الفصل الثاني: أؤمن بيسوع المسيح ابن الله الوحيد من 946- 975

الفقرة 5 – شركة القديسين

946 – بعد الاعتراف بالكنيسة المقدسة الكاثوليكية يضيف قانون الرسل شركة القديسين هذا البند هو علي وجه ما إيضاح للسابق افليست الكنيسة سوى مجموعة جميع القديسين وشركة القديسين هي الكنيسة

947 – بما أن جميع المؤمنين جسد واحد فما للبعض من خير يشرك فيه البعض الأخر ومن يجب الاعتقاد بان في الكنيسة شركة خيور ولكن العضو الأهم هو المسيح لكونه الرأس وهكذا فخير المسيح يمتد إلى جميع الأعضاء وهذه المشاركة تتم بأسرار الكنيسة وبما أن هذه الكنيسة يسوسها روح قدس واحد فجميع الخيور التي نالتها تصبح بالضرورة ملكا عاما

948 – للتعبير شركة القديسين من ثم مدلولان شديدا الترابط شركة في الأشياء المقدسة المقدسات وشركة بين الأشخاص القديسين (القديسون) المقدسات للقديسين هذا ما يعلنه المحتفل في أكثر الطقوس الشرقية عند رفع القرابين قبل خدمة المناولة فالمؤمنون القديسون يتغذون بجسد المسيح ودمه المقدسات لكي ينموا في شركة الروح القدس (…………….) وينقلوها إلى العالم.

1 .شركة الخيرات الروحية

949 – في جماعة أورشليم الأولى كان التلاميذ يواظبون علي تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلاة (أع 2: 42) / الشركة في الإيمان فإيمان المؤمنين هو إيمان الكنيسة المنقول عن الرسل وكنز الحياة الذي ينمو بتقاسمه.

950 – شركة الأسرار: ثمرة جميع الأسرار هي ملك الجميع فان الأسرار ولا سيما المعمودية التي هي الباب الذي يدخل منه الناس إلى الكنيسة هي ربط روحية توحدهم جميعا وتربطهم بيسوع المسيح فشركة القديسين يجب أن تفهم بحسب قصد الآباء علي أنها شركة الأسرار والاسم شركة يمكن أن يطلق علي كل سر لان كل سر يضمنا إلى الله إلا أن هذا الاسم أجدر بالافخارستيا لأنها هي التي تتم هذه الشركة.

951 – شركة المواهب: في شركة الكنيسة الروح القدس يوزع علي المؤمنين من جميع الفئات النعم الخاصة لأجل أن ظهور الروح القدس يجري لكل واحد في سبيل الخير العام (1 كو 12: 7).

952 – كان لهم كل شيء مشتركا (أع 4: 32) كل ما يملكه المسيحي الحقيقي يجب أن يعده ملكا مشتركا بينه وبين الجميع ويجب أن يكون دائما مستعدا ومتأهبا لمساعدة المسكين وعوز القريب فالمسيحي مدبر خيرات الرب.

953 – شركة المحبة: في شركة القديسين ما من احد يحيا لنفسه ولا احد يموت لنفسه (رو 14: 7) أن تألم احد تألم معه جميع الأعضاء وان أكرم احد يشترك في فرحة جميع الأعضاء والحال أنكم جسد المسيح وأعضاء كل بمقداره (1 كو 12: 26 – 27) المحبة لا تلتمس ما هو لها (1 كو 13: 5) وكل عمل نعمله في المحبة يكون في صالح الجميع في هذا التضامن مع جميع البشر أحياء كانوا أو أمواتا الذي يقوم علي شركة القديسين وكل خطيئة تؤذي هذه الشركة.

2. شركة كنيسة السماء والأرض

954 – حالات الكنيسة الثلاث: في انتظار مجيء الرب في جلاله وموكب الملائكة جميعا ويكون الموت قد مات وكل شيء قد اخضع للرب يواصل بعض من تلاميذه رحلتهم علي الأرض ويكون بعضهم وقد انهوا حياتهم علي مواصلة التطهر ويكون بعضهم أخيرا في المجد يشاهدون في كمال النور الله كما هو واحدا في اقانيم ثلاثة ومع ذلك فجميعنا علي درجات وصور مختلفة نشترك في المحبة الواحدة لله وللقريب مرنمين لله بنشيد المجد الواحد وهكذا فجميع الذين من المسيح ويمتلكون روحه يؤلفون كنيسة واحدة ويتماسكون بعضهم مع بعض ككل في المسيح.

