صوت الديك للاب بنيامين صلاح

عندما سمعتُ صوت الديك لأول مرة شعرتُ بشئ غريب عجيب يهز كُل كياني ، ويحرق أكبادي ، فهربتُ بفكري إلي بعيد جداً لكي لا أسمع صوته هذا الصوت الذي تعودتُ عليه- واليوم أسمعهُ وكأنهُ أول مرة في حياتي. وبعد بضع دقائق رجعتُ إلي عالمي فوجدتهُ في انتظاري ويرغب في أن أسمعه للمرة الثانية. فدهشتُ! ثم صرختُ بأعلى صوتي أقول لهُ : "كفى كفى لا أريد أن أسمعك حتي لا أتذكر". –  صوته جميل ولكنه أصبح مصدر رعب وأنين وألم ليّ. –" وهو أصم لا يسمع؛ بل مصمم أن يرفع صوته وكأنه يقول ليّ:" أسمع أنت ! لأنهُ نبّّهك ذلك وأنتَ لم تسمع" فتذكر أنّ مُعلمك الحبيب ذاهب للصليب وأنتَ ….  وهو الذي قال: " ثبت أخوتك متى رجْعتَ" لو 22/32       
أسمع  صوت الديك وكأنه يقول: أنتَ جبان خائن أنكرتَ سيدكَ الذي أحبك أمام مَنْ ….؟!  وما عليك الآن هو أن تسمع صوتي. فصاح الديك للمرة الثالثة . فتذكرتُ حبّ المعلم وأقواله وأعماله. فجلستُ في صمت رهيب، ونفسي كئيبة تتمنى الموت. وأنا أُسترجع شريط حياتي مع المعلم، فانهمر الدمع من عينيّ فبكيت …. وبكيت …. الخ، حتي جاء الموعد بحلول روح الآب علىّ أخوتي وعليّ . كما وعدنا السيد قبل ما أنكرهُ-  فغدوتُ شخصاً جديداً سعيداً. أرغبُ أن أعلن
 
 اسم المعلم المصلوب في كل مكان ولكل الناس . لا أرهب خادمة ولا أخاف الرؤساء والجنود ولا العذاب ….. ولاّ أي شئٍ . "لأنني أحببتُ كل شئٍ والذي يُحب يريد أن يعلن للعالم أجمع هذا الحبّ" . فعرف كل العلم إنّ الله محبة.