً في تحديد هدفك، هل سيحث مثل هذا التعليق طفلك ليكون أكثر تأدباً أم سيزيد الموقف سوءاً؟ يعد من الأهمية بمكان أن نناقش مشكلة الازدراء، ولكن يفضل القيام بذلك فيما بعد عندما يتم حل المشكلة الراهنة.
• كيف تجرؤ على ذلك (كتعليق على النقطة السابقة).
ألا تعلم مدى تأثير ذلك على مشاعري؟ إن محاولة تعليم طفلك أن يتعاطف مع مشاعرك فكرة جيدة ولكن ليس في مثل هذا الموقف، لأن طفلك منشغل الآن بمشاعره الخاصة دون مشاعر غيره. حاول أن تؤجل ذلك لحوار آخر فيما بعد.
• أرفض التحدث إليك، ما دمت غاضباً هكذا.
إذا لم تكن متأكدا أن طفلك سوف يغير من لهجته، فسوف تخاطر بأن تجعله يقرر ألا يتحدث إليك وبالتالي فإنك لن تدع أي طريقة لكل منكما للتفاهم بدون إحراج، وكان من الأولى أن تعلق قائلا، بأنك حزين من شيء ما وأنك مستعد للحديث معه عن سبب ذلك، أو تقول شيئا مثل أريد أن أعرف بالتأكيد ما يضايقك، ولكن ينبغي عليك أولا أن تغير لهجتك قليلا فمن الصعب علي أن أصغي إليك في مثل هذه الحالة من الغضب.
• يبدو أنك غاضب جدا ! يوضح العلماء إن إثارة موضوع غضب الطفل وليس الحزن أو الأسى الذي سببه يمكن أن يدفع الطفل أحيانا إلى التمادي في غضبه، فإخبار الطفل بأنه غاضب ربما يثيره أكثر، وبرغم أن إخباره بأنه حزين قد يؤدي إلى ذلك، إلى أنه من المحتمل أن يقلل من سلوكه العدائي.
عن موقع القديسة تريزا