أحداث الميلاد في تعاليم آباء الكنيسة

للأخت : سامية صموئيل

 من راهبات القلب المقدس

 

 

لا نستطيع هنا ذكر كل تعاليم الآباء عن أحداث الميلاد ولكن نكتفي بذكر بعضا منها:

ميلاد المسيح بالجسد كان يسمي مع العماد لدي الآباء " الابيفانيا " أي ألاستعلان ، أو " الثيئوفانيا " أي الظهور الإلهي ، أي ظهور ابن الله بالجسد ، هذا الذي صار مصدر دخول النعمة إلى العالم .

"غريغوريوس النزينزي "

ويعتبر القديس يوحنا ذهبي الفم الميلاد " سرا جديدا وعجيبا ، لان الملائكة نظروا اللاهوت هنا علي الأرض والإنسان هناك في السماء . فالذي هو فوق ، ها هو الآن يسكن من اجل فدائنا هنا أسفل ، والذي هو أسفل قد ارتفع بموجب الرحمة الإلهية"

 

الرعاة والملائكة ومولود بيت لحم:

    أن بشارة الملائكة للرعاة لفتت أنظار الآباء وتأملاتهم ، فهم يتأملون التسبحة الملائكية التي رافقت ميلاد المخلص ، أي أنشودة الملائكة للرعاة

" المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة "

 

مقارنين بينها – باعتبارها بشارة مفرحة للناس – وبين ظهورات الملائكة قديما منذرين داود وبني إسرائيل بالهلاك " 2صم 24 : 16 "، فالملائكة الآن يبشرون بالسلام والحياة ، وعن هذا السلام يقول القديس كيرلس الكبير:" هذا السلام قد تم بالمسيح ، لأنه صالحنا بنفسه للأب والله .

( 2كو 15 :19). رافعا من وسطنا الذنب المؤدي للعداوة ، مصالحا الشعبين في إنسان واحد ، وموحدا معا في قطيع واحد السمائيين والأرضيين  "كو1:2 " .

 

ثم أن تحرك الرعاة السريع لرؤية المسيح بعد البشارة كان موضع اهتمام الآباء ، فيقول القديس امبروسيوس " فأتوا مسرعين" لا أحد يأتي طالبا المسيح ويكون في تباطؤ  " ويري القديس امبروسيوس في التفاف الرعاة حول المسيح ، منظر الكنيسة في بدايتها البسيطة ، أي رعاة ملتفون حول رئيس الرعاة ، سمعوا ونظروا البشري فخرجوا كارزين ومعلمين :

 " ها هي بداية الكنيسة بدأت تتضح ، المسيح مولودا والرعاة ساهرين ، أولئك الذين سوف يجمعون شتات قطعان الأمم الذين عاشوا قبلا كوحوش جامحة ، يجمعونها إلى داخل حظيرة الرب . وحسنا ما يفعله إذ كانوا  ساهرين ، والراعي الصالح يعلمهم . فالشعب هو القطيع ، والعالم هو الليل ، والكهنة هم الرعاة "  .

 

الميلاد وسر التجسد في حياتنا

لا يقتصر تعليم الآباء علي التأمل في أحداث الميلاد فقط ، لكنهم يبشرون ويشرحون ما انتفعت به البشرية من وراء سر التجسد ألخلاصي ، فالقديس كيرلس الكبير يري في سر التجسد كأنه " مبادلة "بمعني أن الابن " اخذ الذي لنا و أعطانا الذي له " .. " يسوع المسيح افتقر وهو الغني لكي يغنينا بفقره " . ويري أن التجسد ليس سرا بعيدا عنا ، ونحن لسنا غرباء عن التجسد ، فنحن والمسيح صرنا في اندماج روحي وثيق . يسوع  "يسوع المسيح واحد هو . وهو يشبه بحزمة سنابل عديدة ، لانه يحوي في ذاته كل المؤمنين في اتحاد روحي ..  ومنذ أن صار مثلنا صرنا نحن فيه جسدا مشتركا ، ونلنا اتحادا معه بحسب الجسد ، ألم يقل هو نفسه لأبيه :" أريد أن يكونوا واحدا فينا كما إننا  نحن واحد" يو 17 : 21.إذا فالرب كأنه حزمة لانه جعلنا كلنا فيه ، بأن امتد إلينا كلنا صائرا هو باكورة الإنسانية التي تكملت بالإيمان وتعينت للكنوز السماوية .                         

 

ويسمينا القديس كيرلس الكبير

         بالنسبة للمسيح " أخوة بحسب النعمة"  أخوة بحسب الروح "

" أقرباء وأخوة بوساطة الروح القدس" . يقول نحن إخوة الكلمة المتجسد

 

أولا : بسبب تجسده ، وثانيا بسبب إقتدائنا به .وهذا الاقتداء هو النعمة التي يعطيها لنا لنكون علي صورة المسيح في النصرة علي الشهوات ، والترفع عن الخطيئة ، والتحرر من الموت والفساد ، التقديس ، البر ، وباختصار كل ما هو لائق بالطبيعة الإلهية والخلود. فكلمة الله رفعنا إلى كل هذه الامتيازات بجعلنا شركاء طبيعته الإلهية بالروح القدس، وهكذا شرفنا بكرامة هذه الأخوية الإلهية : " كما أن كلمة الله يسكن فينا بالروح فنحن ترقينا إلى كرامة البنوة ، إذ صار فينا الابن نفسه ، الذي عدنا مشابهين له بشركة روحه ، وكنتيجة لهذا نقول بثقة متكافئة مع ثقة الابن  

" يــــا أبـــــــــا الأب "