955 – الاتحاد بين الذين لا ينفكون علي الأرض وأخواتهم الذين رقدوا في السلام المسيح لا يغشاه أي انفصام بل انه علي حد عقيدة الكنيسة غير المنقطعة يتوثق بتبادل الخيرات الروحية.

956 – شفاعة القديسين: وإذ كان سكان السماء يرتبطون بالمسيح ارتباطا في الصميم أوثق يسهمون في توطيد الكنيسة في القداسة ولا يكفون عن الشفاعة فينا لدي الآب مقربين ثوابهم الذي استحقوه علي الأرض بالوسيط الوحيد بين الله والناس المسيح يسوع فاهتمامهم الأخوي هو لضعفنا عون عظيم لا تبكوا فاني سأكون فائدة بعد موتي وسأساعدكم علي وجه افعل مما كان ذلك في حياتي سأقضي وقتي في السماء بفعل الخير علي الأرض.

957 – الشركة مع القديسين. "أننا لا نكرم ذكر سكان السماء لمجرد مثالهم لا غير وإنما نشد من وراء ذلك توثيق الاتحاد في الروح للكنيسة كلها جمعاء، بممارسة المحبة الأخوية. فإنه كما أن الشركة بين المسيحيين على الأرض تجعلنا أقرب إلى المسيح، كذلك اشتراكنا مع القديسين يربطنا بالمسيح الذي منه تفيض كل نعمة وحياة شعب الله بالذات كما من نبعها ورأسها".

"المسيح نعبده لأنه ابن الله؛ أما سائر الشهداء فنحبهم على أنهم تلاميذ الرب وسائرون على خطاه، وهم جديرون بذلك بسبب تعبدهم الفريد لملكهم ومعلمهم؛ عسانا أن نكون نحن أيضا معهم في المسيرة والتلمذة".

958 ـ الشركة مع الأموات " الكنيسة إذ تعترف بهذه الشركة القائمة في داخل جسد يسوع المسيح كله، فإنها، بأعضائها الذين لا يزالون في الطريق على الأرض، قد حوطت ذكر الأموات، منذ الأزمنة المسيحية الأولى، بكثير من التقوى، إذ قربت أيضا لجلهم قرابين العبادة، لأن "فكرة الصلاة لأجل الأموات ليحلوا من خطاياهم، فكرة مقدسة تقوية" (2 مك 12: 46 ). فصلاتنا لجلهم من شأنها، لا أن تساعدهم وحسب، بل أن تجعل شفاعتهم فينا مستجابة.

959 ـ في أسرة الله الوحيدة "عندما تجعلنا المحبة المتبادلة والاجتماع على حمد الثالوث الأقدس نتحد بعضنا مع بعض ـ نحن جميعاً أبناء الله الذين لا يؤلفون في المسيح غلا أسرة واحدة ـ نستجيب لدعوة الكنيسة في الصميم".

بإيجاز

960 ـ الكنيسة هي "شركة القديسين": وهذا التعبير يشير أولاً إلى "الأشياء المقدسة" (المقدسات) وقبل كل شيء الافخارستيا التي "تمثل وتحقق وحدة المؤمنين الذين يؤلفون في المسيح، جسداً واحداً".

961 ـ وهذا التعبير يشير أيضا على "الأشخاص القديسين (القديسون)" في المسيح الذي "مات لأجل الجميع "، بحيث إن ما يعمله كل واحد أو يتحمله في المسيح ومن اجل المسيح، يحمل ثمراً للجميع.

962 ـ "نؤمن بشركة جميع المؤمنين في المسيح، الراحلين على الأرض، والأموات الذين يتمون تطهيرهم، والطوباويين في السماء، كلهم معاً وهم يؤلفون كنيسة واحدة، ونؤمن بأن في هذه الشركة، تظل محبة الله والقديسين الرحيمة في حالة استماع دائم لصلواتنا".

