القاصد الرسولي في زيارة رعوية إلى أسيوط

         في بادرة هي الأولى من نوعها منذ قدومه إلى أرض مصر كقاصد رسولي للكنيسة المصرية الكاثوليكية قام صاحب السيادة المونسنيور مايكل فيتزجيرالد سفير الفاتيكان بمصر بزيارة رعوية إلى ايبارشية اسيوط وذلك في الفترة من 20 حتى 23 ديسمبر 2007 . كان في إستقبال ضيف اسيوط صاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم مطران كرسي أسيوط ومجمع الكهنة ولفيف من الرهبان والراهبات إلى جانب جمع غفير من أبناء الإيبارشية . وخلال الأيام الأربعة للزيارة كانت الايبارشية قد أعدت برنامجاً حافلاً تضمن لقاءات للسفير الباباوي مع الأباء الكهنة والراهبات والشباب بالإضافة إلي زيارة عدد من الكنائس والأديرة ذات الطابع التاريخي بمنطقة أسيوط .

 

1- لقاء الاكليروس والراهبات:

        إستهل القاصد الرسولي برنامجه بلقاء الأباء الكهنة بالايبارشية وذلك يوم الخميس 20 ديسمبر 2007 حيث أدار سيادته مع الأباء الاجلاء حوار مفتوحاً حول العمل الرعوي بالإيبارشية وحمل السفير لمجمع الكهنة تحيات الأب الأقدس وتقديره للرسالة السامية لخدمتهم الكهنوتية . كذلك التقى رئيس الاساقفة وكوكبة الراهبات الخادمات بالإيبارشية يوم الأحد 23 ديسمبر 2007 وأثنى سيادته على الدور الذي تضطلع به الراهبات في خدمة الفقراء والمعوزين بالكنيسة المقدسة .

 

2- معهد التربية الدينية :

          في اليوم الثاني للزيارة السنية التقى القاصد الرسولي وطلبة معهد التربية الدينية يوم الجمعة 21 ديسمبر 2007 وذلك في إطار اليوم المفتوح للمعهد وقد حضر اليوم عدد كبير من الطلبة والخريجين . خلال اليوم ألقى المونسنيور مايكل فيتزجيرالد محاضرة بعنوان  ( الحوار المسيحي – الاسلامي .. إلى أين ) . قال سيادته خلالها إن الحوار جزء هام من رسالة الكنيسة في العالم . وأشار إلى البنود الخمسة لوثيقة المجلس الباباوي للحوار بين الأديان . كذلك تناول السفير في كلمته أبعاد الحوار من منطلق الحياة اليومية والعيش المشترك وصولاً إلى حوار الروحيات والعقائد اللاهوتية . وأكد المحاضر القدير أهمية إتساع الحوار ليتضمن مناقشة القضايا الإنسانية مثل حقوق الإنسان والديمقراطية والتنمية والبيئة والتكنولوجية . وعن ثمار الحوار قال سياته أن الحوار المسيحي – الإسلامي أشبه بالنخيل يتطلب وقتاً طويلاً حتى يأتي بثمر وأن الرغبة الصادقة والإرادة الحسنة لدى الطرفين هي الأساس الراسخ للحوار الناجح . واختتم القاصد الرسولي المحاضرة بقوله إن المؤشرات تؤكد بأن العالم يسير في الإتجاه نحو التضامن والمحبة وهذا يعطي للحوار أهمية و أمل .

 

3 –  جمعية الشباب الكاثوليكي المصري بالصعيد:

        " سبعون عاماً نعمل في حقل الرب " بهذه الكلمات احتفل أبناء جمعية الشباب الكاثوليكي المصري بمرور سبعين سنة على تاسيس الجمعية ( 1937 – 2007 ) وقد نظم مكتب الجمعية بالصعيد يوماً حافلاً احتفاء بهذه المناسبة و شارك في اليوم صاحب السيادة المطران مايكل فيتزحيرالد القاصد الرسولي وصاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط وصاحب النيافة الأنبا يوسف أبو الخير مطران سوهاج ولفيف من الكهنة إلى جانب وفد عن الجمعية المركزية بالقاهرة و جمع كبير من أبناء الجمعية بأسيوط وسوهاج . في كلمته لأبناء الجمعية أكد القاصد الرسولي أن روح الجمعية تسري من جيل إلى جيل على مدى سبعين عاماً مما يدعو إلى الثقة في المستقبل . ودعا كذلك السفير جموع الشباب أن يفكروا بعمق في روح القوة والشهادة ، وهذا الروح هو الروح القدس الحاضر في الكنيسة والذي يعطي القوة الضرورية للقيام بالرسالة واختتم بقوله فليكن الروح القدس قائدكم لسنين عديدة . وعن جمعية الشباب الكاثوليكي قال الأنبا كيرلس وليم أجل كلنا كاثوليك ، لذا نحن مدعوون لأن نعلن ذلك من خلال أعمالنا واختياراتنا ومطابقة حياتنا مع قناعتنا الإيمانية .

