وقفة بين عامين 2007 و2008

 

الأخت رانيا خوري – حلب

 

 الأخت رانيا خوري

من راهبات الدوروتيا

srraniakhoury@yahoo.com

عن موقع ابونا

 

ترنيمة تسبيح على إيقاع الزمن

\"\"

زهرة ايسبيرانس – الأمل

ها هو العام يحزم أمتعته ليقلع عائداً إلى وطن الأعوام المنصرمة الراقدة في أبدية الله "فقد أتم شوطه و قد أعد إكليل راحته"

هو يحزم أمتعته و أنا أقلب ثنايا قلبي، و ذكرياتي لهذا العام…

و كطالبة مجتهدة أقوم بتلخيص مجلد الأحداث لألتقط هبات الهي المنثورة بسخاء على شتى تفاصيل حياتي…

و بفرح الأطفال و دهشة عيونهم أجمعها بخيوط الحب و العرفان لأراها عُقداً من نعم ثمينة مجانية كريمة ألقيها من جديد على أقدام ربي الحبيب و أنظم نشيد شكري و حبي له.

و في لحظات انتظاري للعام الجديد يتردد صدى كلمة من كلمات المعلم الحبيب في زوايا كياني:

"ثقوا إني قد غلبت العالم".. و لأن كلمته حق يلف التفاؤل محبتي بثوب الفرح.

و الرجاء – بطل المغامرات المستحيلة –  يؤكد لي قوة حدس المحبة الذي سيمكنني من اكتشاف حضور الرب حتى في هيئاته التي لم أعتد عليها.

أما الإيمان الثابت على الأمانة فإنه يفرش بالطمأنينة أرضية المستقبل الباردة مؤكداً أن بصيرته تتحدى كل الغيوم التي تجعل الرؤية ضبابية و بحدة بصره الأعمى يكشف دوماً طريق الانتصار بالمحبة…

 

مناجاة:

الهي… عام يمضي و آخر يأتي…

و تبقى أنت لحن الحب الأساسي الأصيل الذي يعطي المعنى و الجمال لكل تلك الإيقاعات و الأنغام المصاحبة التي

\"\"

شكراً على علامات حضورك

المختبئة في تفاصيل كل نهار…

يتنوع توزيعها الفني في سمفونية مشاعر قلبي.

دعني أتغنى بمراحمك أيها الحاضر على الدوام، في كل الأوقات يا اله الفصول و المواسم:

"أنت في النهار غمام و دخان… و في الليل نار ملتهبة… خباء يظللني في النهار، و معتصم و ستر وقت السيل و المطر"

شكراً على علامات حضورك المختبئة في تفاصيل كل نهار…

شكراً على هدايا حبك المجانية التي فاقت كل تصوراتي…

أشكر على صعوبات طهرتني و أنضجتني، و أخرى شحذتني و زينت محبتي بلون التواضع.

شكراً لأن الخطايا لم تمنعك عن القدوم إلى خلاصي…

شكراً لأني كلما لمست قعر بؤسي أجد أن صرختي إليك تصبح أكثر نقاء ووضوح…

الهي يا صاحب الحياة الأبدية…

شكراً لك على هبة الزمن التي تخفي في طياتها فرصة للحب و الحياة…

أهديك عيني.. اغسلها بفيض من روحك القدوس حتى أهتدي إليك و استشف حضورك في الجميع و في كل الظروف.

اشفِ ذاكرتي حتى لا أنسى أنك "قد غلبت العالم"

و ألمس قلبي لأراك و أشعر بك "حاضراً معنا حتى انقضاء الدهر"

و كل عام يا رب و أنت رغبة القلب ولحنه الأصيل.