 

الفقرة 6 ـ مريم ـ أم المسيح

أم الكنيسة

963 ـ بعد غذ تكلمنا على دور العذراء مريم في سر المسيح والروح القدس، يجدر بنا الآن أن نهتم لمركزها في سر الكنيسة. "فالعذراء مريم (..) يعترف بها وتكرم، حقاً وحقيقة، والدة الإله والفادي (..) وهى أيضا وحقاً " أم أعضاء المسيح (..) لاشتراكها بمحبتها في ميلاد المؤمنين في الكنيسة الذين هم أعضاء هذا الرأس" "مريم أم المسيح، وأم الكنيسة".

1ً. أمومة مريم بالنظر إلى الكنيسة

متحدة كلًيا بابنها

964 ـ دور مريم بالنسبة إلى الكنيسة لا ينفصل عن اتحادها بالمسيح؛ فهو يصدر عن ذلك الاتحاد مباشرة، "والارتباط بين مريم وابنها في عمل الخلاص يتجلى منذ حبلها البتولي بالمسيح حتى موته" وهو يتجلى بوجه خاص إبان الآلام :

"سلكت العذراء الطوبابوية سبيل الإيمان محافظة على الاتحاد مع ابنها حتى الصليب حيث وقفت منتصبة لا لغير تدبير إلهي، متألمة مع ابنها الوحيد آلاما مبرحة، مشتركة في ذبيحة بقلب والدي، مولية ذبح الضحية المولود من دمها رضى حبها، لكي يعطيها المسيح يسوع أخيراً، وهو يموت على الصليب، أما لتلميذه، بقوله لها: "يا امرأة هوذا ا بنك" (يو 19: 26 ـ 27)".

965 ـ ومريم، بعد صعود ابنها "كانت عوناً للكنيسة في نشأتها. وإذا كانت مريم مجتمعة مع الرسل وبعض النساء كانت "ترى تستنزل هي أيضا بصلواتها موهبة الروح الذي كان، في البشارة، قد بسط عليها ظله".

… وكذلك في انتقالها ….

966 ـ "أخيراً فإن العذراء الطاهرة، بعد إذ عصمها الله من كل صلة بالخطيئة الأصيلة، وطوت شوط حياتها الأرضية، نقلت جسداً وروحها إلى مجد السماء، وأعلنها الرب سلطانة الكون لتكون بذلك أكثر ما يكون الشبه بابنها، رب الأرباب، وقاهر الخطيئة والموت". فانتقال القديسة العذراء اشتراك فريد في قيامة أبنها، واستباق لقيامة المسيحيين الآخرين:

"في ولادتك حفظت البتولية، وفى رقادك ما تركت العالم، يا والدة الإله؛ فإنك انتقلت إلى الحياة، بما أنك أم الحياة؛ وبشفاعتك تنقذين من الموت نفوسنا".

… إنها أمنا في نظام النعمة

967 ـ بخضوع مريم العذراء الدائم والكامل لإرادة الآب، وبممارساتها لعمل ابنها الفدائي، ولعمل الروح القدس كله، كانت للكنيسة مثال الإيمان والمحبة .وهى بذلك "عضو في الكنيسة فائق ووحيد"، بل أنها "التحقيق المثالي" للكنيسة .

968 ـ ودور العذراء، بالنسبة إلى الكنيسة والى البشرية كلها جمعاء، يصل إلى ابعد من ذلك "فقد أسهمت بطاعتها وإيمانها ورجائها ومحبتها المضطرمة، في عمل الخلاص إسهاماً لا مثيل له على الإطلاق، من أجل أن تعاد على النفوس الحياة الفائقة الطبيعة؛ لذلك كانت لنا، في نظام النعمة، أما".

969 ـ "منذ الرضى الذي أظهرته مريم بإيمانها في يوم البشارة، والذي احتفظت به على ثباته بحذاء الصليب، تستمر أمومتها هذه، بلا انقطاع، في تدبير الخلاص، إلى أن يكتمل نهائياً جميع المختارين؛ فإنها بعد انتقالها إلى السماء لم تنقطع مهمتها في عمل الخلاص. أنها بشفاعتها المتصلة لا تنئ تستمد لنا النعم التي تضمن خلاصنا الأبدي".

