مهرجان تكريم الخريجين من فصول محو الأمية بجمعية الصعيد في أسيوط

كتب – ناجح سمعـان :

التعليم هو الطريق القويم لنهضة الأمم ورقي الشعوب، هذه حقيقة بديهية سطرها التاريخ وأثبتتها العلوم، وأضاءت بنورها شعلة  الحضارة. فأن يتلقى الطلاب تعليمهم منذ مرحلة الطفولة فذلك أمر اعتيادي وواجب قومي تحرص عليه الدولة والأسرة معاً. لكن أن ترى أناس يحفرون الحروف الهجائية على صخور صعوباتهم اليومية وينقشون الأرقام الحسابية على جدران التزاماتهم العائلية، مثل هؤلاء لا شك أبطال. أنهم طلاب فصول محو الأمية لتعليم الكبار. في هذا الإطار التربوي والإبداعي جاء احتفال مكتب جمعية الصعيد باسيوط  يومي 22 يناير و 24 يناير 2008 بمناسبة تكريم الخريجين من فصول محو الأمية التابعة للجمعية بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع مكافحة الأمية وتنمية مهارات الحياة الأساسية في المنيا و أسيوط. وقد بلغ عدد الخريجين (67) دارس ودارسة فيما حصل عدد (41) منهم على مصدقة محو الأمية من الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بأسيوط. كان قد حضر الاحتفالات إلى جانب الدارسين المحتفى بهم الأستاذ كميل عبده باسيلى مدير إدارة المنطقة والاستاذ اكرام موسى مسئول المجالات التنموية بالمنطقة والأستاذ جوزيف نبيل مسئول محو الأمية والشباب بجمعية الصعيد للتربية والتنمية بالإضافة إلى المنسقين والمنسقات العاملين بفصول محو الأمية بالقوصية والعزايزة والزرابي وكوم اسفحت وكوم ابو حجر ودير الجنادلة وبني فيز.

وأردت التعرف على الأهداف المرجوة من الخريجين فقال السيد إكرام موسى أن هناك ثلاثة أهداف اساسية نعمل على تحقيقها أولها الهدف الالتعليمي من خلال برنامج تعلم تحرر وثانياً هدف التكوين الإنساني ودعم العادات والتقاليد الايجابية وتعديل ما هو سلبي واخيراً الهدف المهاري من خلال تعليم الشباب والفتيات بعض الحرف التى تدر دخول وتحقق الأمن الاقتصادي لصاحبها. وحول دور جمعية الصعيد في مكافحة الأمية أكد لي السيد كميل عبده أن الأمية تعيق الفرد عن أداء دوره في الأسرة والمجتمع. وإن الجمعية تهتم بتعليم الكبار وتسعى إلى توفير الفرص الملائمة لهم من التعليم والتنمية وذلك من خلال حزمة البرامج التى تهدف إلى الارتقاء باحوال الأطفال والشباب والمرأة وامدادهم بالادوات التى تمكنهم من إبراز قدراتهم ومن ثم تحسين أحوالهم المعيشية. وفي الختام تتحدث إلى إحدي الخريجات وتقول لأ أنكر إنني قابلت صعاب كثيرة منها سخرية الجيرات وتعييراتهم كقول احدهم "بعد ما شاب ودوره الكتاب" وأيضاً صعوبة التوفيق بين مواعيد الفصل والتزامات المنزل وتربية الأولاد. لكني سعيدة الآن واشعر بالامتنان لما تعلمته ليس فقط القراءة والكتابة لكن موضوعات حياتية كثيرة. وإنني ابعث برسالة إلى كل فتاة أو سيدة تحلم بأن تكون متعلمة أن لا تتكاسل وتضع الصعوبات أمامها بل أن تقبل على هذة الخطوة الهامة وتتعلم لأنها حتماً ستستفيد. كذلك ألقت إحدى الفتيات قصيدة بعنوان (حنين المهاجرين) كمار روت الكثيرات خبراتهن بفصول بمحو الأمية . وفي ختام الاحتفال الذي قامت بتقديم فقراته ناهد توفيق سكرتيرة المشروع تم توزيع الهدايا وشهادات النجاح للخريجين فتأكدت قناعتي بأن هؤلاء ليسوا كبار العمر فحسب بل كبار الارادة والتطلعات.