مع بداية عام جديد …. تيجي نبدأ من جديد

للأخت : سامية صموئيل

 

أن بداية عاما جديدا تتطلب فكرا جديدا ، وحياة جديدة مع المسيح ومع من حولي، ويقول لنا القديس انطونيوس الكبير في ذلك " يجب أن نبدأ كل يوم علاقة جديدة مع الله ومع الآخرين" حياة جديدة معناها : أنني انسي الماضي ولا اقلق علي المستقبل ، بل أعيش اللحظة الحاضرة في أجمل صورها ، فالماضي ليس له وجود والمستقبل لا أملكه ، انه بين يدي الله ، ولكن الأسلوب العملي هو أن أعيش الحاضر بكل ما يحمل من معاني وأحداث وأعطي لذلك معني، أعيش الحاضر بطريقة جذرية وبكل كياني علي ضوء محبة المسيح وفي إطار خطته الخاصة لحياتي . أن المسيح له قصد من حياتك ، فابحث لاكتشاف هذا المخطط الإلهي لك وحاول تحقيقه في الحاضر، اعني اليوم وفي هذه اللحظة. قل له كما قال بولس الرسول

" يارب ماذا تريد أن افعل"

وان ناديته بصدق ستجد الرد وتكتشف إرادته لك من خلال كلمته ومن خلال الأحداث  اليومية. عش حياتك اليوم  بالطريقة التي تراها مناسبة وبالأسلوب الذي يرضي عنه الله. أن حياتنا عبارة عن اختيارات يومية بين الجيد والردئ ، بين الخير والشر ، بين الحياة والموت، ويعبر سفر التثنية عن ذلك فنسمع صوت الله يقول: 

" فد جعلت أمامك الحياة والموت ، البركة واللعنة ، فأختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك " تث 30 :19 . أذن  اختر الحياة والبركة ، الفرح والمحبة ، في كل وقت .

ومع بداية عام جديد ما نحتاج إليه ليس السنة الجديدة بل الحياة الجديدة التي هي هبة مجانية من الله .  الحياة الجديدة تعني إننا نولد من جديد، ليس ميلادا جسديا بل ميلادا روحيا يغير طباعنا وعاداتنا ، متمثلين بالسيد المسيح له المجد ، لذلك يجب أن نتخلي عن طرق التصرف القديمة ، كما يجب أن" نلبس " صفات المسيح عن طريق تطوير عادات جديدة وتقية .

 

         ويقول لنا القديس بولس في ذلك   : " أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد  بسبب شهوات الغرور ، وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق " أفسس : 4 : 22 .أن التشبه بالمسيح لا ينتج عن طريق التقليد بل عن طريق السكني حيث نسمح للمسيح أن يحيا فينا ومن خلالنا.

       ولكي يولد المسيح بداخلك ، عليك أن تبدأ من جديد ، فالبداية هي وقفة صدق مع النفس وهي ثورة علي كل ما هو خطأ في حياتك، وعلي كل ما يعوق اتحادك بالله والآخرين ،  ابدأ  من جديد ، تغير للأفضل ، واجه نفسك بشجاعة ، فمواجهة النفس بشجاعة هي أول طريق البداية ثم الإصرار علي استقبال النور الجديد ، الذي ينير حياتك ويجعل لها معني.

 

 أن الدخول في سنة جديدة فرصة رائعة لتجديد حياتنا وتجديد الأمل فينا ، فلا تدخل السنة الجديدة بأسلوب عادي تقليدي ، بل ادخل الحياة العادية بأسلوب جديد، واضعا أمام عينيك كلمة الله لتنير طريقك ، تاركا روح الله يعمل فيك ويرشدك  إلى الطريق، فالعبرة ليس في إضافة سنوات جديدة إلى حياتنا العادية ،بل إضافة حياة جديدة إلى السنوات العادية . ولنقل مع المرنم " قلبا نقيا اخلق فيّ يا الله وروحا مستقيما جدد في أحشائي " وأخيرا فليسأل كل منا نفسه :

ما هي الأشياء التي تحتاج إلى تجديد في حياتي ؟ وما هي الخطوة العملية التي سأتخذها  لأصبح إنسانا جديدا؟