آفة الإباحة في شبكة الانترنت

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الخميس 28 فبراير 2008 (Zenit.org).

 تحدث الأب جون فلين من جماعة "جنود المسيح" في مقالة له لوكالة زينيت العالمية  عن آفة الإباحة في شبكة الانترنت والتي تؤدي إلى تدمير العديد من الزيجات.

 وانطلق فلين في تأمله من تحريض الأب الأقدس أثناء لقائه بكهنة روما إلى "صوم النظر" بصفته قسمًا هامًا من ممارسات الصوم "التقشفية"، لا بل كونه أحد الأعمال التقشفية التي تحمل معناها في ذاتها، لأن صوم الحواس والعيون يسهم في تشي الإنسان عيشة نقية ومتكاملة مهما كانت حالته الاجتماعية (كاهن، أعزب، متزوج، راهب…). وقد أشار الأب الأقدس في جوابه إلى حاجتنا إلى "فسحة دون إشباع مستمر من الصور".

 ولفت فلين إلى أن نصيحة البابا يمكن أن تصبح دعوة إلى صوم، ليس فقط في زمن الصوم بل دومًا، عن الصور والأفلام الخلاعية التي تضج بها شبكة الانترنت ووسائل الإعلام المختلفة.

 تشير بعض الإحصاءات إلى أن نتاج الخلاعة في الولايات المتحدة هي ما يوازي 14 مليار دولار أمريكي سنويًا. ويبلغ عدد مواقع الانترنت الخلاعية نحو 4،2 مليون موقع يزورها نحو 40 مليون زائر يوميًا.

 ويسجل تزايد مشاهدة الأفلام الخلاعية والصور الإباحية تزايدًا في المشاكل المرتبطة بالبعد الجنسي، مثل تزايد أعمال الاغتصاب، ويقوم بعض المشاهدين بتطبيق ما يرونه في الأفلام الإباحية الشاذة والمفرطة.

 هذا وقد لفت بحث قامت به جريدة "واشنطن بوست" أن مواقع الانترنت تحتوي بوفرة على مواد خلاعية عنيفة وشاذة دون الرقابة التي تفرض على التلفزيون، وتولد مشاهدة هذه الأفلام نزعة إلى الإفراط ورغبة في الجنس العنيف في الكثير من الأشخاص.

 وأفاد متخصصون في علم النفس وعلم الاجتماع في تقرير لجريدة " Sydney Morning Herald " بأن مزاولة مواقع الخلاعة على الانترنت يولد مشاكل كبيرة في العلاقات الزوجية، مؤثرًا سلبًا على طبيعة العلاقات العاطفية والجنسية بين الأزواج. وقارنت نتائج البحث الوقع السلبي للإباحية على الانترنت بوقع حبوب منع الحمل في عام 1961. 

 وتولد الإباحية إدمانًا لدى الرجال ونقصًا في الثقة بالنفس وكآبة لدى نسائهم.

 عيش الطهارة

 وفي سبيل درء هذا الخطر الداهم الذي يدمر الأفراد والعائلات صادق مجلس أساقفة الولايات المتحدة في نوفمبر 2007 على نص بعنوان: "تعليم إعدادي لعيش عفيف".

 يشرح النص بأن العفة "لا تعني كبت المشاعر والتجارب الجنسية، بل دمج هبة الحياة الجنسية في كامل إطار الشخص البشري".

 ويحذر النص من بعض الأشراك مثل الاستعمال السيئ للانترنت، ومواقع الدردشة حيث يمكن أن يكون هناك موادًا تعرض الطهارة للخطر.

ويشير النص إلى أن "الخلاعة تدنس حميمية العلاقة الزوجية وتجرح كرامة من يشترك فيها"، و "على المسيحيين أن يتجنبوا أن يشتركوا فيها بأي شكل كان: كمنتجين، وممثلين، ومستهلكين، وبائعين