المرأة التي يرفضها الرجل من هي؟

منذ أيام تعرفت على فتاة ناجحة وطيبة القلب لكنها تخطت الثلاثين من العمر ولم تجد شريك لحياتها فسألتها السؤال الذي يبدو غبياً ومكرراً لماذا عزيزتي؟ فأجابت نجاحي وراتبي ووضعي بالعمل هما الأسباب فزادت تلك الإجابة تعجبي وقلت لها لكن تلك عوامل قد ترفع رصيدك أمام الرجال خاصة وأن الغالبية لا يستطيعوا الإنفاق بمفردهم على متطلبات حياة اليوم فضحكت ساخرة وكادت تقترب من البكاء إنهم يريدوا ميزات العمل والراتب لكنهم يرفضون استقلاليتي ومسؤولياتي.. ذلك الموقف دفعني لطرح فكرة تحقيق اليوم لنتساءل ونعرف من هي المرأة التي يرفض الرجل الارتباط بها؟ ومن خلال تحليلينا لرؤى المشاركين سنتعرف على ما يشوب فكرنا من عيوب فإلى المزيد…
خالد طارق 25 سنة يقولقول: أرفض الزواج بمن تحتل مركز كبير وتحصل على راتب مادي أعلى مما أحصل عليه في عملي لأنني سأشعر أنها أكثر قيمة مني كما أن راتبها من الممكن أن يجعلها تتحكم في أمور المنزل والحياة بصورة لا تقبلها رجولتي لذلك أفضل الارتباط بفتاة تعمل ولكن في عمل تقليدي حكومي كان أو خاص.
وائل محمد 30 سنة يقول : الفتاة التي تعمل في مكان مرموق وتتقاضى راتب عالي جيدة لكن ليست للزواج لعدة أسباب أراها مهمة وهى أن عملها سيتطلب منها أطول وقت ممكن لتنجز مهامها والتزاماتها وبالتالي ستخل بواجباتها المنزلية ودورها تجاه أطفالها أو على أقل تقدير ستطلب مشاركتي لها في تلك المهام، وأنا لم أعتاد على ممارسة واجبات منزلية ولا أحبذ المشاركة في تلك الأعمال.
مينا عاطف 24 سنة يقول: لا أحبذ الزواج بالمرأة شديدة الجمال لأنها ستجعلني أنفق الكثير على أدوات التجميل كما أن جمالها الزائد هذا من الممكن أن يسبب لي مشكلات كثيرة في حين أنني أرى الفتاة المتوسطة في كل شيء "إمكانياتها، تعليمها، جمالها" هي المناسبة لأنها ستكون بسيطة ويمكن أن أحيا معها حياة تقليدية كما عاشت كل أسرنا في الماضي.
فتحى كامل 33 سنة يقولقول: أكره الزواج بامرأة مثقفة أو تقرأ كثيراً لأنها ستكون طوال الوقت محطمة لما أؤمن به من عادات وتقاليد وأفكار عن المرأة ودورها في حياتي وبالتالي سأفقد معها أي متعة حقيقية بالحياة أنا أفضل الزواج بفتاة طيبة لا تدرك كثير من الأشياء حتى أقوم أنا بتشكيل رؤيتها للحياة ونتعايش معاً لا أن تجلس وتشبعني حديثا كل يوم عن المرأة والحرية والحقوق وما إلى ذلك من عبارات لا أراها جيدة لأنها سبب كل مشكلات اليوم بين الرجل والمرأة انظري للمرأة عندما كانت وديعة في الماضي لم يكن بينها وبين الرجل خلافات حادة كما هو اليوم .
ريمون وديع 21 سنة:نة: لا أريد أن أتزوج امرأة لا قيمة ولا شخصية لها لذلك يهمني جداً أن تكون زوجتي في المستقبل حاملة لقدر من الثقافة لها قراءاتها الخاصة حتى تجد ما تعلمه لأبنائي وحتى تكون قادرة على الاعتماد على نفسها لو ودعت أنا تلك الحياة ولم نكمل مسيرتنا معاً، فالرجل الذي ما زال يفكر حتى الآن بأن يتزوج تابع له ولرؤيته سيندم لأن متطلبات حياة اليوم لم تعد كما الأمس.
فايز واصف 35 سنة يقولقول: لا أعتبر أن نجاح المرأة عائق لي أو يشعرني بالنقص لذلك لا أمانع إن تزوجت فتاة تعمل وتحتل مركز مرموق بعملها وذلك لأنني أؤمن أن الحب ليس كلمات فقط ومحبتي لشريكة حياتي ستجعلني دائماً أتمنى أن تصبح ناجحة بالتأكيد هذا سيضيف لحياتي نوع مختلف من الأعباء التي لم أعتدها كذكر في أسرة تقليدية لكن كما تعطينا الحياة مميزات علينا أن نتحمل بعض الأعباء سويا .
د. هدى الشناوي أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة حلوان تقول: لا يمكنني أن أقول أن كل الرجال فكر واحد لكن يمكن أن نصف سلوك ورؤية الأغلبية منهم بأنهم ذكور بينما ما زالوا يحملون أفكار لا تناسب مجتمع اليوم، فللأسف غالبية الرجال ما زالوا يريدون التمتع بكافة المميزات في الحياة يريدون مرتب الزوجة ويريدون أن تكون مثل الأم في الحنان ويريدون سيدة بيت جيدة في التنظيف وتربية الأطفال دون أن يتحملوا أي قدر من الأعباء وهذا وهم كبير أقول للباحثين عنه لن تجدوه لأن المرأة إنسان له قدرات وطاقة تحمل وليس كائن خارق يؤدى كل شيء وأي شيء
الرجل الفاقد الثقة بذاته وقدراته هو من يظن أن عمل وتقدم زوجته في عملها هو تقليلاً من شأنه وجرحاً لكرامته فالشريكان عندما يشتركا في علاقة زواج لا بد أن تذوب بينهم حدود الأنا ومن نجح ومن أخفق بحيث يصبح كل نجاح لأي فرد منهم هو نجاح لهم كزوجين معاً. أتذكر فتاة ابنه لأحد زميلاتي تخطت الثلاثين ولم تتزوج وهى خريجة الجامعة الأمريكية وتعمل ولها استقلاليتها التامة ولم تتزوج لأنها تشعر أن هذا الرباط لن يضيف لها على المستوى الشخصي جديد بل ربما يأخذ من نجاحها عندما يراه الرجل خطراً عليه.

19/11/2006
باسنت موسى