الكاردينال كوماستري: قيمةُ الإنسان مقدار محبته

في قداس مع الشبيبة في روما

 بقلم روبير شعيب

 الفاتيكان، الاثنين 3 مارس 2008 (Zenit.org). – "إذا أقمت في المحبة فالله معك، وإذا كان الله معك فأنت في الفردوس منذ الآن: بالمقابل إذا نقصك الله فأنت لا تملك شيئًا". هذه هي كلمات الكاردينال أنجلو كوماستري، رئيس كهنة البازيليك الفاتيكانية، إلى الشبيبة التي شاركت في القداس في مركز الشبيبة العالمي – سان لورنسو في روما.

 قال الكاردينال معلقًا على الإنجيل حيث يسأل أحد الكتبة يسوع عن أعظم الوصايا: "نحن أيضًا مثل الكاتب نسأل يسوع: ما هي أعظم وصية؟ ما هو الأمر الأهم بنظر الله؟"

 "أمام الله، قيمة الإنسان هي مقدار محبته. وهذا جواب ثوري! فالعالم يستعمل معاير أخرى لتقييم الإنسان. أما الله فلديه معيار واحد: الحب".

 "في نهاية الحياة، سيتم وضع كل شيء على ميزان المحبة، وستكون قيمة كل شخص المحبة التي عاشها (راجع متى 25)".

 كما وذكر بنشيد المحبة للقديس بولس وبما كانت تقوله الأم تريزا ملخصةً الإنجيل بهذه الكلمات: "لقد فعلتموه إليّ".

 وتساءل الكاردينال: ولكن لماذا؟ لماذا المحبة هي القيمة الوحيدة في المسيحية؟"

 "جواب المسيحية هو، مرة أخرى، جواب ثوري: لأن الله محبة. إذا أقمت في المحبة فالله معك، وإذا كان الله معك فأنت في الفردوس منذ الآن: بالمقابل إذا نقصك الله فأنت لا تملك شيئًا".

 ثم تحدث عن حادثة المرأة الخاطئة التي غسلت قدمي يسوع وجففتها بشعرها في بيت سمعان الفريسي فقال: "لقد أعربت هذه المرأة من خلال بادرتها عن هيامها، وكأني بها تقول: أنا أؤمن بأنك أنت الحب. أنا لم ألتق بالحب قبلاً، ولكنّي إذ قابلتك عرفت أن الله محبة".

 "وقال يسوع لسمعان الذي استضافه في بيته: أنت صالح ظاهريًا، ولكن قلبك بارد كالجليد، فأمام الله أنت لست شيئًا. أما هذه المرأة فقد فهمت الجوهر، لقد التقت بالحب! ولذا فهذه المرأة هي أعظم منك".

 ثم توجه إلى الشباب بالقول: "نحن أيضًا نعود الهيكل، ونصغي لكلمة الله، ونتناول الافخارستيا، ولكن كم من المرات يبقى بابنا مغلقًا على المحبة؟".

 وختم بهذه الدعوة: "في زمن الصوم هذا، نحن مدعوون إلى التوبة، وكلنا نحتاج إلى التوبة لكي نقبل جِدة الإنجيل الباهرة: قيمتُك حبُّك".

 مركز الشبيبة العالمي سان لورنسو هو مركز أراده البابا يوحنا بولس الثاني، وافتتحه هو نفسه في 13 مارس 1983. يقدم المركز خدمة ليتورجية وخدمة اصغاء وصلاة للشبيبة المقيمين في روما، أو الذين يتواجدون فيها مؤقتًا للحج. ويحفظ المركز الصليب الأول الذي سلمه البابا يوحنا بولس الثاني إلى الشبيبة في السنة المقدسة 1984.