        وأضاف الأب المطران بقوله إن جمعية الشباب الكاثوليكي نشاط رائد ضمن أنشطتنا الرسولية التى تزخر بها الكنيسة والتى تهدف إلى مساعدة المؤمنين على ترجمة إيمانهم إلى أعمال وإننا نشجع المؤمنين على الانخراط في مثل تلك الحركات والأنشطة كل واحد حسبما يقوده روح الرب ويدعوه . من جانبه قال الأنبا يوسف أبو الخير للشباب المحتفل بأنه يتطلع إلى وجود فريق أحلام من الشباب في كل ايبارشية يأخذ على عاتقه أن ينهض بالرعية فتصبح مكان فرح ورجاء وفي نهضة الرعية نهضة أكيدة للايبارشية . ودعا الأنبا يوسف أبو الخير الحاضرين لأن يكون شعار السبعينية الجديدة هو الرجاء . وأكد سيادة المطران أن الرجاء فضيلة إلهية وأن الاحلام التي لا يصاحبها الرجاء لن ترى النور بينما إذا كانت الاحلام مدعومة بالرجاء ستقتحم المستحيل بسواعد الشباب لأن الرجاء المسيحي يعطى القوة . وعقب كلمات الأباء الأساقفة ألقيت عدد من الكلمات أبرزها كلمات الأب أنطونيوس بشاي راعي ديروط ومرشد الجمعية بأسيوط و الأب أنطونيوس سبع الليل راعي كائدراتية يسوع الملك ومرشد طهطا والمهندس ماهر بطرس رئيس عام الجمعية كذلك عرض المكتب العام للحاضرين فيلماً وثائقياً عن المسيرة التاريخية للجمعية .  وفي ختام الاحتفالية أهدى المكتب العام درع الجمعية لثلاثة من رواد العمل العلماني بالقوصية أعرق شعبة بالصعيد وهم الأستاذ ميخائيل إبراهيم و  المرحوم محروس كراس والمعلمة الراحلة فوزية حنين .

 

4- زيارة الكنائس والأديرة :

        على هامش الزيارة الميمونة قام القاصد الرسولي ونيافة الأنبا كيرلس وليم ووفد من الايبارشية بزيارة عدد من الكنائس والأديرة بمنطقة أسيوط حيث زار الوفد دير مار مينا المعلق بمنفوط ودير السيدة العذراء المحرق بالقوصية ودير درنكا ودير الجنادلة بمدينة أسيوط  . كذلك قام الضيف الجليل بصحبة الأب المطران بزيارة عدد من كنائس الايبارشية وهي كنيسة سيدة الرحمة بالناصرية وكنيسة السيدة العذراء ببويط وكنيسة السيدة العذراء بالمنشاة الكبرى و كنيسة السيدة العذراء بنجع رزيق وكنيسة الأنبا أنطونيوس بغرب أسيوط و اخيراً كنيسة السيدة العذراء بالحمراء . وكان الضيف الكريم قد استقبل بالألحان الكنسية والتراتيل إلى جانب الاحتفالات الشعبية من ابناء الكنائس بالإضافة إلى المشاركة الراقية للقيادات السياسية والتنفيذية بالمحافظة . واختتم القاصد الرسولي زيارته التاريخية بحضور القداس الاحتفالي الذي أقيم بكاتدرائية أم المحبة الالهية مساء الأحد 23 ديسمبر 2007 احتفالاً بذكرى رحيل مثلث الرحمات الأنبا الكسندروس إسكندر أول أسقف لايبارشية أسيوط .

        وعن مجمل الزيارة السعيدة يقول الأنبا كيرلس وليم :

       "نشعر وأبناء الايبارشية بالفرح الغامر بهذه الزيارة المباركة إذ أن السفير الباباوي هو الممثل الشخصي لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر رمز وحدة الكنيسة المقدسة . نشكر القاصد الرسولي على هذه المبادرة التى تعبر عن تواصله مع أبناء الكنيسة الكاثوليكية في كل مكان بمصر . كما نشكر انطباعته الجميلة التى حملها عن ايبارشيتا العزيزة ونتمنى لسيادته دوام النشاط والعطاء في خدمة الكنيسة الجامعة".

                                                              تقرير – ناجح سمعـان