الله لا يعرّف بنفسه عبر جبروته وكلية معرفته، بل من خلال علاقته الشخصية برجال عديمي الأهمية

واعظ رياضات الأب الأقدس يعلق على تجلي الرب لموسى في العليقة الملتهبة

 بقلم روبير شعيب

 الفاتيكان، الأربعاء، 13 فبراير 2008 (Zenit.org).

 مجد المسيح يكمن في أنه أحب حتى النهاية وحتى أقصى حدود الحب، معيدًا بذلك الشركة بين الإنسان والله.

 هذا ما قاله صباح الإثنين الكاردينال ألبر فانوا في الرياضات الروحية التي يعظها بحضرة البابا وأعضاء الكوريا الرومانية.

 افتتح مفسر الكتاب المقدس اليسوعي الرياضات التي عنوانها: "فلنقبل المسيح حبرنا الأعظم"، والمستوحاة من الرسالة إلى العبرانيين بتأملين حول موضوع "الله يخاطبنا بابنه" و "المسيح هو ابن الله وأخونا".

وأشار أمين سر اللجنة الكتابية الحبرية السابق بأن الله ليس أخرسًا، بل هو إله يتكلم مع البشر لكي يتواصل معهم، ويدخلهم في شركة معه.

وتابع – بحسب الخلاصة التي قدمتها إذاعة راديو الفاتيكان – بالقول أن إلهنا يريد أن يقيم معنا علاقات شخصانية. وتظهر إرادة التواصل هذه بشكل بليغ عندما يتحدث الرب إلى موسى في العليقة الملتهبة.

"فمن الأهمية أن نرى كيف يعرّف الله بنفسه عندما يقول لموسى: "أنا إله أبيك، إله إبراهيم، إله إسحق وإله يعقوب".  الله لا يعرّف بنفسه عبر جبروته وكلية معرفته، بل من خلال علاقته الشخصية برجال عديمي الأهمية".

وبين الأب فانوا بأن صاحب الرسالة إلى العبرانيين يكشف لنا عن مرحلتين في نقل كلمة الله، ونوعين من الوسطاء: في المرحلة الأولى، يتحدث الله إلى شعبه عبر الأنبياء؛ أما في المرحلة الثانية، وهي المرحلة الإسكاتولوجية، فهناك تدخل حاسم لله عبر ابنه، الوسيط الكامل.

كما وتوقف على الاسم الذي تطلقه الرسالة إلى العبرانيين على يسوع الذي هو "ابن الله" ولكنه أيضًا "أخونا"، لأنه أخذ تواضع طبيعتنا البشرية.

 وتطرق إلى السر الفصحي فقال: "مجد المسيح ليس مجد كائن طموح وراضٍ على إنجازاته، وليس مجد محارب تغلب على الأعداء بقوة السلاح، بل هو مجد الحب، مجد من أحب حتى الموت، ومن أعاد الشركة بيننا نحن الخطأة والآب".

 هذا وبدأت الرياضات الروحية مساء الأحد في كابيلا "أم المخلص" في القصر الرسولي، وتنتهي صباح السبت، 16 فبراير بالعظة الأخيرة والبركة.