الكرسي الرسولي: القنابل العنقودية سلاح لا إنساني ومرفوض

"الخطر الحقيقي يكمن في الدول المدججة بالسلاح، والتي تثق فقط بالأسلحة في تأمين الأمن المحلي والدولي"

(روبير شعيب)

 الفاتيكان، 31 يناير 2008 (Zenit.org).

 ليس هناك أي دافع على الإطلاق يبرر استخدام القنابل العنقودية، هذا ما صرح به رئيس الأساقفة سيلفانو توماسي، المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة، خلال دورة لمجموعة خبراء حكوميين من الدول التي قبلت اتفاقية الأمم المتحدة التي تنص على منع أو تخفيف استعمال بعض أنواع الأسلحة التي تعتبر جسيمة الضرر والتي تسبب تملك قوة تدميرية يصعب تحديد مدار تأثيرها. وأشار توماسي في مداخلته بأن "الخبرة تبين بأن منع استعمال بعض أنواع الأسلحة، عبر مشاورات دولية سليمة لم يُعرّض للخطر أمن أية دولة".

"الخطر الحقيقي يكمن في الدول المدججة بالسلاح، والتي تثق فقط بالأسلحة في تأمين الأمن المحلي والدولي". وشدد بأن الأمن والاستقرار هما أمران مستحيلان إذا ما انتفى النمو، والثقة المتبادلة، والعمل على خلق ظروف مناسبة للعيش.

ثم لفت إلى أنه لا يمكن القبول بالمقولة التي تصرح بالضرورة العسكرية للقنابل العنقودية، لأن القنابل العنقودية، منذ المرة الأولى التي تم استعمالها خرقت القوانين والحقوق الدولية، وخصوصًا قانون التمييز بين المدنيين والعسكر.

وذكر رئيس الأساقفة بكلمة البابا بندكتس السادس عشر في 7 يناير 2008 إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي الذي دعا إلى "تبني الاجراءات اللازمة […] لمواجهة المشاكل الناتجة عن القنابل العنقودية".

تتكون القنابل العنقودية من عبوة تنكسر لينطلق منها عدد كبير من القنابل الصغيرة في الهواء يتم توظيفها للهجوم على أهداف مختلفة مثل العربات المدرعة أو الأشخاص أو لإضرام الحرائق .

وبإمكان القنابل الصغيرة تغطية منطقة كبيرة وهي تفتقر للتوجيه الدقيق. ويتم قذفها من على ارتفاعات متوسطة أو عالية بما يزيد من احتمالات ابتعادها عن الهدف . أما معدل فشلها فيعتبر كبيراً حيث يبلغ حوالى 5 %، بمعنى أن كثيراً منها لا ينفجر ولكن يستقر في الأرض كألغام قد تنفجر ولو بعد مضي سنوات.

هناك آلاف من هذه القنابل في كوسوفو وفي جنوب لبنان.