( …) من أجل ذلك تدعى العذراء الطوباوية في الكنيسة بألقاب مختلفة فهي: "المحامية، والنصيرة، والظهيرة، والوسيطة".

970 ـ "الدور الامومي الذي تقوم به مريم تجاه الناس لا يضير شيئاً ولا ينقص البتة من وساطة المسيح الوحيدة، بل يظهر، على خلاف ذلك، فعاليتها. ذلك بأن كل تأثير خلاص من العذراء الطوباوية (…) يصدر عن فيض استحقاقات المسيح، ويستند إلى وساطته، التي بها تعلق في كل شيء، ومنها يستمد كل فعاليته" "فما من خليفة البتة يمكن جعلها على مستوى الكلمة المتجسد والفادي. ولكن كما أن كهنوت المسيح يشترك فيه، على وجوه مختلفة، الخدام المكرسون والشعب المؤمن، وكما أن جودة الله الواحدة تفيض بوجوه مختلفة على المخلوقات، كذلك وساطة الفادي الواحدة لا تنفى، بل تبعث في المخلوقات، على خلاف ذلك، تعاوناً مختلفاً مرتبطاً بالمصدر الواحد"

2ً. تكريم مريم العذراء

971 ـ "تطوبني جميع الأجيال" (لو 1: 48) "تكريم الكنيسة للعذراء القديسة هو من ضمن الشعائر الدينية المسيحية". والعذراء القديسة "تكرمها بحق إكراماً خاصاً. والواقع أن العذراء الطوباوية قد أكرمت، منذ أبعد الأزمنة، بلقب "والدة الإله"، والمؤمنون يلوذون بحمايتها، مبتهلين إليها في جميع مخاطرهم وحاجاتهم (…) وهذا التكريم (…) وان كان ذا طابع فريد على الإطلاق (…) غير انه يختلف اختلافاً جوهرياً عن العبادة التي يعبد بها الكلمة المتجسد والآب والروح القدس، وهو خليق جداً بأن يعززها "وهو يجد التعبير عنه في الأعياد الطقسية التي خضت بها والدة الإله، وفى الصلاة المريمية، كالوردية المقدسة " خلاصة الإنجيل كله".

3ً. مريم ـ أيقونة الكنيسة المعادية

972ـ بعد كلامنا على الكنيسة في أصلها، ورسالتها، ومصيرها، لم يبق لنا لختام الكلام أفضل من أن نوجه نظرنا إلى مريم لكي نتأمل فيها ما هي الكنيسة في سرها، وفى "رحلتها الإيمانية"، وفى ما ستكون في الوطن الأخير الذي تسير نحوهه، حيث تنتظرها "في مجد الثالوث الأقدس الغير المنقسم"، و "في شركة جميع القديسين"، تلك التي تكرمها الكنيسة أما لربها، وأما لها خاصة:

"كما أن أم يسوع في السماء حيث هي ممجدة جسداً وروحاً، تمثل وتفتتح الكنيسة في اكتمالها في الدهر الآتي، كذلك هي على الأرض، إلى أن يأتي يوم الرب، تشع الآن آية ليقين الرجاء والتعزية أمام شعب الله في مسيرته".

 

بإيجاز

973 ـ منذ قول مريم "ليكن" في يوم البشارة، وقبولها سر التجسد، أسهمت في العمل كله الذي كان ابنها مزمعاً أن يقوم به. إنها أم حيثما كان هو مخلصاً ورأساً للجسد السري .

974 ـ بعدما أتمت مريم العذراء الكلية القداسة حياتها الأرضية نقلل جسدها ونفسها إلى مجد السماء، حيث تشترك في مجد قيامة أبنها، مستبقة قيامة جميع أعضاء جسده .

975 ـ "إننا نعترف بأن والدة الإله الكلية القداسة، حواء الجديدة، أم الكنيسة، تواصل في السماء دورها الامومى في شان أعضاء المسيح".