بندكتس السادس عشر: حياة الصلاة هي الركيزة للوحدة مع الله ومع الآخرين

(روبير شعيب)
روما، 25 يناير 2008 (Zenit.org).

 ترأس قداسة البابا بندكتس السادس عشر مساء اليوم، عند الساعة الخامسة والنصف بتوقيت روما، الاحتفال بصلاة الغروب الثانية بمناسبة عيد ارتداد القديس بولس الرسول، وذلك في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار في روما.

جاء الاحتفال أيضًا ختامًا لأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين الذي كان موضوعه لهذا العام: "صلوا بلا انقطاع" (1 تسا 5، 17).

وقد تحدث البابا بشكل موسع عن هذه الآية في عظته التي ألقاها بحضور ممثلين ومؤمنين من الكنائس والجماعات الكنسية الأخرى.

انطلق البابا بالحديث عن هذه الآية من سياقها في رسالة القديس بولس إلى أهل تسالونيكي بالقول: "في ختام الرسالة، وبطيبة تكاد تكون أبوية، يضيف بولس سلسلة من التحريضات العملية جدًا، يدعو فيها المسيحيين إلى تعزيز مشاركة الجميع، وإلى العناية بالفقراء، وإلى التحلي بالصبر، وإلى عدم الرد على الشر بالمثل، وإلى طلب الخير دائمًا، وإلى الفرح دومًا والشكران في كل الحالات (راجع 1 تسا 5، 12 – 22). في صلب هذه الإرشادات، يضع بولس هذا الأمر: "صلوا باستمرار". فالتحريضات الأخرى تفقد القوة والتماسك، إذا لم تكن مدعومة بالصلاة. تبنى الوحدة مع الله ومع الآخرين من خلال حياة الصلاة، في البحث المستمر عن "إرادة الله في المسيح يسوع بشأننا" (راجع1 تسا 5، 18)".

وأشار البابا إلى آنية هذا التحريض بالقول: " ما زالت الدعوة التي وجهها القديس بولس إلى أهل تسالونيكي آنية. فأمام الضعف والخطايا التي ما زالت تعرقل شركة المسيحيين الكاملة، ما زالت كل من هذه التحريضات تحافظ على قيمتها، ولكن ما هو واجب حقًا هو أمر "صلوا باستمرار". ما كانت لتصبح الحركة المسكونية دون الصلاة الشخصية أو المشتركة لكي "يكونوا وحدًا، كما أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك" (يو 12، 21)؟أين يمكننا أن نجد "الزخم الإضافي" من الإيمان والمحبة والرجاء الذي يحتاجه حاجة ماسة اليوم بحثنا عن الوحدة؟"

وتابع بالقول: "لا يجب أن يقتصر شوقنا إلى الوحدة إلى مناسبات متقطعة، بل يجب أن يصبح عنصرًا متممًا وجوهريًا لكل حياة الصلاة التي نعيشها".