الخطر الذي يتعرض له كل مؤمن هو أن يستعمل الله كما لو كان في خدمة أشواقنا ومشاريعنا

بقلم روبير شعيب

 روما، الاثنين 25 فبراير 2008 (Zenit.org).

نبه الأب الأقدس بندكتس السادس عشر المؤمنين إلى الاحتراز من تجربة استخدام الله كوسيلة للمشاريع الشخصية بدل إقامة علاقة أصيلة وشفافة معه.

 جاءت كلماته لدى زيارته إلى رعية "سانتا ماريا ليبراتريشي" في حي تساتشو في روما، التي تحتفل بالذكرى المئوية الأولى لتأسيسها.

 وحذر أسقف روما، في كلمته إلى أبناء أبرشيته من الخطر الذي يتعرض له كل مؤمن والذي هو "عيش حياة دينية غير أصيلة، وأن يبحث عن الجواب لتطلعات قلبه العميقة في غير الله، وأن يستعمل الله كما لو كان في خدمة أشواقنا ومشاريعنا".

 واستعرض البابا القراءة الأولى التي تسرد تذمر وردة فعل الشعب العبري الذي يثور على موسى بسبب نقص الماء في الصحراء، ويوشك أن يثور على الله، حيث يقول الكاتب المقدس: "جربوا الرب قائلين: "هل الرب في وسطنا أم لا؟" (خر 17، 7).

 وعلق البابا على نص بالقول: "يتطلب الشعب من الله أن يتجاوب مع انتظاره ومتطلباته؛ وبدل أن يستسلم بثقة بين يدي الله، يفقد الثقة به وقت المحنة".

 وتساءل قداسته: "كم من المرات يجري الأمر عينه في حياتنا؟ كم من المرات نود، بدل أن نطابق إرادتنا مع الإرادة الإلهية، أن يحقق الرب مشاريعنا ويتجاوب مع توقعاتنا؛ وكم من المرات يبدو إيماننا ضعيفًا وثقتنا واهنة، وحياتنا الدينية ملوثة بشوائب سحرية وجد أرضية".

 وقال الأب الأقدس للمؤمنين: "في زمن الصوم هذا، بينما تدعونا الكنيسة إلى المسير في درب التوبة الحقة، فلنقبل بطواعية وتواضع تحريض مزمور القراءات: "اسمعوا اليوم صوته: لا تقسوا قلوبكم كما في مريبا، كما في يوم مسّة في البرية، حيث آباؤكم امتحنوني واختبروني رغم أنهم رأوا أعمالي" (مز 94، 7 – 9)".