الأباتي تنوري: إن لم يكن لدينا الرجاء فلن نقدر أن نجتاز ظروفنا بسلام

 (الأب طوني خضرا)

 الدكونة، لبنان، 18 يناير 2008 (zenit.org).

 في مناسبة عيد القديس أنطونيوس أبي الرهبان، شفيع الرهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة، وجّه اليوم رئيس عام الرهبانيّة، الأباتي بولس تنوري، الرسالة السنويّة الى المؤسسات الأنطونيّة وأسرها وأصدقائها التالي نصها:

 " عيد مار أنطونيوس أبي الرهبان وشفيع رهبانيتنا الأنطونية يجمعنا بكم، أنتم عائلتنا الكبرى لنتبادل معكم أفضل الأمنيات. في ظلمات هذه الأيام وما تحمل من صعوبات وقلق، ينتصب القديسون أمامنا كمنارات تنير دربنا وتهدينا وتبدّد قلقنا. هكذا سطع نور انطونيوس أمام المؤمنين والنسّاك فدعي عن حق كوكب البرية لأنه أنار دروب الكثيرين وهداهم سواء السبيل. وما زالت مسيرة حياته وتعاليمه منهل تقوى وقداسة وكمال إنساني.

 إن أهم ما أتمناه لنا ولكم، أيها الأحباء هذه السنة بنوع خاص، أن يكون لنا رجاء أنطونيوس وصبره على المحن والتجارب. من دون رجاء يصبح الصبر قاسياً وعقيماً، أما مع الرجاء فالصبر يُقبل لأنه سيؤدي إلى نتائج نحلم بها ونتوق إليها. أنطونيوس ترجّى أن يصبح بكليته للمسيح وأن يتحرّر بالتالي من كل ما يعوق مسيرته إليه، سواء كانت أموراً خارجية أو داخلية، جسدية أو روحية. فصارع بصبر طوال حياته ليحقّق ما ترجّاه. وكان مؤمناً بأن ما يعجز هو عنه بقواه الذاتية سيكمّله فيه الرب يسوع بقدرة نعمته الفائقة.

 كل منّا إذاً مدعو ليصارع بصبر ليحقّق ما يطمح إليه، إن على صعيد الإيمان وإن على صعيد الحياة العادية. هذا الطموح ندعوه رجاء إذا ما ارتقينا فيه إلى المستوى النهيوي أي إلى مستوى الغاية القصوى من الحياة والتي نترجمها عملياً بالسعادة في ملكوت السماوات. أمّا على صعيد أبناء الأرض وحسب، فهذا الطموح ندعوه آمالاً، تتعلّق بمستقبلنا الشخصي أو بمستقبل عائلتنا أو وطننا. هذه الآمال تستحق أيضاً أن نصبر ونتحمّل من اجلها المشقات. وإذا ما اقترن الرجاء المسيحي بآمال أهل الأرض، كما ينبغي أن يكون ذلك بالنسبة لكل مؤمن ومؤمنة بالمسيح، فيصبح الصبر من أجل تحقيق آمالنا تعبيراً واقعياً أيضاً عن الرجاء النابع من إيماننا بالرب، الذي يسند في كل وقت ضعفنا. فالظروف التي نعيشها معاً على صعيد وطننا الحبيب والتي نعاني بسببها المشقات، إن لم يكن لدينا الرجاء فلن نقدر أن نجتازها بسلام. لذا نسألكم أن تعتصموا بالرجاء على مثال مار أنطونيوس وتصبروا واثقين أن القلق على المصير سيتبدّد وسيكون لنا الوطن الذين نستحق، الوطن الرسالة، كما دعاه السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني. لنعمل معاً على توطيد المحبة والأخوّة بين أبنائه ضمن المدارس والجامعات وعلى مختلف الأصعدة. مع خالص محبتي، الأباتي بولس تنوري، الرئيس العام للرهبانية الأنطونية المارونية ".